اثيوبيا المرحلة الجديدة بقلم/ محمد قناد
26-Jun-2018
عدوليس ـ ملبورن
الشعوب الافريقية لم يكن امامها ازاء مقاومة الاستعمار الجديد الذي سلب اراضيها بحجة الاستثمار سوى الانتفاضة ضد حكوماتها التي سهلت ذلك الفعل المشين ، فالارقام تحدثت وتتحدث عن مساحات واسعة تحولت لملك دول اخرى دون اكتراث لمتطلبات شعوبها واهتمام مستقبل مزارعيها مما يدل علي فسادها وعدم امتلاكها لشعور وطني، وقد تسبب ذلك في نشوء حركات معارضة ومناهضة لهذا التوجه، و ادى فيما بعد للاصطدام بتلك السياسات حتى تبلور بعضها لفعل احتجاجي وانتفاضات مثل التي حدثت في اثيوبيا من قبل شعوبها.
القراءة بصدد تتبع النتائج خاصة في الملفات السياسية والاقتصادية التي تبناها رئيس الوزراء الجديد، الرجل اتى بعد حركة احتجاج واسعه ضد الفساد السياسي والاقتصادي.
المراقب للاوضاع في القرن الافريقي وخاصة الحالة الاثيوبية لن يتفاجأ بالقرارات التي اقرتها “اديس ابابا” في ملفاتها الداخلية والخارجية.
الدولة الاثيوبية عملت علي مدار ثلاثة عقود علي تأسيس بنية تحتية لدولة صناعية قادمة من خلف ركام الحروب وتكرار الفشل، وهي الدوله ذاتها التي تبني من اجلها الصين اليوم اكبر منطقة مناوله في ساحل جيبوتي لن تقل اهمية عن (جبل علي) وقد اتضح البعد الصناعي في اهتمام اثيوبيا بمجال الطاقة وتسهيل الاستثمار وبناء منظومة طرق تربط كافة إتجاهاتها.
اينما اكتملت وترابطت عربات قطار التنمية والبنية التحتية في رصيف ومحطة الانطلاق كان لابد من حالة سياسية جديدة توائم اثيوبيا بالثوب الجديد السياسي والاقتصادي، وقبل ذلك تجمع الاثيوبين في الداخل ويقلل من مخاطر انتكاسه جديدة للدولة الاثيوبية وذلك عبر ازالة كوابح كثيرة تبطئ مسيرته اولها ملف الفساد ودولته العميقة، والذي لن يحدث الا بوجه وخطاب جديد يرتب الداخل، ثانيآ ينطلق الي الاسواق الاقليمية الواعدة، خاصة ان اثيوبيا تحاط بدول متاخرة اقتصاديا وصناعيآ.
رئيس الوزراء الجديد رجل اجاد العبور واختراق العقبات المعترضه طريقه نحو السوق العالمية تصحبه موافقه ومواقف عالمية واقليمية خاصة بعد وصف ترامب له بالزعيم الافريقي، في حالة نادرة لرئيس قوى عظمى مخاطبآ رئيس دولة افريقيه،الزعامة لها مواصفاتها واتفق ان الرجل نجح في اقناع الداخل والخارج انه شخصية المرحلة القادمة وبدأ تغير الدولة الاثيوبية داخليآ مما ينعكس بالضرورة في خطابها الخارجي ويحسن من صورتها التاريخية كدولة احتلال ومعتدي، يعتقد المراقب للوضع انها خطوات عملية ناجحة تساعد في نهضتها.
كل هذه النجاحات والمجهود الذي قام به داخليا وخارجيا لم يرضي اطراف معينه في اثيوبيا لذلك أتت محاولة الاغتيال السريعه كما توقع بعض المحللين السياسين،الانطلاقته الجديده شعارها توسيع رقعة المشاركة السياسية وتجاوز حقبة التهميش والاقصاء الذي بدوره سيتسبب في تفكيك الشكل القديم للعملية السياسية مما يؤثر في شكل التنمية المطلوبة وكما قال “البرت حوراني” التنمية التي لا تشمل اصلاحات سياسية لا يعول عليها، هذا ما يفعله رئيس الوزراء في عملية يمكن وصفها بالمصالحة الوطنية الوطنية الشاملة مع كل الاطياف السياسية والاجتماعية داخليآ وخارجيآ.
داخليآ شملت اطلاق 700 موقوف ومعتقل سياسي اكثرهم ينتمون لاقليم اوغادين الذي يحوي ثاني اكبر حقل نفط بعد حقل الربع الخالي بين اليمن والسعودية،كذلك قام برفع الحظر عن ما لا يقل عن 100 موقع اثيوبي بالشبكة العنكبوتية وقام باستقبال بعض المعارضين الذين كانوا بالخارج وهو ما يعتبره المراقبين بالخطوات الغير المسبوقةخارجيآ قام بزيارات لعدة دول وخاصة زيارته لمصر تعتبر الانجح لمعالجته ملف سد النضة كما استصحب معه المعتقلين الاثيوبين الي اديس ابابا،وايضا زيارته لجنوب السودان ومحاولته لاصلاح الخلاف بين المتصارعين علي السلطة هناكثم زياراته لدول الخليج التي تدعم توجهاته في افريقيا خاصة الاستثمارية ولا ندري بماذا عاد منها ثم جولته الي جيبوتي والصومال.
اما في الشأن الارتري الرجل كان واضحآ في اعترافه بنتائج لجنة ترسيم الحدود، بالمقابل اتت تصريحات مرحبه من النظام الارتري بالخطوة وارسال وفد،اثيوبيا باصلاحاتها الجديدة استفادت من دروس الامس ولن تسمح لاصحاب مشاريع الاستحواذ والنفوس التسلطية من قيادتها وهو ما وضح في الخطوة التي قام بها رئيس الوزراء بإيداع مشروع قرار في البرلمان يقضي بان لا تتجاوز كل فترة حكم جولتين تبدأ من عهده، مما يعتبر تدشين لمرحلة سياسية ديمقراطية مختلفة عن سابقتها، وبهذه الخطوات تدرك اثيوبيا اخيرا اسباب الفشل التي لازمتها.
جاء بعيد هذه الخطوات الداخلية تصريح وزير الخارجية الفرنسي بإستعداد بلاده للاستثمار في اثيوبيا و اعقبه حديث الولايات المتحدة التي رحبت بالاصلاحات و وصفتها بانها تعزز فرص الاستثمار وتبادل المصالح.
نجاح ابي احمد في مشروعه السياسي والاقتصادي سيكون لاثيوبيا شأن اكبر في المنطقة الافريقية وتحل محل دول اخرى غابت عن الساحة.