العلاقات السودانية الارترية… عقدة الملف الأمني .. عبد المنعم أبوإدريس
13-Apr-2006
الصحافه
تقرير : جريدة الصحافة 13ابريل 2006م
منذ امس الأول دخل الوفد الارتري الذي يزور الخرطوم هذه الايام في مباحثات مكثفة يضرب علىها ستار من السريه وذلك لأن طبيعة الملفات التي يجري بحثها امنية،
لكن ما يرشح من اخبار يقول ان مسافة الخلاف ليست بعيدة والدليل على ذلك ان سفير ارتريا المرشح للعمل بالسودان قد شرع في اجراءات تولي منصبه فقد قدم امس الأول اوراق اعتماده لوزير الدوله بالخارجية السودانية توطئة لرفعها لرئاسة الجمهوريةولكن ما الجديد، الذي جعل علاقات البلدين تقطع هذه المسافة مابين القطيعة إلى التطبيع التام .خلفية تاريخية..بعد ان وصلت الحركة الاسلامية للسلطة في السودان عملت على توطيد علاقتها بالثوار الارتريين الذين كانوا على مشارف عاصمة بلادهم اسمرا وعندما دخلوها عنوة كان السودان اول المبادرين بالاعتراف بحكومتهم بل مضت الحكومة السودانية ابعد من ذلك عندما مولت الاستفتاء على حق تقرير المصير للارتريين المقيمين داخل السودان وسارعت بالاعتراف بالحكومة الوليدة واقبلت على دعمها حتي ان احد الوزراء السودانيين قال لارتري عندما ساءت العلاقات انهم كانوا يحرمون ولاية كسلا المتاخمة لارتريا من الوقود ليعبرها في طريقه إلى ارتريا مضت الامور بسلاسة حتي تأسس المؤتمر العربي الاسلامي بالخرطوم ونالت حركة الجهاد الارتري عضويته في عام 1994وعلى اثر ذلك بدأت ارتريا في توطيد عري صلاتها مع المعارضة السودانية ارتكازا على صلات تاريخية مابين القوي السياسية السودانية والنضال الارتري وفي ذات الوقت نشطت المعارضة الارترية اعلاميا من الخرطوم ومضت ارتريا بعيدا عندما سلمت التجمع المعارض مقر السفارة السودانية هناك ونقل التجمع مقر قيادته من القاهرة إلى اسمرا وامتدت الحرب إلى الجبهة الشرقيه في ظل دعم لوجستي منطلق من داخل الاراضي الارترية ومرت تحت الجسر مبادرات كثيرة ولكن ارتريا دخلت في حرب مع اثيوبيا حليفة الخرطوم وشريكتها في محور الخرطوم اديس صنعاء بل ان ارتريا اتهمت الخرطوم بتقديم تسهيلات للقوات الاثيوبية لضرب القوات الارترية في مثلث بادمي المتنازع علىه وصارت الحدود الشرقية للسوان مركزا لنشاط عسكري لفصائل متعددة بعضها تحالفه مع ارتريا طارئ واخري تربطها مع ارتريا صلات اجتماعية وتاريخية، ومضت التطورات لتوقع الحركة الشعبية اكبر حلفاء ارتريا اتفاق سلام انهي حربا امتدت لاكثر من عشرين عاما وفي يوم التوقيع على هذا الاتفاق غاب الرئيس الارتري عن حفل التوقيع الذي حضره كل رؤساء منظمة الايقاد التي رعت المفاوضات، ولكن زعيم الحركة الشعبية الدكتور قرنق ذهب في زيارة إلى اسمرا كان من المتوقع ان تدفع بالعلاقات السودانية الارترية وبعد الحركة الشعبية وقّع التجمع الحليف الآخر لارتريا اتفاق مصالحة مع الخرطوم ولم يبق لارتريا سوي حركات دارفور والشرق ولطبيعة الجغرافيا لم يزعج وجود حركات دارفور الحكومة السودانية كثيرا رغم اتهامها لارتريا بتوفير معسكرات التدريب لحركات دارفور ولكن ارتريا وسط كل هذا ظلت تحتفظ بعلاقتها الاسترتيجية مع جبهة الشرق بجناحيها مؤتمر البجا والاسود الحرة حتي انها عندما برزت الوساطة الليبية بين الخرطوم وجبهة الشرق وحددت ليبيا موعدا للتفاوض ضغطت ارتريا على حلفائها ليرفضوا التفاوض دون وجود ارتريا.ما الجديد ..بعد الرحيل المفاجئ لقرنق ورفض الحكومة السودانية لطائرة الوفد الارتري بعبور الاجواء السودانية للمشاركة في عزاء قرنق في عاصمة الجنوب جوبا بحسب ما قاله وزير الخارجية الارتري للصحافة في يوم التشييع بمطار جوبا واستمرت حالة القطيعة ولم يكسر الجمود بين البلدين الا زيارة وفد ارتري للخرطوم ضم وزير الخارجية بالوكالة وعبدالله جابر الامين السياسي للحزب الحاكم في ارتريا وذلك في نوفمبر 2005 ثم ذهب إلى اسمرا مستشار الرئيس السوداني للعلاقات الخارجية مصطفي عثمان حاملا دعوة الخرطوم للرئيس الارتري للمشاركة في قمة الاتحاد الافريقي التي شهدتها الخرطوم في يناير الماضي ولكن اسياس لم يحضر وبدا هذا الغياب مقبولا في ظل ان الاتحاد مقره في اديس ابابا التي هي في حالة عداء مع اسمرا ولكن الخرطوم لم تقطع العشم في اسمرا ففي فبراير الماضي زار اسمرا النائب الأول للرئيس السوداني وعلى اثر ذلك توقفت الحملات الاعلامية بين البلدين ولكن الملف المعلق بين البلدين ظل جامدا حتي خرج على الصحفيين باقان اموم – الامين العام للحركة الشعبية في مدينة رومبيك التي شهدت اجتماع المكتب السياسي بعد رحيل الزعيم التاريخي للحركة الشعبية – بان اسمرا ستكون هي مقر مفاوضات شرق السودان وهي الوسيط دون تجاوز للدور الليبي وحديث باقان اتفق مع ما ظلت تنادي به جبهة الشرق حتي ان القيادي بها صالح حسب الله قال لي في حوار نشرته بهذه الصحيفة لن نقبل أي وسيط غير ارتريا وعقب انفضاض لقاء رومبيك التقى سلفاكير بعلي عثمان في جوبا وعلى الفور رحب المؤتمر الوطني باسمرا مكانا للتفاوض ولم تمر عشرة ايام حتي سمت ارتريا سفيرها في الخرطوم ومن بعد هبط وفد ارتري في مطار الخرطوم برئاسة الرجل القوي في اسمرا يماني قربي والناظر لما بين السودان وارتريا يجد ان الخلاف يتركز على الملف الامني وليس بين البلدين أي خلاف حدودي فكل فريق يتهم الآخر بايواء معارضة له وهذا يبدو انه سيحل بتوسط ارتريا بين الحكومة السودانية وجبهة الشرق.. ولكن بين المعارضة الارترية وحكومتها الامر اعقد، فاسمرا لاتعترف بوجود معارضة!!اما الملف الآخر، هو الذي رفضوا تنفيذ برنامج العوده الطوعية الذي تنظمه ثلاث جهات هي السودان وارتريا والامم المتحدة فهو مرتبط بنظرة اسمرا لمعارضتهاوجانب آخر ان ارتريا تريد تحييد السودان في صراعها مع اثيوبيا كما انها تخشي ان تستخدم الحكومة السودانية ورقة المجموعات المشتركة خاصة وان البجا يمثلون المجموعة الثالثة في تكوين ارتريا الاثني والرشايدة المجموعة التاسعة.. الايام القادمة ستكشف قدرة الجانبين على تجاوز مطبات الملف الأمني وعندها ستتطور العلاقات بأسرع من أي توقع .عندما تمثل هذه الصحيفة بين يدي القراء ستكون المفاوضات السودانية الارترية قد اختتمت، وقالت مصادر مطلعه تحدثت لـ «الصحافة» بان الحوار تركز علي الملف الامني فقط، وقال مسؤل رفيع المستوي في الخارجية الارترية تحدث لـ «الصحافة» عبر الهاتف من اسمرا ان وجود المعارضات المسلحة للطرفين في ارض الاخر لن تشكل عقبة في طريق تطبيع علاقات البلدين، وخاصة ان ارتريا لم تشترط مغادرة المعارضة الارترية للاراضي السودانية، وفي ذات الوقت تتفاوض الحكومة السودانية مع معارضاتها المختلفة ولم يستبعد فتح الحدود بين البلدين باسرع وقت، ومضي قائلا ان الامر يتوقف علي الحكومة السودانية.وعن التصعيد الذي حدث امس الاول في شرق السودان، اكد المسؤول الارتري بانه لن يؤثر علي ترتيبات مفاوضات شرق السودان لاننا حريصون علي مساعدة السودان ليصل لاستقرار. واستبعد مصدر بجبهة الشرق ان يؤثر حدث وقر علي ترتيبات المفاوضات القادمة في اسمرا. وظهر امس التقى الوفد الارتري النائب الاول لرئيس الجمهورية الفريق سلفا كير،الذي قال عنه ياسر عرمان الممسك بملف العلاقات الارترية في الحركة الشعبية بانه مواصلة للقاء مصوع .