21-Nov-2006
ecms
في وقت تتلاحق فيه تطورات سياسية هامة في المنطقة ربما اسفرت عن صياغة اشكال جديدة من التحالفات والعلاقات بين دول المنطقة، يتهيأ التحالف الديمقراطي الاريتري لعقد مؤتمرين مصيريين لقوى المعارضة الاريترية في المنفى، وهما المؤتمر العام للتحالف الديمقراطي الاريتري، ومؤتمر الحوار الوطني
الذي يدعو التحالف لانعقاده في اعقاب مؤتمره العام بهدف حشد وتأطير كل الفعاليات السياسية والاجتماعية المناهضة للنظام الدكتاتوري في اطار برنامج وطني يتم التوافق عليه بين هذه الفعاليات سواء ان كانت قوى واحزاب سياسية او قوي اجتماعية او منظمات مجتمع مدني. من المنتظر ان تتصدى قوى المعارضة الاريترية في اروقة هذين المؤتمرين لتحديات كبيرة، منها ما هو متعلق ببلورة صورة البديل الديمقراطي القادر على معالجة الازمة السياسية المزمنة في الساحة الاريترية و بناء اليات النضال الكفيلة بحمل النظام الدكتاتوري المتسلط على الرضوخ لمطلب التحول الديمقراطي في اريتريا، ومنها ما هو متعلق بكيفية التعامل مع التطورات السياسية والامنية المستجدة في المنطقة والتي يندفع في اطارها نظام افورقي نحو زج البلاد في حرب جديدة بدلا من التوجه نحو ازالة الاثار الاقتصادية والسياسية والاجتماعية المدمرة التي نتجت عن الحرب السابقة مع اثيوبيا. وامام هذه التحديات الكبيرة يبقى التحالف الديمقراطي الاريتري مطالب بتقديم رؤيا سياسية جديدة تضع حدا للجدل الدائر في الاوساط الاريترية حول قدرته في تعبئة الشعب الاريتري لمواجهة النظام الدكتاتوري بصف موحد وبشكل فعال، وذلك من خلال مؤتمره العام المزمع انعقاده قريبا.ومن الحقائق الثابتة التي لاخلاف حولها في الاوساط الاريترية ان نظام افورقي لايستند الى تأييد شعبي، الا انه توجد بالمقابل تساءلات واسعة النطاق عن مصداقية قوى المعارضة في شعاراتها عن التحول الديمقراطي نتيجة للخلافات الحادة السائدة بين اطراف التحالف الديمقراطي حول الميثاق الحالي الامر الذي فتح مجالا لاجتهادات تحاول ايجاد بديل لهذا التحالف.ومن المؤشرات الدالة على تفاعل التحالف الديمقراطي الاريتري الايجابي مع الانتقادات الموجهة اليه بهذا الخصوص المبادرة التي تقدم بها التحالف لعقد مؤتمر حوار وطنى جامع منذ خمسة سنوات تقريبا والتي ظلت مدار بحث ودراسة من اطراف عديدة في الساحة الاريترية،وتحققت انجازات مقدرة في هذا الطريق حيث استوعبت جبهة التحالف قوى سياسية كانت خارجه ويأتي تفعيل المبادرة في هذه المرحلة معبرا عن اتفاق كامل بين القوى السياسية لعقد مؤتمر الحوار الوطني على ارضية مشروع وطني جامع من شأنه ان يصعد من وتائر النضال من اجل اليمقراطية. وينبغي ان يواجه هذا التفاعل الايجابي من قبل التحالف بتجاوب بناء مع دعوتها لعقد مؤتمر الحوار الوطني من جانب منظمات المجتمع المدني والمثقفيين الاريتريين واطر البنيات الاجتماعية وصولا الى تمتين وحدة صف القوى الوطنية بمختلف توجهاتها السياسية.
