مقالات

مؤتمر لندن للسلام –الأجندة الخفية!؟ : عمر جابر*

10-Apr-2010

المركز

منذ ان تم الاعلان عن موعد انعقاد المؤتمر والدعوة التى تلقيتها واستعدادى للمشاركة فيه— وبرقيات عديدةتم ارسالها واتصالات جرت معى لاثنائى عن المشاركة . بالطبع أعرف المقاصد وراء تلك الدعوات وهى تعبر عن نوايا صادقة والحرص على ” اسمى ومكانتى” كما جاء فى نص تلك الرسائل.

وقد أصابتنى الحيرة قليلا حول فهم ردود الفعل تلك – لماذا التخوف ومن من؟ هل خوفا من الوقوع فى شراك مشاريع لا نعرف الى أين تأخذنا؟ هل أصابت الغشاوة أبصارنا الى درجة لا نستطيع معها التمييز بين الثابت والمتحول – بين الاستراتيجى والتكتيكى؟؟ هل فقدنا الثقة فى أنفسنا الى حد أن نخشى أن تأخذنا الريح الى وجهات ومواقع لا نريدها ولا نعرفها؟لقد ذهبت بعد التحرير الى ارتريا وقابلت ” أسياس أفورقى” ووزرائه واقتنعت بأ نهم قوم ( غير قادرين وغير جديرين وغير راغبين فى بناء دولة لكل الارتريين وبكل الارتريين) وعدت وأنا أكثر اقتناعا بضرورة تغيير النظام – هل أخشى بعد ذلك من لقاء ” كادر” ذو تجارب متواضعة ولا يملك غير أحلام قد تكون كبيرة ولكنها تفوق القدرات المتاحة لصياغة وتغيير الواقع الارترى.؟لماذا هذه الشكوك تجاه أى تجمع ارترى؟ بداية باجتماع ” بروكسل” –الاتحاد الاوربى—ثم لقاء جنيف – الأمم المتحدة – وكلها تصب فى نهابة الأمر فى اتجاه محاصرة النظام الدكتاتورى!؟ الجدل الذى ثار حول التمثيل والمشاركة يعكس حالة عدم الاتفاق على مركزية المعارضة ما يجعل الاجتهادات تتنوع وتتعدد كل حسب علاقاته وقدراته. ثم ان الشك الدائم تجاه الشركاء يؤدى الى تضييق فرص الحوار ولا يساعد على خلق مناخ للتفاعل الايجابى. صحيح ان موروثنا الثقافى وخلاصة التجارب السابقة تجعلنا نقدم رجلا ونؤخر اخرى:@ من تراه بسرق لا تأ منه وهو يزيد !@ من يلدغه الثعبان يهرب من الحبل !@ أبو شوك حامل يولد ! ولكن بالمقابل هناك المثل القائل : الما يقتلك يقويك. ولنا فى التجارب والدروس ما يعطينا ” مناعة” كافية ضد كل من يحاول تسويق مشاريع وهمية أو انصرافية أو مضادة للثوابت الوطنية.من يقرأ وثيقة ابراهيم المختار يعرف ان الظلم وصل آخر مدى ولكن الوثيقة رسمت فى الوقت ذاته ” خارطة طريق” وقدمت زادا وسلاحا ( المعرفة) لمواجهة كل التحديات – ماذا تخافون بعد؟اذا كانت الشعارات التى يرفعها المنظمون للمؤتمر خاطئة سننصح بتغييرها— واذا كانت الأجندة قاصرة ساعدناهم على ايجاد البديل – ومن خلال الحوار الموضوعى يمكن ان نصل الى رؤية مشتركة – والا فان ذلك ليس نهاية العالم. لماذا كان نبى الاسلام يجلس مع كفار قريش ويجادلهم ؟ والحال اننى لست ” نبيا” ولا هؤلاء هم كفار قريش – بل اننا جميعا ارتريون معذبون وجدنا أنفسنا فى سفينة واحدة تتقاذفها الأمواج ونبحث عن مرسى آمن نستقر فيه! هل تخشون أن باخذوننا – عيوننا معصوبة وأرجلنا مقيدة – الى ” هناك” ؟ واذا كانت المعارضة الارترية بقياداتها ومكاتبها مقيمة ” هناك” – من الذى تخشون أن يلحق؟ ابشركم بما هو قادم – نحن لسنا ذاهبون ولكنهم هم الذين سيأتون !؟— قريبا سيكون هناك حراك وتحرك – ترتيبات وتشكيلات – ونحن قابعون فى مكاننا – نناقش ونجادل ونستفسر عن ألوان قوس قزح ؟!سأذهب وفى يدى وثيقة ابراهيم المختار ولن ينزعها أحد منى أو يغير مضامينها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى