إستشهاد 14 مواطنًا إرتريًا وجرح أكثر من عشرين جراء اطلاق نار في وسط العاصمة اسمرا
7-Apr-2016
عدوليس ـبالتعاون مع إذاعة المنتدى
في يوم دامٍ وفي حادث مؤسف راح ضحيته 14 قتيلًا، وأُصيبَ أكثر من عشرين بجروح تفاوتت درجات خطورتها، بسبب إطلاق نار مكثف بقصد القتل في محطة (أباشاول) للبصات السفرية، وسط العاصمة اسمرا، اثناء عملية هروب جماعية لمعتقلين كانوا يُرحلون، بواسطة شاحنات عسكرية من معسكر ( خور منع ) شمالي أغوردات، إلى منطقة عصب العسكرية. وكان عدد المعتقلين الذين أكملوا فترةَ العقوبة والتدريب العسكري حوالي (1500) شاب و (600) شابة ، كانوا موزعين في 10 شاحنات عسكرية يرافقهم 10 من الحراس في كل شاحنة.
وجاءت تفاصيل الحادث، أنّه وفي الساعة الواحدة والنصف من ظهر يوم الأحد الثالث من ابريل الجاري، بدأ عدد من المعتقلين في الهروب مستغلين تهدئة الشاحنات لسرعتها بسبب الإزدحام، حيث تمكنوا من الإختفاء وسط زحمة السوق والمارة. ثم حدثت ضجة وفوضى بسبب قيام الحراس بضرب المعتقلين المتبقيين بالعصي لإجبارهم على الإنبطاح داخل الشاحنات. وحينها تدخّل الجمهور الذي استفزه المشهد برمي حجارة على الحُراس، وأقدم الحُراس على تطويق الشاحنات وإطلاق الرصاص بهدف التخويف وفك الحصار الذي تشكل حولهم بانتفاضة تلقائية، وأُجبِرت الشاحنات التي كانت في نهاية القافلة على تغيير مسارها ودخلت إلى وسط المدينة عبر الطريق القادم من مدرسة الجالية العربية (الأمل)، وقُتِل إثنين من المواطنين بينهم سيدة دهسًا بسبب السرعة الزائدة التى تعمدها سائقي الشاحنات هربًا من موقع الحادث. هذا، ولم يتم التأكد من عدد المصابين والضحايا بين المعتقلين الذين كانوا على متن الشاحنات ولم يتمكنوا من مغادرتها، ولكن نُقِل المصابون من المواطنين إلى مستشفى أروتا بعد تجميعهم في مركز الشرطة رقم 2، وكانت من بينهم حالات خطيرة مات إثنان منهم يوم أمس الإثنين، ومَنعت السلطاتُ ذويهم من زيارتهم في المستشفى.وبرغم إطلاق الذخيرة الحية والترويع الذي أحدثه افراد أمن النظام، وحضور كل الوحدات العسكرية والأمنية لموقع الحدث، لم تتمكن السلطات من القبض على الهاربين الذين يُقَدّر عددُهم بحوالي مئة وخمسين، ولكن استعاضت السلطات الغاشمة عن ذلك بحملة إعتقالات شرعت في تنفيذها مساء نفس يوم الأحد، طالت مواطنين تصادف وجودهم في موقع الحدث، واُتهموا بمشاركتهم في رمي الحُراس بالحجارة، ومنهم بعض ذوي الشباب المعتقلين الذين اتهموا أيضًا بالترتيب المسبق للحادث.وتفيد مصادر مطلعة أن المعتقلين المرحلين للعمل في منطقة عصب العسكرية، كانوا قد امضوا فترات تتراوح بين العام والعشرة أعوام في مختلف معتقلات النظام بتهمة محاولة الهروب أو النشاط في تهريب البشر، ثم خضعوا لتدريب إجباري في منطقة (خور منع) الذي يبعد 5 كيلومترات شمالي مدينة أغوردات على الطريق إلى مدينة بارنتو. هذا وتمكن بعضُ المعتقلين من الإتصال بذويهم قبل وصول القافلة إلى اسمرا، مما حدا بالسلطات إلى اعتبار أن الحادث لم يكن وليد الصدفة، بل تم بترتيب مسبق. والجدير بالذكر أن حادثًا مماثلًا في التفاصيل، وبنتائج أقل مأساوية حدث في ذات محطة البصات في مطلع العام الماضي، وكان موقف الجمهور، أيضًا، فيه متعاطف مع المُعتقلين. وفي خبر وصلنا قبل قليل من مصادرنا التي تتابع تفاعلات الحادث عن قرب، يفيد بأن ثلاثة من المجندين، الذين اُصيبوا بجراح خلال الحادث، استشهدوا يوم أمس الثلاثاء عقب وصولهم الى مستشفى حليبت، ولم يسمح لذويهم بأخذ الجثث حتى لحظة إذاعة هذا الخبر، ليصل عدد ضحايا هذا الحادث الإجرامي إلى أربعة عشرًا شهيدًا.كما أفادت مصادرنا بأن الأجهزة الأمنية للنظام تقوم بدوريات حراسة مشددة في مدينة اسمرا عبر انتشار افرادها في كل احياء العاصمة بملابس مدنية وعسكرية، خوفًا من تفاقم الوضع واندلاع التظاهرات المعادية للنظام الإستبدادي، خاصةً وان المواطنين عبّروا عبر مختلف الطرق عن رفضهم لعملية اطلاق النار العشوائي التي قامت بها الأجهزة الأمنية على المواطنين الذين لم يخفوا تعاطفهم مع الشباب الفارين من عبودية النظام.وفي السياق ذاته تحتجز الأجهزةُ الأمنيةُ أربعةَ شاحنات مكدسة بالشباب بالقرب من مدينة حقات في محاولة لتطويق عملية الهروب المنظمة والجماعية وتفادي وقوع حادث مماثل.ويذكر أن هؤلاء الشباب المعتقلين بسبب تهمة الهروب من البلاد والذي تجاوز عددهم العشرة آلاف شاب قد قاموا في الحادي والثلاثين من شهر مارس الماضي بمحاولة هروب جماعية من معتقل خور منع، مما أدى ذلك إلى مقتل واصابة العشرات منهم.