الصراع في القرن الافريقي ..رصد: عبدالمنعم ابوادريس
1-Dec-2006
المركز
اقام مركز دراسات الشرق الاوسط وافريقيا صباح الثلاثاء الماضي ندوة بعنوان الصراع في القرن الافريقي وانعكاساته الاقليمية ، وتحدث فيها البروفسير سيد فليفل العميد السابق لمعهد الدراسات الافريقية بجامعة القاهرة واستاذ التاريخ الحالي
به اضافة للبروفسير محمد حاج مختار وهو صومالي مقيم بالولايات المتحدة الامريكية ويعمل استاذا للتاريخ بجامعة سفانا بولاية جورجيا .وابتدر الحديث البروفسير فليفل حول العوامل التى جعلت المنطقة مركزا للصراع قائلا :بانه المنطقة الاشد جاذبية في العالم ومرتبطة ارتباطا وثيقا بالسياسات الدولية للقوى العظمى وهذا لم يكن حديثا فالمنطقة كانت احدى مسارح الحروب الصليبية التى لم يسلط الضوء عليها ، ومضى ليقول بان هناك هدفا اثيوبيا استراتيجيا يتحكم في الصراع بالقرن الافريقي وهو الوصول لمياه البحر الاحمر ومع هذا المنطقة بها صراع ثقافي بين الاسلام والمسيحية ، كما الموقع الاستراتيجي للمنطقة بوصفها ممرا مائيا يربط ما بين المحيط الهندي والبحر المتوسط عبر البحر الاحمر تمثل معبرا مهما لبترول الخليج لاوربا.ومن بعد يقول البروفسير فليفل ان المنطقة تعاني من تفتتات عرقية شديدة وتبرز بشكل اكثر وضوحا في الصومال وحربها الاهلية ، ومضى ليقدم تشريحا لازمات لدول السبع قائلا بانه سيركز على دول الشمال لان الجنوب يعيش حالة من الاستقرار لان الدول تنتهج نهجا ديمقراطيا ، وعرج على دول المنطقة واحدة واحدة .ارتريا قال انها تعيش ازمة داخلية واضحة وذلك من خلال ان رموز حركة التحرر واعضاء الحكومة بعد نجاح الجبهة الشعبية في الوصول للحكم فاغلبهم اما اعتزل العمل السياسي او داخل السجون او ترك البلاد ، كما المعارضة لحكم اسياس افورقي بعد ان توحد المسلمون بها مع المسيحيين كما ان الدولة لديها تسع قوميات عربية تقر اللغة العربية بوصفها فقط لغة الرشايدة .الصومال .قال ان الصومال بعد سقوط سياد بري يعيش اسوأ خمسة عشر عاما في تاريخه وان امراء الحرب احدثوا اكبر مقتلة في تاريخه ، والان يحاول اقرار الامن على قاعدة الاسلام وانتمائه العربي مما ادى الى بروز المحاكم الاسلامية ، والوضع الان كالاتى شهدت الصومال 15 مؤتمر مصالحة ومازال السادس عشر في الخرطوم .والطرفان في الصومال الحكومة متهمة بالخيانة من الداخل بسبب تعاونها مع اثيوبيا اما المحاكم فتضارها وصمة الارهاب التى يحاول العالم الغربي الصاقها بها .ومع هذا فهو متنفس للصراع الاثيوبي الارتري بسبب وجود قوات الامم المتحدة بين البلدين مما يمنعهما من الاقتتال .اثيوبيا يصفها فليفل بانها الاخطر بعد الصومال بل ان احتمالات التفتت فيها اكبر من السودان الذي ينتظر استفتاء حول تقرير المصير ، وخاصة بعد الانتخابات التى انتجت الحكومة الاخيرة وصعود المعارضة على رأسها الامهر حكام اثيوبيا منذ 1270 عاما وحتى حكم منقستو والذين لديهم رأي واضح حول استقلال ارتريا ، ومع معارضة الامهرا صعدت معارضة اسلامية تتمثل في الاروم والاوغادين .ورغماً عن ذلك يصف اثيوبيا بانها القوى الحاكمة لمسار السياسة في المنطقة ولديها افكار امبراطورية قديمة ، والان تعاني من صراع خاصة ان المسلمين يحسون بحالة اشبه بالاسترقاق رغم انهم اكثر من نصف السكان .والدستور الحالي يبقى احتمال الوحدة الاثيوبية على المحك بصورة اكبر من السودان .كما ان دوره كحليف لامريكا تراجع لمصلحة كينيا والتى تسعى لحماية نفسها من التيارات الاسلامية ، وخاصة اذا علمنا ان المسلمين بها يمثلون من 3الى 5%، .ويمثل تدخل اثيوبيا في الصومال ضغطا عليها في اقليمها الشمالي الذي اخذته من الصومال عام 1924 ولكن الاتفاق في ذات الوقت اعطى الرعاة الصوماليون حق عبور الحدود وهذا وضع شاذ في كل افريقيا .كما ان اثيوبيا ظلت على الدوام تتدخل في اختيار الحكام الصوماليين وبعد ذلك تحدث سيد فليفل عن العلاقات الثنائية بين دول المنطقة مبتدرا لها باثيوبيا وارتريا .اثيوبيا وارترياهي العلاقة الاخطر في المنطقة فترسيم الحدود بين البلدين لم يتم رغم وجود قوات الامم المتحدة بين البلدين ، وقد حكمت المحكمة الدولية بكل المناطق لارتريا ما عدا منطقة واحدة لاثيوبيا ولكن اثيوبيا لم تلتزم بالقرار ومازالت قواتها داخل الاراضي الارترية .وهذا الضغط جعل البلدين ينقلان صراعهما الى الصومال .اما عن التجمعات بين دول المنطقة فيقول فليفل ، انه برز اتحاد شرق افريقيا احياء لفكرة بريطانية قديمة كانت تعارضها يوغنداولكن الان يوغندا اكثر المتحمسين دفعا لتجارتها الخارجية لها بيد ان الاتحاد لم يعقد قمته الثانية .والتجمع الاخر هو تجمع صنعاء ما بين السودان ، اثيوبيا واليمن وانه جاء في اطار المنافسة مع ارتريا ، ولكن الان دوره خبأ بعد مساهمة ارتريا في ملف شرق السودان وبعض الخلافات اليمنية .وهناك تجمع الكوميسا والذي يضم عددا من دول الجنوب الافريقي مع دول الشرق ولكن هذا التجمع يواجه منافسة من تجمع دول الجنوب ساداك والذي نجح في اخذ تنزانيا .واهم تكتل في المنطقة هو مبادرة حوض النيل المفترض ، ودول هذا التجمع انجزت 96%من الاتفاقية بينها وتبقى ال 4%متروكة لقمة رؤساء دول المنطقة لحسمها ولكن قمة الرؤساء لم تحدد .وهناك تجمع حوض النيل الشرقي ويضم الدول المستفيدة من مياه النيل الازرق وهذه تمثل 86%من جملة ايرادات مياه النيل وهذا التكتل يضم السودان ، مصر واثيوبيا وكان من المفترض ان يضم ارتريا وهذا لم يحدث .وبعد يذهب فليفل الى ان التحديات التى تواجه المنطقة هي الوجود الايراني في المنطقة وحركة امريكية تسفر عن وجود لاسرائيل ، للمرة الاولى تشهد المنطقة وجودا عسكريا مباشرا في جيبوتي ، اضافة لشد المنطقة للنفوذ الامريكي وتعريضها للهيمنة تحت مزاعم الحرب على الارهاب .كما انها تواجه مشروع القرن الافريقي الكبير وهو لخدمة المصالح البترولية الامريكية .وعلى دول المنطقة مواجهة اعادة الصومال دولة موحدة من خلال لجنة حكماء افريقيا .كما يضيف ان اثيوبيا عليها تغيير طريقة تعاملها مع المسلمين من مواطنيها انها تحصل على مساعدات من البلاد الاسلامية باسم الاوغادين والاروم وترسلها الى مناطق الامهرة والتقراي ، وتخوفها منهم لايسنده منطق فهم لايستخدمون السلاح الا عندما يحسون بالجوع .اما البروفسير محمد حاج مختار فقد قصر مداخلته على الصومال قائلا سيحاول تشخيص اسباب فشل مؤتمرات المصالحة الصومالية وحددها بخمس نقاط هي ، عدم اقامة محاكمات دولية للمسؤولين عنما حدث في الصومال ، والامر الثاني عدم وجود ممثلين حقيقيين للشعب في الصومال ، والنقطة الثالثة عدم وجود اراء جديدة انتجها الصوماليون ، كما نحتاج لتعريف جديد لمسألة السيادة في الصومال وما اختتم به نقاطه الخمس ان الجميع دكتاتوريون: الحكومة والمحاكم .ورغم ذلك يرى البروفسير مختار بعض الايجابيات في هذه المؤتمرات ال15 وهي نقاط خمس ، وتتمثل في انتهاج الاقليمية رغم انها ادت الى حالة انفصال مثلما حدث في ارض الصومال ، وايجابية اخرى هي اعتماد ان المجتمع قبلي والاعتراف بالتعدد الثقافي .