مقالات

الرئيس الإرتري ومقولة باب النجار مخلع *

19-Jun-2007

ecms

على مدى ساعتين ونصف تحدث الرئيس الإرتري اسياس أفورقي عن الأوضاع في إثيوبيا للمشاهدين عبر الفضائية الإرترية ، كما وعد بإمكانية الحديث عن ذات الموضوع بتفصيل أكثر وفي زوايا لم يستطع التعرض لها في حديثه ـ لأن الزمن لا يتسع لها ـ

تحدث الرئيس عن خلفية الجبهة الشعبية لتحرير تغراى وعن طموحها المحدود في تحرير إقليم وياني تغراى من براثن نظام الدرق ، وكيف أن البرنامج الذي كان مفصلاً لذلك المشروع تجاوزه الى حكم أثيوبيا كلها دون أن يصاحب تلك النقلة تطور في تفكير وآليات الجبهة الشعبية لتحرير تغراى ، وتحدث الرئيس عن أخطاء نظام الوياني الثلاثة الكبرى كما يسميه اسياس ، والمتمثلة في حكم كل إثيوبيا دون أن يكون ذلك في مقدورها ، واستخدامها للقوة الأمنية في ترسيخ الحكم مشيراً إلى أن أديس أبابا وحدها يتواجد فيها أكثر من خمسين ألف من القوات النظامية ، والسيطرة على الاقتصاد من خلال شركات الجبهة وإفلاس التجار من القوميات الأخرى ، وإتباع سياسة التفرقة بين القوميات الإثيوبية حتى تدوم لهم السيطرة على مفاصل الدولة . أكثر من ذلك تحدث الرئيس عن الاضطهاد الذي تلاقيه قومية التغراى التي تنحدر منها المجموعة الحاكمة ، وكيف أن التغراى ماعدا قلة منهم يعيشون أوضاع سيئة ، تحدث الرئيس عن غياب الديمقراطية والاعتقالات والاضطهاد إلي تمارسه الحكومة الإثيوبية على بقية القوميات .تحدث الرئيس عن كل ذلك بلغة العارف بتفاصيل الخارطة والتركيبة السياسية الإثيوبية بلغة استعلائية ودون كلل من الحديث عن الموضوع ودون مراعاة لشعور المستمع أو المشاهد الذي أنتظر أن يفتح الله على الرئيس ليتحدث عن الأوضاع في الداخل الإرتري وكيف هي ، وإلى أي مدى تختلف عن الأوضاع التي يصفها في إثيوبيا. عموماً ليس مهمتنا الرد على الرئيس في إدعاءاته عن إثيوبيا فتلك دولة لها وسائلها في الرد هي ادري بها ولكننا نحب أن نذكر الرئيس ببعض الأشياء طالما أصبح الرئيس يعاني من طول نظر فلا يرى في المسافات القريبة ولكنه يرى فقط الأشياء البعيدة .نحاول أن نستعير عدسات يستخدمها الذين يعانون طول النظر لعل الرئيس يقف على بعض الحقائق التي هي على مرمى حجر منه.•دستورياً حتى الآن إرتريا لم تشهد أي انتخابات عامة وهى بلا دستور ولا مؤسسات تشريعية أو تنفيذية أو قضائية بل هي ضيعة يمارس فيها الرئيس هواياته ورغباته .•سياسياً إرتريا لا تزال تصنف ضمن الدول التي تثير المشاكل وتؤثر في عدم استقرار الإقليم وتعاني عزلة دولية كبيرة .•اقتصاديا تعتبر إرتريا في قائمة أخر عشرة دول فقيرة في العالم وتحتل مكانة متقدمة في معدلات الفساد وفق تقارير منظمة الشفافية العالمية ، كما تحتكر الدولة كافة الأنشطة الاقتصادية ولا تزال السلع الأساسية مثل البن والسكر والرغيف والوقود في بطاقات التموين .•تعتقل إرتريا الآلاف في سجونها وفق شهادات المنظمات الدولية في أوضاع مزرية دون محاكمات ودون أن تسمح لأقارب المعتقلين بزيارتهم كما لا تسمح للمنظمات الدولية بزيارة سجونها .•تلك بعض ملامح الدولة التي يرأسها اسياس أفورقي ويرمي منها الحجارة على الآخرين ولا نملك إلا أن نسترجع الحكمة القديمة من كان بيته من زجاج فلا يرمى الآخرين بالحجارة .* نشرت في صحيفة الوطن كأفتتاحية رسالة ارتريا عدد 15يونيو 2007م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى