مقالات

مكافحة الفقر بالغرامات !!… عبدالله محمود

1-Sep-2006

المركز

تبتدع الحكومة الإرترية أساليب متنوعة في استحلاب المال من ضرع الشعب الإرتري مما يرتفع له حاجب الدهشة والاستغراب ، فقد طالعتنا نشرة الأخبار في الفضائية الإرترية منتصف الأسبوع الماضي – قبل اسبوعين من اليوم العالمي لمكافحة الفقر الذي يصادف العاشر من سبتمبر-

بخبر يفيد بانعقاد ندوة في مدينة بارنتو لمناقشة تدني المستوى المعيشي ، ما أن سمعت عنوان الخبر حتى قفزت إلى ذهني السبل العلمية لمحاربة الفقر وتوقعت أن تكون ندوة يؤمها أهل الإختصاص وتحاول الحكومة من خلالها بلورة رؤى نظرية لكيفية رفع المستوى المعيشي مثل تمليك المواطنين وسائل الإنتاج أو الإغاثة العاجلة في الحالات التي تتطلب حلول اسعافية ومن ثم إنزالها إلى حيز التنفيذ بواسطة الجهات المختصة . ما أن بدأ المذيع في تلاوة تفاصيل الخبر بدت على الشاشة صورة نسوة متقدمات في السن نحيلات الأجساد يفترشن الأرض على شكل حلقات تبدو على وجوههن علامات الفاقة والعوز ، وتحدث المذيع أن الندوة ناقشت تدني المستوى المعيشي وأسبابه التي أجملت في زيادة منصرفات الأعراس والمآتم وخرجت بتوصيات تم إجمالها في تحديد منصرفات ولائم الأعراس والمآتم وفرض غرامات تتراوح من 5000- 50000نقفة تتحصلها السلطات لمن يسرف في الصرف على هذه المناسبات !! . وأعلن محافظ المدينة أن حكومته ستقوم بالرصد اللازم ثم تتحصل على الغرامات التي تقدر وفق الحالة المعينة !!!الخبر يأتي في السياق الطبيعي لممارسات النظام الإرتري واستحكام عقلية الجباية عليه ، فهو يعتقل اولياء أمور الشباب الذين سافروا إلى خارج البلاد ولا يطلق سراحهم إلا بعد دفع فدية مقدارها ( 50 ألف نقفه ما يعادل 2000 دولار أمريكي ) ، كما ابتدع مصطلح ( العمل مقابل الغذاء ) فيلزم المواطنين على الأعمال الشاقة مقابل صرف المواد الإغاثية مما جعل المنظمات الإغاثية تحتج على هذه الممارسات وتهدد بإيقاف عملياته الإنسانية . يذكر أن إرتريا تعتبر من أكثر المناطق المهددة بخطر المجاعة حيث يواجه 2.3 مليون نسمة هذا الخطر المحدق. كما يبلغ عدد الأطفال والحوامل الذين يحتاجون إلى رعاية خاصة 300 ألف طفل وامرأة حامل يواجهون سوء التغذية. ، كما إن الإنتاج في المحاصيل الزراعية والمواشي يمر بأزمة مستمرة نسبة لعدم توفر مياه الأمطار وانتشار الجفاف في معظم أنحاء إرتريا.و 47% من الأسر تتحمل مسؤوليتها المرأة وأن مستوى الفقر يصل إلى 60% في صفوف تلك الأسر، وأن معظم هؤلاء النساء هن ممن فقدن أزواجهن أو عائلهن في الحرب الأخيرة. هذا المشهد الإنساني المزري يحتاج إلى سياسات جادة لمعالجته تتجاوز الحلول الفطيرة التي تتفتق عنها ذهنية النظام ، فمن الواجب أن يتجه النظام للتعامل الحسن مع منظمات الإغاثة وتوزيع المواد الإغاثية وفقاً للسياسات الدولية الموضوعة لذلك وعدم الإتجار في تلك المواد عبر برنامج ( العمل مقابل الغذاء ) حتى يتم رفع الفقر عن كاهل الشعب الإرتري .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى