النوايا الخفية لقيادة (الوياني تجراي) : حمد كل*
20-Mar-2012
المركز
20 مارس 2012 كتب على منطقة القرن الافريقي ان تعيش حالة من عدم الاستقرار منذ ان اعطى الغرب دورا لاثيوبيا تلعبه في هذا الاقليم. ثلاثون عاما من القتال ذاق فيها الشعب الارتري من ويلات حروب دمرت كل مقدراته وحدث اللجوء، وامتلات السجون، واستشهد في فترة التحرير خيرة ابنائه وجرحى لا حول لهم ولا قوة.
جاء التحرير والاستقلال واستبشر به الشعب خيرا، ولم تمضي ستة سنوات حتى عاد الوضع كما كان. احتلت “بادمي” وقبلها بعام “عد-مروق” واشتعلت الحرب من جديد، كانت اشد ضراوة من سابقاتها، كانت حروب اعوام 1998-1999-2000 حصدت فيها ارواح كثيرة.كانت مشكلة “بادمي” يمكن حلها بالوسائل السياسية والديبلوماسية بين النظامين، لكن عناد ومكابرة الحكام الاثيوبيين ابت الا ان تخضع الآخرين بقوة الحديد والنار.تدخل المجتمع الدولي لحل تلك المشكلة واتفق الطرفان لعرض تلك المسالة على المحكمة الدولية، ووافق الطرفان لعرض مشكلة “بادمي” على المحكمة الدولية، كان ذلك في ديسيمبر 2000.وصدر قرار المحكمة الدولية في ابريل 2002 يؤكد فيها ان “بادمي” ارض ارترية.مع قدوم شهر ابريل 2012 مضت عشرة اعوام منذ صدور قرار المحكمة الدولية، ونظام وياني تجراي يراوغ ويماطل ويتعلل بشتى العلل لعدم تسليم الارض لاصحابها. يطلب التفاوض في بعض بنود القرار الذي اقرته المحكمة الدولية وينسى او يتناسى انه والنظام الارتري في ديسمبر 2000 في الجزائر وعلى راس شهود جزائريين وامريكان، الاتحاد الاوروبي، والاتحاد الافريقي، الجامعة العربية، وقعوا على اتفاق بقبول، ان ما يصدر من المحكمة الدولية هو ملزم ونهائي. اذا اراد النظام الاثيوبي التفاوض فمن الطبيعي بالاول ان يعترف بقرار المحكمة الدولية ويقر ان “بادمي” ارض ارترية للانسحاب منها، وطبيعي بعد هذا ان يتم التفاوض على المسائل الاخرى.ان استمرار احتلال النظام الاثيوبي للاراضي الارترية هو اضرار بالاول بمصالح الشعب الارتري. ان استمرار احتلاله للاراضي الارترية هو تعطيل لعجلة التغيير في الوطن.ان استمرار احتلاله للاراضي الارترية هو تعويق للمطالبة باجراء الاصلاحات الجذرية في ارتريا.ان استمرار احتلاله للاراضي الارترية هو ايقاف حركة النمو والرخاء والاستقرار والسلام والامن.ان الاغارة التي قامت بها الوحدات الخاصة للجيش الاثيوبي وتوغلها داخل الاراضي الارترية لمسافة تتجاوز 18 كيلو متر يعني اعتداء غاشم للسيادة الوطنية الارترية، وتعبر عن عدوانية النظام الاثيوبي، وكشفت عن عقليته التآمرية لمزيد من التوسع والاحتلال للاراضي الارترية، والرغبة في توتير الاوضاع وعدم استقرارها، ومن جانب آخر افتعاله لهذه المعارك هو هروب من الاستحقاقات الداخلية والتي بدات تظهر على السطح الاثيوبي كعملية انصرافية. وعلى المجتمع الدولي ان يتحمل مسؤولياته________________________* ديبلوماسي سابق ومحلل جيو-سياسي ارتري مقيم في بريطانيا