أرقاء مستعبدون في الداخل ، وأسرى خارج أسوارها ..!! بقلم/ يبات علي فايد
26-Jun-2015
عدوليس ـ ملبورن
الوضع المأسوي للإريترين حالة من اللا إنسانية تتردى يوما بعض يوم، والإنسان الإريتري، الصابر صبر الجمل، يصل به الحال إلى ترد غير متوقع. المقيمون بداخل إريتريا أرقاء مستعبدون، والذين هم خارجها أسرى خارج أسوارها.الذين بالداخل صنفان:أ/شباب يؤدون الخدمة ذكورا وإناثا، مذ فجر الاستقلال إلى يومنا هذا، ممنوعون من مغادرة البلاد البتة، مما يضطرهم هذا التسلط للهروب عبر أولئك المهربين الذين استغلوا كثيرا هؤلاء الفارين من جحيم الحكومة الإرترية وقراراتها المتعسفة، ويستغل المهربون خاصة أولئك الذين يعجز ذووهم عن دفع مبالغ التهريب،
والتي تقدر بآلاف الدولارات، حيث يتعرض أولئك الهاربين الذين عجز ذووهم عن الدفع، إلى بيع أعضائهم، والمحظوظ من أولئك المغلوب عليهم يسخرون في أعمال التهريب وحراسة المهربين (بفتح الراء)، وكل ما يمكن استخدامهم فيه من أعمال مساعدة، حتى يقضي الله أمرا مفعولا. أما أولئك المحظوظين الذين استطاع ذووهم دفع تلك المبالغ فما حظم بأفضل من أصحابهم عاثري الحظ، حيث يكون مصيرهم البحر على تلك القوارب البلاستيكية التي يتكدسون عليها تكدسا لا يسمح بترك مساحة لوضع بعض الطعام أو الشراب حتى، وكثيرا ما انشطر هذا القارب ومات أولئك المحظوظون في البحر الأبيض المتوسط.أما من كتب الله له النجاة وبلغ السواحل الأوروبية فيكون في انتظار ان يرمى به في إحدى الدول الأوربية وكثيرا ما سمعنا أمان لبعضهم أن ليتهم ما غادروا الديار وصبروا على أذى حكومتهم.أما سخرية القدر فيتكون في محاولة هؤلاء الذين تمكنوا منذ سنين من مغادرة البلاد عبر الصحارى والبحار ومخاطر الاتجار بالبشر، وبيع أهاليهم كل غال ونفيس لاجل بلوغم دول الغرب، حيث يحرم عليهم دخول بلادهم إلا بعد دفع المبلغ الذي تفرضه الحكومة الارترية على كل من اراد دخول بلاده والخروج منها سالما دون تعرضه للاعتقال او مطالبته بأداء الخدمة الوطنية اللا نهائية، هؤلاء عليهم دفع 2% من دخولهم طيلة فترة إقامتهم خارج إرتريا، على الرغم من تجنسهم بجنسية بلد اللجوء.ب/ فئة ارتضت البقاء بالبلاد، حبا لها، ومحاولة العمل من أجل النهوض بالبلاد مرتضية كل ظلم وتجبر، وهذه الفئة سيف السلطان الجائر فوق رقابها، ففي كل لحظة هم في ترقب وتوجس من أسر لا فكاك منه، إذ إن الداخل سجون إسياس مفقود مفقود مفقود، ومعلوم ألا محاكمة عادلة، ولا معرفة لأهل أسرى إسياس بمصير ذويهم. وهذه الفئة الثانية احدى خمس فئات إن لم أخطىء التقدير: معلم، أو مزارع، أو طالب إلى المرحلة الثانوية، او كبير يعتبر ضمن مليشيا الحكومة، أو جندي يظل في صف الجندية إلى أجل غير مسمى، ووقت غير معلوم.وقد سئم كل المجتمع الإريتري هذا الحكم الجائر ففر الشباب، وأسر كل من أبدى تأففا من النظام.وربما قتل دون أن يعلم ذووه بمصيره.ولأجل هؤلاء الأسرى، ولأجل أيتامهم، ولأجل نسائهم المعلقات، تقوم تظاهرة جنيف، عسى أن يلتفت الضمير العالمي لمأساة إريتريا المسكوت عنها في إعلامنا العربي والعالمي لزهاء الربع قرن من الزمان.شكرا للشباب الذي يقوم بهذه التظاهرة، وفقكم الله وكان في عونكم وأنتم ترسمون بقعة بيضاء في الظلمة التي فرضها الطاغية، في وقت تخاذل فيه شرفاء العالم عن الالتفات إلى بؤساء إريتريا!