تحت قبضة الجنرالات3/10/2005م بقلم : الطاهر ابو نورة
4-Oct-2005
المركز
الرئيس افورقى امضى اربعة ايام بعد وفاة المغفور له وزير الخارجية على سيد عبد الله فى سكر لا يفيق منه و يبدو ان السيد/ الرئيس قرر ان يطبق الحداد على وزير خارجيته بطريقة خاصة بينما ” وشو” الجنرال الامى الذى يدير اسمرا وما حولها عسكريا وامنيا واقتصاديا وثقافيا اصبح فيلسوفا فى تراجيديا والاحزان
فى عزاء المغفور له سيادة وزير الخارجية فما ان يجلس احد المعزين بجواره الا ويبدأ سيادة الجنرال فى تعديد مناقب الوزير الراحل قائلا ” وى مسكين وى مسكين وى على !!! كم كان على سيد مسكينا وطيب القلب لم يكن يجادل سيادة الرئيس اسياس او حتى كبار المسؤولين فى وزارة الخارجية وما ينبغى اتخاذه من مواقف تجاه هذه الدولة او تلك !! كان يقول فقط اعطونى برنامجا جاهزا لانفذه لكم فى مجال السياسية الخارجية للدولة !! وى مسكين وى مسكين وى على كم كنت طيبا ومبروكا! ” الرئيس اسياس يبدو انه فى حيرة من امره فى اختيار خلف لوزير خارجيته الراحل ورغم مرور اكثر من شهر على وفاة وزير الخارجية فانه لم يحزم امره حتى الآن فى اختيار خلف طيب لسلف طيب بعض المراقبين يرى ان خيرا من يخلف وزير الخارجية الراحل هو الجنرال ” وشو” بعد تزويده بموظف يجيد اللغات وفنون العلاقات العامة . الدولة الارترية هى عمليا فى قبضة جنرالات الجيش منذ بضع سنين حيث وضع الرئيس افورقى مقاليد الحكم فى يد حفنة من الجنرالات تشرف على الاقاليم الستة للبلاد ماذا يضير وزارة الخارجية ان يكون وزيرها احد جنرالات الجيش هؤلاء ؟؟!! هؤلاء الجنرالات دخلو ومنذ تعيينهم فى صراع مكشوف مع حكام الاقاليم وان هذا الصراع حسم اخيرا لصالحهم ويكفى للتدليل على ذلك الصراع المعلن الذى جرى فى الثلاثة اعوام الماضية بين الجنرال فليبوس المشرف على اقليم القاش بركة ومصطفى نور حسين حاكم الاقليم السابق هذا الصراع كان من ضحاياه كبار الموظفين فى الاقليم من المحسوبين على مصطفى نور حسين والذى تم اعتقالهم وسجنهم بأمر من فليبوس وبلغ الامر مداه عندما احتجز الجنرال فليبوس مصطفى نور حسين نفسه فى حاجز التفتيش المعروف بإسم ” بلوك اغوردات ” وهو يهم بالسفر الى اسمرا لمقابلة الرئيس اسياس وكان الامر واضحا من فليبوس ان لا لقاء مع الرئيس دون اذن خاص منه .انتهى هذا الصراع لصالح الجنرال فى مطلع هذا العام عندما سحب الرئيس اسياس مصطفى نور حسين الى الاقليم الجنوبى وبعث فى منصبه كحساى قبرى هيوت ” ويا دار ما دخلك شر ” . هؤلاء الجنرالات لم يكتفوا بالتدخل فى كل صغيرة وكبيرة فى الاقاليم التى يشرفون عليها بل تعدى الامر الى تأسيس سجونهم الخاصة التى تقمع كل من يتطاول عليهم وسجونهم هذه سيئة السمعة بشكل يفوق أى سجن للنظام موجود تحت الارض او فوق الارض . الشئ المثير والمخالف لكل القواعد المتعارف عليها فى المجتمعات المدنية ان هؤلاء الجنرالات يتدخلون فىالقضايا التى حسمت من قبل القضاء الارترى ويوجد فى سجونهم اشخاص تمت تبرئتهم طبعا للقضايا المدنية لم يقتنع بها هؤلاء الجنرالات وتعيس الحظ هوالذى يقع فى ايديهم يرمونه فى حبس انفرادى ثم يحققون معه التحقيق الاول بعد عام من تشريفه الزنزانة والتحقيق الثانى والاخير قبل الافراج عنه ، يكفى ان ادلل على مدى الخوف والرعب الذى يشعر به الجميع دون استثناء من هؤلاء العسكر ان قيادات الحزب الحاكم تخافهم وحتى جهاز الامن الارترى سئ السمعة يرتعد من مجرد سماع اسمهم .