مقالات

مفاتيح : تحركات مرنًة لأسمرا وتكلس في المعارضة ودور إثيوبي جديد :جمال همد

28-Aug-2011

المركز

ينصرم شهر أغسطس ويهل سبتمبر ويعطر أيامنا عيد الفطر المبارك، وتدخل بلادنا مرحلة جديدة من تاريخها . ليس بلادنا فقط بل المنطقة كلها مرشحة لتبدلات وتحالفات جديدة ، فسقوط القذافي ومبارك وولادة دولة جنوب السودان وتداعيات نيفاشا في جنوب النيل الازرق وجنوب دارفور ، وغيرها سوف يكون لها انعكاساتها على مجمل أوضاع المنطقة .

إريتريا الرسمية بعد سقوط حليفيها في القاهرة وطرابلس تبحث عن حلفاء جدد في المنطقة وتأتي زيارة الرئيس اسياس ليوغندا كبداية لرحلة البحث هذه ،وما الحركة المكوكية لوفود إريترية لجوبا عاصمة دولة الجنوب إلا تنفيذا و( تربيطا ) لهذه السياسة الجديدة . وتقول بعض المصادر ان أسمرا وكمبالا سوف تقودان حلفا جديدا في مواجهة الخرطوم وأديس ابابا وللعاصمتين أسباب ليس بالضرورة متطابقة .فاسمرا لا تنظر بعين الارتياح لتمدد الدور الإثيوبي في أكثر الملفات السودانية سخونة ، وخاصة ووجود أكثر من أربعة الآف جندي إثيوبي و ما يتبع ذلك من وجود ، وهذا ما يقلق حكومة أسمرا التي تسعى للملمة الوجود المسلح الدارفوري ومجموعات مسلحة أخرى بعضها في شرق السودان، لإعادة خلط الأوراق وخلق وقائع جديدة على الأرض ، ودفع الدور الإثيوبي للتراجع ، وعلى أقل تقدير وضع الجندي الإثيوبي على صفيح ساخن في أبيي وجنوب دارفور وتسجل أديس أبابا اختراقا حقيقيا في الملف السوداني مما يجعل أسمرا أكثر الخاسرين في المنطقة خاصة في غياب مبارك والقذافي وهدوء جبهة إنجامينا الخرطوم .كل ذلك يجري والمعارضة الإريترية في بياتها الشتوي !! مقطعة الأوصال ،لا علاقات خارجية لا بحكومات المنطقة ولا بأحزابها ولا بالإعلام ولا أصدقاء ، ولا حتى تفاعل في أبسط صوره مع ما يجري في عموم المنطقة … فقط تخرج من مشكلة لتدخل أخرى وإمعانا في ذلك صنعت ( كتاب وصحفيين ) لتصارع بهم ، وهؤلاء تمرسوا في التخوين و(الزعيييق ) ولا يملكون من فنون الكتابة إلا غليظ القول. هؤلاء يكرسون حالة انصرافية بعيدا عن القضايا الحقيقية للشعب الإريتري. كما يمثلون حالة ذهنية عدمية تعتري أجزاء من أطراف المعارضة .فلأول مرة تٌقَر المعارضة الإريترية ممثلة في التحالف الديمقراطي الإريتري بفشلها وتجلس كالتلاميذ أمام الداعم الإثيوبي الذي ضاق ذرعا بها لتتحدث في قاعة مغلقة عن فشلها أو ( تقييمه ) كما ورد في أجندة السمنار الذي دعا إليه مكتب رئيس الوزراء الإثيوبي . كما تجري استعدادات أخرى يقودها الجنرال مسفن أماري لسمنار آخر تشارك فيهما يسمى بمنظمات المجتمع المدني، والمثقفين ، والأكاديميين ، ولكن بانتقائية حذره من أجل وضع الترتيبات النهائية لمؤتمر عام تعد له (المفوضية الوطنية للتغيير ) في أكتوبر القادم وقد أثارت الأوراق التي أعدتها الكثير من الجدل بدلا من تقديم الحلول. تأتي هذه الترتيبات الإثيوبية وهي تصارع التحرك الإريتري المرن في المنطقة بعد أن استنفدت كل محاولاتها بتحسين أوضاع المعارضة التي تشتكي بدورها أيضا من عدم فعالية الدعم الإثيوبي وكذلك من تدخلات الممسكين بالملف المباشر في المشكلات التي تعانيها بل وخلق بعضها ، بل ويذهب البعض بالقول إن الدور الإثيوبي متعاظم في تأجيج هذه الخلافات والصراعات حتى تبقى المعارضة الإريترية غير فاعلة لان التحالف الإثيوبي مع المعارضة يعاني من خلل عضوي .ونختم بالقول إن المنطقة مقبلة على وقائع جديدة ، وكل المؤشرات الأولية تقول أن المعارضة ممثلة في التحالف ستكون بمعزل عن أي متغيرات حقيقية تعصف بالمنطقة وقبل ذلك داخل البلاد، إلا إذا فككت تحالفاتها الداخلية .وكل عام وأنتم بخير .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى