إن البحر يلتهم شبابنا … !! *الحبيب حامد محمد شريف
2-Aug-2015
عدوليس ـ ملبورن
على الرغم من ازياد تكلفة الهروب من اريتريا وصولا الى السودان ومن ثم الى ليبيا او شواطئ اوروبا الا أنها في ازدياد كبير رغم خطورتها؛ غير ان من طفع به الكيل في اريتريا لا يبالي بأي ثمن كان وصوله الى (برالأمان) حسب ظنه، حتى لو مر باصعب الظروف كالتجارة به او سجنه او غرقه او قتله او غير ذلك من الجرائم التي تركب ضد الشباب العزل الهارب من الموت الى المجهول..الآلاف من الشباب الأريتري صار خيارهم بين ان يموتون في بلدهم او ان يبيعهم صيادوا البشر من المجرمين او الموت في الصحراء او ان تاكلهم الحيتان في البحر الأبيض المتوسط إلا من نجاه الله.
وما اكلته الحيتان من لحومنا في البحر الابيض المتوسط او من فقد في صحراء ليبيا وحدود شرق السودان لا يمكن ان نسكت عليه او نحاسب من تسبب في اراقة هذه الدماء الشريفة من ابناء بلادنا الغالية (ولو بعد حين).ومع ان من وصل الى أروبا فئة قليلة منهم فإن الغالبية العظمى من هذا الشباب هلكت في الطريق ابتداء من خروجهم من ارتريا وحتى وصولهم الى اروبا فإن الطريق مليئ بالمهالك.ويتم التهريب في الفترة الأخيرة عبر بعض الضباط في نظام افورقي البائس ثم يسلمونك الى (الرشايدة) وهم مترسون في الطرقات التجارة الممنوعة عبر الحدود الى ان تصل كسلا .وهنا تبدأ رحلة جديدة بالتوجه الى ليبيا برا حتى وان ادى بك الى الموت، حيث يتعرضون لأوضاع غير إنسانية في ليبيا ينتظر بعض شهوراً قبل المغامرة الكبرى عبر البحر الى أوربا على قوارب الموت، وأحيان يطلق المهربون النار على المهاجرين الذين يبدون اعتراضاً على تكديس عدداً كبيراً منهم في الزوارق المطاطية حيث يتعرضون للغرق وهي باختصار (ان نكون او لا نكون).وحتى وصول الشباب الى مبتغاهم تواجهمم الكثير من العقبات ومنها تجار البشر الذين لا يراعون ما حل بهؤلاء الشباب ولا يدينون بدين الا دين الدرهم الدينار.وتقدر هيئة الأمم المتحدة أن الأرباح الناجمة عن الاتجار بالبشر تحتل المركز الثالث من مصادر دخل الجريمة المنظمة، وتلي في الترتيب الاتجار بالمخدرات والاتجار في السلاح. وتقدر وكالة الاستخبارات الأميركية الواردات السنوية لهذا الاتجار بحوالي 9.5مليار دولار أميركي، ومع ان مشكلة الاتجار بالبشر قديمة قدم الازل الا ان ازدياده في الوقت الحالي بسبب ارتفاع العائد المادي السريع وبدون تكاليف.ولاشك أن عصابة أسياس أفورقي المجرمة؛ فضلاً عن عدم الاستقرار السياسي في بلدان مرور تجارة البشر (السودان وليبيا) تشكل تربة خصبة لعمل تلك المنظمات الإجرامية في النشاطات المتعلقة بالاتجار بالبشر.وليس بالمستغرب ان ترتبط هذه الظاهرة ببعض النشاطات الاجرامية المنظمة كعمليات غسيل الامول وتهريب السلاح والمخدرات فضلا عن تزوير الوثائق.وما يجعل هذا الأمر في تزايد عدة أمور من أهما ما يعاني منه الشباب في اريتريا كالتعذيب والقمع والاجرام الذي يمارسه نظام افورقي سبب مباشر في الهروب الى المجهول، اضافة الى ذلك الحدود الكبيرة بين السودان واريتريا وعدم وجود قوانين تحمي هؤلاء المساكين مما سهل لهم الاستمرار في الجريمة المنظمة.وقد لا تعرف من يتاجر بك ممن يساعدك في تلك الرحلة التي لا تعرف لها نهاية غير أن عصابة أسياس أفورقي هي السبب الرئيسي والمتورط الاول في الاتجار بالبشر وخروج الاريتريين العزل هرباً من الموت في وطنه الذي حولته العصابة الحاكمة الى سجن كبير.وجنرالاتها الذين يكسبون مبالغ طائلة من هذه العمليات، ومن ثم ضعاف النفوس من أبناء (قببيلة الرشايدة) في شرق السودان، والذين قد يلجأ لهم المواطن الأريتري الفار من إريتريا كوسيلة نجاة له ولكنه يقع في الفخ.. وبعض الفاسدين من جهاز الأمن السوداني الذي يسهل مرور الرشايدة الجشعيين الذين لا يهمهم الا المال.وطرق التجارة يقوم السماسرة بنقل الشباب الى مبتغاهم مقابل مبالغ طائلة لا يستطيع الشاب دفعها لكنه يغرر بهم ويطلب منهم الاتصال بذويهم لانقاذهم من القتل، ولا يتركهم الا اذا استلموا المبالغ المطلوبة من ذوي الشاب المغرر به او المغلوب على امره، وهذا الأمر في غاية الخطورة ان يتم تداركه حيث سيجعل من المنطقة سوقاً حراً لتجارة الرقيق.وهنا نؤكد هنا على أن بعض دول المنطقة تتهاون وتقلل من هذه الجريمة البشعة وعليها تحمل عواقبها عاجلاً ام آجلا.وللقضاء على الهجرة غير الشرعية يتطلب تعاونا بين كل الأطراف وأهما الدول المستقبلة للهجرة، والدول المصدرة للهجرة غير الشرعية، تعاون يتصدى للظاهرة الاتجار بالبشر وتقنين الهجرة الشرعية وإزالة الأسباب والدوافع المسببة لظاهرة الهجرة غير الشرعية، وأهمها ما يعانيه الشباب الإريتري من ظلم واضطهاد في بلده وتجنيد قسري وبدون مدة محددة فضلا عن حقه المشروع في الأمن والاستقرار الاقتصادي وتداول السلطة ، وذلك من خلال مساعدة ومعاونة الأروبية لمشروعات تنموية توفر فرص العمل للشباب الاريتري.