مقالات

اللاجئون الاريتريون في شرق السودان .. القصة المنسية : عبدالمنعم أبو إدريس

26-Nov-2006

المركز

فتح الاعتصام الذي ينظمه مجموعة من اللاجئين امام مكاتب مفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين بالخرطوم 2 الباب و دفعت مأساة اللجوء الاريتري الى الواجهة، وكانت مفوضية اللاجئين قد نشرت على موقعها في الانترنت و تقريرا اعده احد مسؤولي الاعلام بها ساردا قصة منسية عن اللاجئين الاريتريين ، وقال الموقع ان ما يجري في شرق السودان للاجئين مصنف على انه من المآسي المنسية .

وكانت الامم المتحدة اعلنت انتفاء صفة اللجوء عن الاريتريين في عام 2001 ، وذلك رغم ان برنامج العودة الطوعية الذي ابتدرته ثلاثة اطراف هي الامم المتحدة والحكومتان الاريترية والسودانية ووقعت اولى مذكراته عام 1994 واستمر لمدة ثلاث سنوات وتوقف عام 1997 ليستأنف مرة اخرى عام 1999 ولكنه توقف عام 2000 بسبب قفل الحدود بين اريتريا والسودان عندما توترت العلاقة بين البلدين ، ورغم هاتين الفترتين الا ان البرنامج لم يتمكن من اعادة سوى 36 % من جملة العدد المستهدف والبالغ443 الفا ، لكن الرقم الحقيقي للاجئين الاريتريين في السودان غير معروف ، فقد قال تقرير حالة حقوق الانسان عن اريتريا لعام 2005 ، والصادر عن مركز سويرة لحقوق الانسان عن جملة اللاجئين الاريتريين في العالم انهم مليون اغلبهم بالسودان ، وهذا الرقم يشمل الموجودين في المدن ، وبعضهم صار جزءا من نسيجها الاجتماعي ، وآخرون يحملون الجنسية المزدوجة .وبالطبع هؤلاء لا يعانون الا من ذات ما يعانيه المواطن السوداني ، اما الموجودون في المعسكرات فهؤلاء هم الذين يعانون ، وخاصة ان المنظمة الدولية اوقفت عنهم المعونات الغذائية والتى كان يقدمها برنامج الغذاء العالمي ، وبما ان قوانين اللجوء لا تتيح لهؤلاء الموجودين في المعسكرات العمل ، فان اوضاعهم تدهورت بصورة سيئة .ومن بعد تم الاتفاق بين الاطراف الثلاثة على اجراء فحص قانوني للاجئين الموجودين في المعسكرات ولم يشملهم برنامج العودة الطوعية وذلك لتوفيق اوضاعهم فيما يعرف بالوطن البديل ، ويقوم بالفحص مجموعة من المحامين الذين تختارهم المنظمة الدولية ، ويواجه برنامج الفحص القانوني مشاكل وتعقيدات ، فقد قال لي احد الموجودين في معسكر الى الشرق من منطقة الشوك عبر الهاتف – طالبا عدم ذكر اسمه – بان اللغة تقف حاجزا بين اللاجئين وعرض حججهم للحصول على صفة لاجئ التى فقدوها .وتتضارب الارقام حول الذين يعيشون هذا الوضع فمفوضية اللاجئين التابعة للامم المتحدة تقول في موقعها على الانترنت بانهم مائة الف شخص ، ولكن عند مقارنة هذا الرقم بما اوردته سابقا بان برنامج العودة الطوعية استوعب 36 % من جملة المستهدفين من البرنامج ، نجد انهم يزيدون عن الرقم الاخير .وغير المقيمين في المعسكرات ، فان الموجودين في المدن وتسربوا اليها يواجهون اجراءات الحكومة السودانية والتى بدأت الاسبوع الفائت حملة في الخرطوم وحدها ضبطت 126 شخصا يقيمون دون الحصول على اقامة .هذا الوضع الشاذ يعرض اللاجئين للاستغلال ويضطرون للعمل باجور رخيصة ، وهناك الذين تسربوا ابان فترة اغلاق الحدود بين البلدين ونشطت تجارة لتهريبهم الى داخل الخرطوم وتسويقهم كعمالة رخيصة .اما الذين لديهم نشاط سياسي فهؤلاء الايام القادمة ستكشف لهم كثير بعد التقارب السوداني الاريتري ، فمطلع هذا الشهر اغلقت السلطات السودانية اذاعتهم التى كان اسمها اذاعة الشرق ويغطي بثها غرب اريتريا. جريدة الصحافة السودانية -24 نوفمبر 2006م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى