برنامج (أخبار إريتريا) الفضائية:حربُ إعلامٍ متبادلة أم “نية مبيتة” لاجتياح قادم – أبورامي : جده
26-Feb-2008
المركز
قبل ثلاث سنوات أو أكثر قليلاً، جمعتني مناسبة مع مسؤول أثيوبي في جدة، كان مدعواً باعتباره دبلوماسياً فيما حضرت أنا لتغطية الحدث للصحيفة التي أعمل بها،وكان الحدث كما أعتقد منتدى جدة الاقتصادي في دورته الخامسة.
*كانت وقتها الفضائية الإريترية قد شرعت لتوها في بث برنامجها الموجه ضد النظام الحاكم في اثيوبيا أو نظام الـ “وياني” وهي التسمية التي دأبت على إطلاقها بهدف الاستهزاء والتقليل من شأنه! وتطرق الحديث بيننا عن الأوضاع القائمة بين إريتريا وأثيوبيا ـ والحلول المطروحة لإنهاء هذا التأزم بعد مرور عدة سنوات منوقف إطلاق النار بين البلدين .**وبفضول الصحفي سألت الرجل عن ردة فعل بلاده حول الإعلام المعاكس الموجه من إريتريا وخاصة برنامج الفضائية الإريترية باللغتين “الأمهرية” و “الأورومو” والموجه لشعوب ثيوبيا بهدف التحريض على النظام القائم في أديس أبابا، وفيما إذا كان لحكومته بالمقابل برامج مماثلة في المستقبل لمواجهة هذا التوجه الذي من شأنه أن يعرض وجود النظام نفسه للخطر ويزعزع الأمن والاستقرار في البلاد .**وقتها قال لي: ” نحن لا نلتفت لما يفعله أو يقوله النظام الحاكم في إريتريا ..لدينا ما يكفينا من الاهتمامات وعلى رأسها التنمية الوطنية التي تحتل بدون شك جل أولوياتنا ” وكان لسان حاله يقوله: “الكلاب تنبح والقافلة تمضي” أي تجاهل تام انتهى حديثه! **ما جعلني استرجع هذا الشريط هو ما أعلن عنه مؤخراً عن بدء البث الفضائي المرتقب للمعارضة الإريترية من أثيوبيا وباللغتين العربية والتجرنية والموجه ضدنظام الشعبية الحاكم في إريتريا .. مغزى توقيته ..أسبابه وتداعياته على الصعيدين السياسي والعسكري خاصة وأن البلدين يقفان فوق بركان ساخن قد يؤدي بهما إلى مواجهة عسكرية لا تبقي ولا تذر وتقضي على اليابس والأخضر وهو ما تؤكد عليهجميع الدلائل والبراهين.**وكما أسلفت فإن جميع المؤشرات والدلائل تشير إلى مواجهة حتمية بين البلدين، وهو ما حذر منه في مناسبات عديدة بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة وكذلك الاتحاد الأفريقي، خاصة في ظل إنسحاب قوات حفظ السلام الأممية المتمركزة في المنطقة المنزوعة بين البلدين، وما سبقه من اتهامات متبادلة بين الحكومة الإريترية وقوات حفظ السلام التي حذرت أكثر من مرة بإنهاء مهمتها بسبب العراقيل التي تضعها أمامهم حكومة أسمرا وهو الأمر الذي تم بالفعل حين انتقل جزء أو معظم هذه القوات إلى الجانب الأثيوبي من الحدود.**وسط هذه التطورات يجد المرء نفسه أمام جملة من التساؤلات لعله يجد الإجابة الشافية.. وفي إعتقادي فإن السؤال الأول والأهم هو المغزى والهدف من وراء إطلاق البرنامج الفضائي الموجه.. هل هو نابع من مبدأ المعاملة بالمثل، أم مقدمة لتطور جديد في الصراع يمهد لمرحلة جديدة كتلك التي سبقت حرب الخليج الثالثة حيث شكل خلالها الإعلام الأمريكي رأس الحربة في غزوه للعراق بحجة تحرير الشعبالعراقي من نير نظامه .. وهل سيلعب الإعلام الاثيوبي نفس الدور من أجل تهيئة الأجواء لاجتياح قادم بعد أن طفع به الكيل من تصرفات النظام في أسمرة ويرغب في اقتلاعه بالتنسيق مع الفصائل الإريترية المعارضة التي زادت من تحركاتها في الفترة الأخيرة وبما ينبيء بتغيير قادم في أسلوب عملها في قادم الايام بعد أن اتهمت وعلى مراحل صراعها مع السلطة الحاكمة بالضعف وعدم الفاعلية ؟**اعتقد أن الأيام المقبلة ستكون كفيلة لمعرفة ما يخبئه المستقبل، خاصة إذا عرفنا أن سلاح الإعلام قد أثبت فعالياته في العديد من المواقف ولنا في ذلك دروس وعبر .. وإن غداً لناظره قريب !!*