تعقيباً على مفاتيح : علي محمد سعيد*
2-Feb-2008
المركز
قبلاً أجد نفسي لاتملك إلا أن تشيد بجهد الإخوة القائمين على شئون المركز الإرتري للخدمات الإعلامية وعبرهم الشكر موصول لجريدة الوطن كما استسمح الأستاذ جمال في هذا التعقيب على عموده المقروء إرترياً – وأنا واحد منهم – ولولا مقروئية العمود ووصول رسالة إرتريا إلى الرأي العام الإرتري بصورة كبيرة لما كنت مضطراً للتعقيب.
بادئ ذي بدء أتفق مع جزء مما ذهب إليه الأستاذ في عموده الأسبوع الماضي من ضرورة تجاوز المرحلة الراهنة ، والبداية الصحيحة ، وحشد كل الطاقات والكفاءات الإرترية لإنجاح العملية السياسية المرتقبة في مارس 2008م.ولكنني أحسب إن الأخ جمال لم يكن موفقاً في إرسال بعض الإشارات لاتوقيتاً ولا تصويباً . ولكن طالما تراضينا أن يقول كل منا ما عنده ، وأن يتقبل الآخر ، وإن مثل هذه الكلمات هي من باب التمرين المبكر على الاعتراف بالتباينات الفكرية والإجتماعية .وتمهيداً للدخول في التفاصيل وبناءاً على ما سبق أقول إن المطروح في الميثاق الذي أسميته ( القديم ) ليس برامج تنظيمات معينة ، ولا أيدلوجيات وأفكار علماً بأن طرفي التحالف قد تجاوز الخلاف في الميثاق في مؤتمر فبراير 2007م ، وقد كان كلانا شهوداً على ذلك !! إذن ما الذي جعل الخلاف تزداد وتيرته وأوصل الجميع إلى ما وصلوا إليه ؟! اعتقادي أننا نعيش أزمة ثقة متبادلة بين أطراف مجتمعنا ، وهذه الأزمة منسحبة على كل مواقفنا السياسية والتنظيمية ، وفي إرتريا أمة تستغفل دوماً وتسرق مجاهداتها تحت حجة الوحدة الوطنية ، والتعايش ، واحترام الأديان ، ولكن كل ذلك استحقاقات من طرف واحد وهو الطرف المسلم ، فأنا أريد من الأخ جمال وغيره أن يوجهوا نداءات ونصائح لأولئك أيضاً ، فكم قدمنا من التنازلات وكم سكتنا ؟ ولكن دون فائدة !!وبعد :اخترت فكرة مركزية واحدة جاءت في العمود أوردهما في موضعين ، ونظراً لضيق مساحة العمود سأورد المضمون دون النص :أراد الأخ جمال أن يوصل إلينا فكرة مفادها أن الذي عطل تبوء المعارضة للصدارة في المرحلة الماضية هو الجدل حول فقرات في الميثاق السياسي الذي حشرت أو حشدت فيه التنظيمات والأحزاب والحركات برامجها التفصيلية ، وهو يشير إلى فقرتي الشريعة والقوميات ) .ومن ثم خلص إلى ضرورة تبني ميثاق سياسي جديد يتجاوز القديم ومشكلاته !! وباختصار :هل ما أخر المعارضة أن تحتل مكانة رائدة ويسلط عليها الضوء في الفترات السابقة هو الخلافات الأيدلوجية وبرامج التنظيمات ( المحشورة )! أم إن الذي أخرها هي أشياء وقضايا أخرى ؟ وحتى عندما ثارت ثائرة الذين لايريدون أن يكون للدين دور في الحياة العامة ألم يعد المؤتمر الفائت صياغة العبارة ؟! والذين تقدموا بالتنازلات – إن جاز وصفها – هم الأيدلوجيوين ( الفكرانيون ) فهل أجدى ذلك! وانطلق التحالف واحتل دائرة الضوء ، وأجاب على المطالب المحلية والإقليمية والدولية ؟!ولكن إذا أردنا أن نكون منصفين نحن أصحاب الأقلام والكُتاب ينبغي أن نعطي كل ذي حق حقه ومنها التيار الإسلامي ، وحتى لا يقال بأن المؤتمر الفائت في فبراير 2007م وحتى يوضع حد لمعاناة الشعب الإرتري تقدم الإتجاه الإسلامي إما بتقديم التعديلات أو تسجيل التحفظات مع بقاء جسم التحالف على ما كان .أفلا يعد ذلك منقبة تحسب لصالح الإسلاميين في إرتريا ، علماً بأنه لم تمارس عليه ضغوطات ولم تفرض عليه التعديلات !!أنا أحسب بأن أي ميثاق بقطع النظر عن القديم أوالجديد لا يحمل مقومات نجاحه في بنوده لن ينجح ، ولن يوقف معاناة الشعب؟! وكما قلت قبل قليل فإن جدل الخلاف في الميثاق قد تم تجاوزه في العام الماضي ، فلماذا يثار الآن ؟ هل هي دعوة للعودة إلى ما كان قبل فبراير 2007م ؟! أم هو للتنبيه وحتى يكون الجميع جاهز لتقديم التنازلات ؟! ولكن ممن هي مطلوبة الآن ؟! وهل الدائرة الجهنمية والمواج والهياج لسنوات كان فعلاً لتضمن الميثاق لفقرتي ( حق التشريع الإسلامي للمسلمين في إرتريا ، وحقوق القوميات ) ؟ أعتقد إن جمال وغيره يدرك بأن الاستبطاء الذي تعاني منه المعارضة وعدم الاستعجال في إسقاط نظام أفورقي عملية أكبر من البعد الإرتري المحلي ، وحتى دول المنطقة إن أرادت! ، وأنا أعتقد بأن لأفورقي ما زالت أدوار يؤديها ، وليست المشكلة في بنود الميثاق ! وكما قلت قبلاً المطروح ليس برامج ولا مشاريع ولكن من الذي يحدد أوان طرح البرامج والمشاريع ؟ ومن الذي قال بأنه يمتلك الحقيقة المطلقة ووأن عمله يعبر عن الجميع ؟!حيث قال ( وكان في ذهن الجميع أثناء الصراع أنهم فقط البديل القادم للنظام القائم ) !! أما ما يكون في الأذهان والمشاعر فلسنا معنيين بمناقشته !! ولكن المطروح ليس كذلك ، فالبرامج والمشاريع المطروحة هي لكل إرتريا بمختلف مكوناتها ! مع الإعتقاد الجازم بأن لا أحد يملك ( الفيتو) على أحد ، لا اعتقاداً ولا ممارسةً ، أما إذا كانت هنالك مشاعر في الأذهان أورغبات فالعملية السياسية واستحقاقاتها تتعامل مع الظاهر والمرئي والمتحرك بقطع النظر عن الدوافع من خلف الفعل في الغالب !.ومما يدل على أن القائمين لم يقولوا بأنهم البديل القادم فقط للنظام قبولهم للتنظيمات التي انشقت من حكومة الجبهة الشعبية وهم الآن لاعبين أساسيين في صفوف المعارضة ، فلو كان الذين هاجوا وماجوا لسنوات كانوا قد اعتقدوا بأنهم البديل فقط لم يكن من السهل التحاق وقبول الذين انشقوا عن منظومة أفورقي !وأخيراً : المعذره إن قسا القلم قليلاً ، وقديماً قيل من ألف فقد استهدف.والسلام Alisaed30@hotmail.com* نشر في زاوية مفاتيح بصفحة رسالة إرتريا – صحيفة الوطن السودانية – 1فبراير2008م