مقالات

مدرسة أغردات للبنات … متهمة بمعارضة تغلغل الأمهرية وإلغاء العربية : عبدالله أسد

10-Nov-2008

المركز

خلال السنين الأخيرة من حياة فضيلة مفتي الديار الارترية المغفور له بإذن الله الشيخ / إبراهيم المختار احمد عمر رحمه الله ، قام الرأس اسرات كاسا ممثل الإمبراطور الإثيوبي في ارتريا حينذاك بزيارة للمعهد الديني باسمرا حيث استقبله فضيلته بحفاوته المعهودة والمستمدة من تعاليم ديننا الحنيف . وبعد الترحيب وتبادل عبارات المجاملة وإكمال واجب الضيافة دخل الرجلان في حديث بدى من قسمات وتعابير وجهيهما بأنه لا يمكن أن يكون حديثاً ودياً على الإطلاق . ففي أثناء الحديث الذي لم يطل ، طالب فضيلته بعدم تعرض إثيوبيا للغة العربية في ارتريا بل وحذر من مغبة المحاولات لإلغائها من المنهج التعليمي الارتري وذلك استشعاراً من فضيلته بنية إثيوبيا في انجاز ذلك عبر التغلغل بلغتها الأمهرية في المؤسسة التعليمية الارترية .

ثارت ثائرة الرأس الإثيوبي وجاء رده هستيرياً مليئاً بالعصبية حيث قال “نحن تكلمنا في هذا الموضوع أكثر من مرة ونحذر من إثارته بعد اليوم” . أوردت خبر تلك الزيارة والنقاش الذي دار بين الرجلين جريدة “الزمان” لسان حال الحكومة الارترية قبل منع صدورها من قبل السلطات الإثيوبية واستبدالها بجريدة “الوحدة” . يؤكد رد المسؤول الإثيوبي حقيقتين : الأولى ، أن الشعب الارتري ممثلاً بواجهاته الدينية والاجتماعية والسياسية لم تألوا جهداً في تأكيدها بان اللغة العربية هي لغة ارترية وطنية لا يمكن التفريط فيها وأنها أي تلك الواجهات أثارت هذا الموضوع أكثر من مرة لدى الحكام الإثيوبيين . والثانية ، أن إثيوبيا اتخذت قرارها ومن طرف واحد بإلغاء اللغة العربية من النظام التعليمي الارتري في محاولة يائسة لاجتثاثها لطمس الهوية الارترية . اخفق الرأس اسرات في قراءته لنصيحة فضيلة مفتينا . رب قائل لو عملت إثيوبيا بنصيحة فضيلته لكانت قد جنبت الشعبين الارتري والإثيوبي كل تلك الويلات التي لحقت بهما . ولكن هيهات ! تجاهلت إثيوبيا أن اللغة العربية هي إحدى الثوابت الوطنية والدستورية بل أخفقت أن تستوعب مغزى المواد الدستورية وما تعنيه تلك المواد بالنسبة للشعوب المعنية . تجاهلت إثيوبيا أن الدستور هو الإطار القانوني الشامل الذي يعيش في حظيرته كل الشعب وتتعايش من خلاله فئاته المختلفة وأنه المرجعية لكل القوانين التي تسن في البلد المعني . والاهم من كل ذلك لم تستوعب إثيوبيا بان المادة الدستورية جزء لا يتجزأ من وجدان الشعوب . أن المواد الدستورية هي الأطر المنظمة لحياة الشعوب كما هي النبراس المضئ في الدرب نحو التقدم والازدهار وإلغاء أي مادة دستورية أو العبث بها هو بمثابة نشر العتمة في تلك الطريق كما هي دعوة للتخبط نحو المجهول . أن تعطيل الدستور هو بمثابة تعطيل كافة مناحي الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية ولا يمكن لأي شعب تواق لمستقبل أفضل أن يقبل بتعطيل حياته بل ولا يمكن أن يستكين ويستسلم لوضع كهذا . ولم يكن الشعب الارتري استثناءاً . تمادت إثيوبيا في غيها بإلغاء اللغة العربية ليس من المنهج التعليمي فحسب بل من كافة مناحي الحياة حيث وضعت العراقيل في طريق دخول الكتب والمجلات والصحف العربية إلى ارتريا حتى الأفلام العربية منع دخولها إلى الارترية . الغريب في الأمر هذا التحسس المفرط من قبل السلطات الإثيوبية تجاه اللغة العربية في ارتريا واعتبارها لغة أجنبية دخيلة في الوقت الذي كانت فيه إثيوبيا نفسها تعترف بان اللغة العربية هي لغة إثيوبية والدليل أن جامعاتها التي هي اعلي مؤسساتها التعليمية كانت تدرس اللغة العربية تحت مسمى Etla 101 و Etla 102 و Etla هذه هي مختصر لـ (Ethiopian Language) – أي لغة إثيوبية ! وقد أخذها كاتب هذه الأسطر شخصياً كمادة اختيارية Elective ضمن مواده الدراسية في جامعة هيلا سلاسي الأول قبل أن يستبدل اسمها إلى “جامعة أديس أبابا” إبان حكم الدرق . عملية التغلغل بدأ التغلغل بفرض تدريس اللغة الأمهرية إلى جانب اللغتين العربية والتجرينية منذ بدايات الحكم الفيدرالي وقد استعانت إثيوبيا في المرحلة الأولى ببعض المدرسين الارتريين الذين كانت لديهم المبادئ البسيطة في اللغة الأمهرية . كان جل هؤلاء الارتريين من أبناء قومية التجرينية بحكم تطابق الحروف الهجائية للغتين التجرينية والأمهرية – الحروف الجعزئية . وبالتالي سهولة قراءتها واستيعابها دون غيرهم من أبناء القوميات الارترية الأخرى . كما جلبت إثيوبيا العديد من المدرسين الإثيوبيين إلى ارتريا لتدريس تلك اللغة . بإعدادها بعض المعلمين الارتريين وجلب أعداد كبيرة من المعلمين الإثيوبيين ظنت إثيوبيا بان الحلقة قد اكتملت ويمكنها بدأ المرحلة الثانية من سيناريو أمهرت (Amharization) المنهج التعليمي الارتري . ولكنها اصطدمت بواقع ربما لم يكن بحسبانها ألا وهو المدرس الارتري المسلم ! كان المدرسون المسلمون يجهلون الأمهرية تماماً كما كان إلمامهم بالأحرف الجعزية لا يرتقي إلى درجة تمكنهم من مواكبة البرامج المطروحة حيث كان جلهم من خريجي المدارس إبان فترة الانتداب البريطاني حيث كانت دراستهم باللغة العربية . هكذا وجدت إثيوبيا نفسها أمام معضلة ربما لم تكن في حسبانها كما أسلفنا مما اضطرها إلى ارتجال دورة خاصة لتدريس المعلمين المسلمين اللغة الأمهرية وتأهيلهم لتدريسها عند إتمام الدورة . زجت إثيوبيا بكافة معلمي المرحلة الابتدائية من المدرسين المسلمين في تلك الدورة لمدة عام دراسي كامل . وهكذا أكملت إثيوبيا إعداد الكادر مما مكنها بدء تطبيق برامجها على ارض الواقع . بدأ التطبيق بإيقاف اللغتين الارتريتين تماماً في الصف الأول . وبانتقال هؤلاء الطلبة إلى الصف الثاني تكون الدراسة في الصف الأول والثاني باللغة الأمهرية وتستمر العملية إلى أن يصل الصف الذي بدأ به البرنامج الفصل السادس وهكذا تستكمل أمهرت المرحلة الابتدائية “Amharizatin of the Elementary Level” (الجدول التالي يوضح الصورة) . سيناريو تغلغل الأمهرية وإلغاء العربية

الصف الثالث نعم نعم نعم نعمالصف الرابع نعم نعم نعم نعمالصف الخامس نعم نعم نعم نعمالصف السادس نعم نعم نعم نعم السنة الثانية العربية التجرينية الأمهرية تدريس المواد الأخرى الصف الأول لا لا نعم الأمهريةالصف الثاني لا لا نعم نعمالصف الثالث نعم نعم نعم العربي/التجرنيةالصف الرابع نعم نعم نعم نعمالصف الخامس نعم نعم نعم نعمالصف السادس نعم نعم نعم نعم السنة الثالثة العربية التجرينية الأمهرية تدريس المواد الأخرى الصف الأول لا لا نعم الأمهريةالصف الثاني لا لا نعم نعمالصف الثالث لا لا نعم نعمالصف الرابع نعم نعم نعم العربي/التجرنيةالصف الخامس نعم نعم نعم نعمالصف السادس نعم نعم نعم نعم السنة الرابعة العربية التجرينية الأمهرية تدريس المواد الأخرى الصف الأول لا لا نعم الأمهريةالصف الثاني لا لا نعم نعمالصف الثالث لا لا نعم نعمالصف الرابع لا لا نعم نعمالصف الخامس نعم نعم نعم العربي /التجرنيةالصف السادس نعم نعم نعم نعم السنة الخامسة العربية التجرينية الأمهرية تدريس المواد الأخرى الصف الأول لا لا نعم الأمهريةالصف الثاني لا لا نعم نعمالصف الثالث لا لا نعم نعمالصف الرابع لا لا نعم نعمالصف الخامس لا لا نعم نعمالصف السادس نعم نعم نعم العربي/التجرنية السنة السادسة العربية التجرينية الأمهرية تدريس المواد الأخرى الصف الأول لا لا نعم الأمهريةالصف الثاني لا لا نعم نعمالصف الثالث لا لا نعم نعمالصف الرابع لا لا نعم نعمالصف الخامس لا لا نعم نعمالصف السادس لا لا نعم نعم لا : تعني لايعمل بها ( لاغية )نعم : تعني يعمل بها هكذا ألغت إثيوبيا لغاتنا الضاربة في أعماقنا ووجداننا واستبدالها بلغة أجنبية غريبة على لساننا وبعيدعن قلوبنا ولم تكن في يوم من غاياتنا ! موقف أولياء الأمور : رداً على قرار الحكومة الإثيوبية بإلغاء اللغة العربية في المدارس الحكومية ، توجه الكثيرون من أولياء الأمور إلى إرسال أبنائهم وبناتهم إلى المعاهد الدينية حيث كانت العربية لغة التدريس . لم تجرؤ إثيوبيا على التعرض لتلك المعاهد ، واستمرت المعاهد في تخريج وابتعاث خريجيها إلى مدارس وجامعات الشرق الأوسط ولنا اليوم كماً هائلاً من خريجي جامعات الشرق الأوسط الذين أكملوا دراساتهم باللغة العربية . موقف المعلمين : استيعاباً منهم بأهمية اللغة ، ليست كوسيلة تواصل فقط بل كأداة حاملة لمخزون الإرث الثقافي والقيم الدينية والروحية والروابط الوجدانية ، أبى المعلمون الغيورين على لغتهم العربية التي كانت بالنسبة لهم بمثابة الروح من الجسد إلا أن يستمروا في الحفاظ على لغتهم الدستورية بشتى الوسائل وتحت مسميات أخرى رغم المخاطر . مدرسة اغردات للبنات متهمة :في سبتمبر 1968م عدت إلى أغردات ناظراً لمدرسة أغردات للبنات بعد أن أكملت دورة دراسية في الإدارة والإشراف التربوي في جامعة هيلا سلاسي الأول . وكان المغفور له الأستاذ محمد على ابوبكر نائباً للناظر . وكما هو مألوف بدأت المدرسة باستقبال وتسجيل التلميذات وتم توزيع المواد الدراسية على المعلمين كل حسب اختصاصه وبدأنا نتأهب لوضع جدول الحصص الأسبوعي . قبل شروعي في وضع الجدول إذا بالمغفور له الأستاذ محمد على ابوبكر يدنو مني ويهمس في أذني بكل جراءة ووضوح يقول لي “لا تنسى اللغة العربية يا أستاذ عبد الله” . سألته وأنا في غاية الدهشة عن ما يعنيه . فقال “رغم المخاطر ، درجت إدارة المدرسة في تدريس اللغة العربية لتلميذاتها حفاظاً على الإرث الثقافي والقيم الروحية والروابط الوجدانية والحس الوطني ورغبة أولياء أمور الطالبات ” . استشرت في الموضوع المدرسين القدامى في المدرسة والذين شاركوا في تدريس اللغة العربية في السنين قبل مجيئي ومنهم الأستاذ / محمود الحاج عمر الموجود حالياً في السودان والأستاذ محمود هيابو الموجود في السودان أيضاً والأستاذ عمر الناتي الموجود في ارتريا والأستاذ محمد زرؤوم الموجود في السعودية . كانت إثيوبيا دائماً متوجسة من موقف الشعب الارتري تجاه لغاته الوطنية الدستورية ، وخصوصا من موقف المعلمين . فكانت تجند أبنائها الذين دفعت بهم إلى المدارس الارترية ليكونوا العين الساهرة في مراقبة أي عمل من شانه أن يقوض مساعيها في إلغاء اللغات الوطنية والعربية بالذات . وكان بين المدرسين الإثيوبيين في مدرسة أغردات بعض من هولاء ! فكان الحذر واجباً. وفد من اسمرا : في زيارة مفاجأة وصل من اسمرا إلى أغردات وفد مكون من أعلى ثلاثي في إدارة التعليم في ارتريا حينذاك وهم الأستاذ الدكتور / يوسف إبراهيم بنراي أطال الله في عمره والأستاذ / جبرلؤول والأستاذ / مسقنا المدوم وتوجهوا رأسا إلى مدرسة أغردات للبنات وكان أول مقصدهم مكتبي . وبعد مصافحتي طلبوا مني وبدون مقدمات “جدول الحصص الأسبوعي” ! فطلبت بدوري من فراش المدرسة “ابوي منجشا” أن يأتي بالجدول من مكتب المعلمين . تفحص الأساتذة الزوار الجدول حصة حصة ومعلم معلم . وقد لاحظت تغيراً في حالة التوتر التي كانوا فيها وقت دخولهم مكتبي وطلبهم الجدول . كان التوتر بادياً عليهم جميعاً وبشكل ملحوظ ، ولكن بدأ ذلك التوتر في التلاشي تدريجياً إلى أن اختفى تماماً مع فراغهم من فحص محتويات الجدول . بعد فراغهم من فحص الجدول واستكانت نفوسهم وبدى الارتياح في وجوههم جميعاً ، بدأوا يسألونني عن سير العمل في المدرسة مع إبداء ملاحظاتهم ، ثم تحول الحديث إلى النوع الخفيف بل اللطيف من الاستجواب حيث فاتحوني بان سبب قدومهم إلى أغردات كان تقريرا رفع إلى وزارة التربية يقول بان مدرسة أغردات للبنات تدرس اللغة العربية لتلميذاتها ، فما ردك على ذلك ؟ فقلت قد رد جدول الحصص على سؤالكم . فتبسم الجميع وتحول الحديث إلى نقاش عام حول التربية والتعليم . في الحقيقة عدم ثبوت مادة العربي في الجدول قد أراحهم كثيراً ولم يسترسلوا في الأسئلة بعد ردي الأخير وغادروا المدرسة بل أغردات برمتها متجهين إلى اسمرا وهم سعداء على ما بدى لي حينها ولم يفاتحونني في الموضوع بعد تلك الزيارة إطلاقا بالرغم من استمراري كناظر للمدرسة لمدة ثلاث سنوات بعد تلك الواقعة ولقائي بهم مرات عديدة قد يجد القارئ أكثر من تفسير لارتياحهم ! ولكن هل كانت اللغة العربية تدرس في مدرسة اغردات للبنات ؟ قد يفاجأ القارئ إذا قلنا أن التقرير كان صحيحاً وقد يفاجأ أكثر ولو أكدنا أن اللغة العربية كانت فعلاً تدرس لبناتنا في مدرسة أغردات للبنات . صحيح كانت اللغة العربية تبدو للعيان غائبة عن جدول الحصص ولكنها كانت حاضرة وبقوة في وجدان المغفور له الأستاذ محمد على ابوبكر ، والأستاذ محمود الحاج عمر والأستاذ محمود هيابو والأستاذ محمد زرؤوم والأستاذ عمر الناتي أمد الله في أعمارهم جميعاً . لم تغب اللغة العربية عن الجدول كما بدى للزوار بل كانت حاضرة ولكنها متدارية خلف ستار حصة الألعاب وحصة الفلاحة . وهل كان الزمن زمن لعب وزرع! الم تحرم إثيوبيا أطفالنا من اللعب واللهو وتحرمنا من الزرع والضرع؟ الم تسرق منهم البسمة منذ أن وطأ هيلي سلاسي أرضنا ودنسها؟ اجل كانت اللغة العربية تدرس في مدرسة أغردات للبنات رغم كل المخاطر وكان يعتبر ذلك العمل رافداً من روافد النضال الوطني وتأكيداً للهوية الارترية . هل العربية دخيلة في ارتريا؟ هراء! حاولت إثيوبيا بكل ما أوتيت من حيل أن تصور العربية كلغة دخيلة في ارتريا كما حاولت بعض النفوس الارترية المريضة اقتفاء اثر إثيوبيا وسعت جاهدة لتثبيت هذه الخرافة . نحن نتفهم النوايا الإثيوبية في محاربة العربية في ارتريا ولكن الذي نستغربه هو محاولات بعض الارتريين مع قلتهم ، في محاربة لغة رسمية حسب الدستور الارتري الذي صادق عليه آبائنا في أول برلمان ارتري . كما يؤكد الدستور الارتري الحالي بان العربية هي لغة وطنية ارترية … بل لغة رسمية نحن جيل الأربعينات وجدنا اللغة العربية قد سبقتنا في التواجد في ارتريا تماماً كما سبقنا أبائنا وأجدادنا . وجدناها في الشارع الارتري مع بقية اللغات الارترية . وجدناها في ام حجر وقلوج وتسني وبارنتو واغردات وكرن ومصوع وعصب . حتى الشارع في اسمرا وعدي قيح ومندفرا لم يخلوا منها . كان الكثيرون يتكلمونها بل كان من غير المألوف أن تجد شخصين من قوميتين ارتريتين مختلفتين ، باستثناء قومية التجرينية ، إلا وكانت العربية لغة التفاهم بينهما . في المدارس كان المعلمون (غير التجرينيين) يتحدثون إلى تلاميذهم والى بعضهم البعض باللغة العربية لدرجة أننا كنا نعتقد ان معلمينا لا يتكلمون سوى اللغة العربية . وهنا يحضرني موقف طريف حصل في منزلنا في اغردات ونحن صغار في الصف الثالث الابتدائي . كان الأستاذ الشهيد / عثمان عبد الله كيكيا رحمه الله والأستاذ / صالح حمدي أمد الله في عمره في زيارة لشقيقنا الأكبر / إدريس على أسد تغمده الله بواسع رحمته الذي كان صديقا للشهيد / عثمان واذكر أن شقيقي المغفور له الأمين كلف بتوصيل الشاي إلى الضيوف . أوصل أمين الشاي وعاد وهو مغتبط ويضحك بصوت خافت مستغرباً لسماعه ضيفينا يتحدثان بلغة التجري وقد دعاني لأتنصت عليهم من خلف الشباك ! كان تحدث المعلمين بغير اللغة العربية حدثاً استثنائياً ومستغرباً في تلك الأيام!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
السنة الأولى العربية التجرنيةالأمهريةتدريس المواد الأخرى
الصف الأولا لا لانعمالأمهريه
الصف الثاني نعم نعمنعمالعربية/التجرنية