تقوربا … أم المعارك وميلاد النصر !؟ : عمر جابر عمر
16-Mar-2012
المركز
فى حيا ة الشعوب مواقف ومشا هد ومعا رك تشكل جزءا من الذا كرة الجمعية لتلك الأ مم حيث يحتفلون بها ويستعيدون أ حدا ثها سواء كا نت مفرحة أو مليئة با لأ حزا ن .
منذ أ كثر من ربع قرن كنت فى مؤتمر أ تحا د الطلاب العا لمى فى ( برا غ ) ممثلا لأ تحا د طلبة أرتريا وتلقيت دعوة من أ تحا د طلبة الأ تحا د السوفيتى لحضور أ حتفا ل ( وطنى ) . وعندما سأ لت عن المنا سبة قيل لى : منذ مأ تى عام ( قرنين من الزما ن ) تم أ غرا ق با خرة معا دية حا ولت الهجوم على الشواطىء الروسية !؟ الأ مريكا ن يحتفلون ويذكرون حتى اليوم معركة ( بيرل ها ربر ) والتى كا نت سببا فى دخولهم الحرب العا لمية الثا نية والفيتنا ميون يحتفلون بمعركة ( ديا ن بيا ن فو ) ومصر تحتفل بمعركة ( العبور ) !! فى تا ريخ الثورة الأ رترية هنا ك معا رك عسكرية كبيرة وحا سمة فى حجمها وفى الخسا ئر التى لحقت با لعدو … معا رك تحرير المدن .. معا رك مصوع ونا دو أز ..ودقى أمحرى ..الخ لكن تقوربا كا نت ( أم المعا رك ) بلا جدا ل .. لما ذا ؟ عودة الى الوراء… من مفا خر وأ بدا عا ت جيل الآ باء .. الكتلة الأ ستقلالية – ذلك الحراك السيا سى والجما هيرى والذى تصدى لكل المؤا مرات الأ قليمية والدولية ورفع شعا ر ( الأ ستقلال ) عا ليا – لكن المؤامرات الدولية أجهضت المشروع الوطنى وتم ألحا ق أرتريا بأ ثيوبيا. ثم كا نت جبهة التحرير الأ رترية والتى أعا دت بعث المشروع الوطنى لكن بوسيلة جديدة هى : الكفا ح المسلح.لقد وا جهت جبهة التحرير الأ رترية فى سنوا تها الأ ولى حصا را أ علاميا ودبلوما سيا خا رجيا كبيرا وعزلة جما هيرية دا خلية خا صة فى المرتفعا ت الأ رترية . لكن وللتا ريخ قا مت الجبهة بأ تخا ذ خطوات فى غا ية الذكاء السيا سى والحنكة الدبلوما سية لكسر ذلك الطوق الأ علامى والدبلوما سى وكسب الجما هير … أدركت أ ثيوبيا أن تدويل القضية وخروجها عن دائرة الحركة الدا خلية ليس فى مصلحتها لذا أ ستخدمت الأوراق المحلية لأ ظها ر الصراع وكأ نه صرا ع دا خلى ! بدأ ت با لبرلما ن ودفعت الأ عضا ء للتصويت على الأ نضما م والعودة الى ( الأ م ) أ ثيوبيا ! ثم أ ستخدمت الشرطة الأ رترية ( البوليس ) لمطا ردة ( الشفتا ) حتى تقول للعا لم أنها مشا كل دا خلية تخص الأ رتريين وحدهم !؟ – لكن للتا ريخ قا مت جبهة التحرير بأ تخا ذ خطوا ت أدت الى أ جها ض المخطط الأ ثيوبى .!- قا مت بحملة لأ قنا ع رجا ل البوليس بأ نهم أ بنا ء الشعب الأ رترى وأ ن مكا نهم هو مع أخوتهم فى الثورة . نجحت الحملة وأ نضم المئا ت من رجا ل الشرطة بأ سلحتهم الى الثوار.2- با لنسبة لأ عضا ء البرلما ن الأ تصا ل بهم فردا فردا ومحا ولة أ قنا عهم بترك قطار الأ حتلال ونجحت المحا ولات مع بعضهم بمن فيهم رئيس الوزراء ورئيس حزب أ ندنت السا بق ( تدلا با يرو ) ولم تنجح مع آ خرين فتمت تصفيتهم.3- كا ن الهدف هو جر الجيش الأ ثيويى الى القتا ل مبا شرة حتى يعترف العا لم أنه أحتلال أجنبى. ولما ضا قت الحلقا ت حول النظا م الأ ثيوبى ورأى فشل البوليس والكوما ندوس فى قمع الثورة لم يكن أ ما مه الا أ نقاذ حكمه ومحا ولة القضا ء على الثورة … خطط وأ عد وأ ستعد لمعركة ( تقوربا ) وذلك ما كا نت تنتظره الثورة ! كا ن بأ مكا ن الثوار الأ نسحا ب من المنطقة وتفا دى المعركة ولكن الى متى ؟ ذلك هو التحدى الذى كا نوا ينتظرونه طويلا – لم تكن موازين القوة العسكرية متسا وية ولكنها كا نت مواجهة أرادة بقاء ووجود مقا بل فناء وأ با دة .أما أن تكون الثورة وتواصل مسيرتها أو ينكسر عودها وتتبعثر قواها الى الأ بد …لم يكن أ ما م الثوار غير النصر ولم يكن فى مقدور جيش الأ حتلال أن يفعل شيئا لأ نه كا ن يسير عكس الريح وضد التا ريخ.ومن هنا كا نت مفصلية معركة تقوربا ومن هنا أ صبحت علامة فا رقة فى تا ريخ الثورة الأ رترية — كا نت نقطة التحول الى ( تدويل ) القضية وأ عترا ف النظا م الأ ثيوبى بأ نه يوا جه ثورة شعب ! أ نها رمز لأ نتصا ر أ رادة شعب وليس معركة عسكرية تقليدية تستخدم فيها خطط وتكتيكا ت وأ سلحة متطورة وحديثة … لا يمكن الحكم على معركة تقوربا بنتا ئجها العسكرية المبا شرة على الأ رض ( أكثر من ثما نين قتيلا من قوات الأ حتلال وعشرات الجرحى ) ولا بحجم خسا ئر الثوار ( ثما نية عشر شهيدا) ولكن من خلال الهزيمة النفسية الكبرى التى لحقت با لعدو وبا لمقا بل الروح المعنوية العا لية التى حلق بها الثوار بعد المعركة وأدركوا منذ ذلك اليوم أن العدو ( نمر من ورق ) وأن النصر قا دم . نعم لم يكن بين قيا دا ت تلك المعركة من درس فى أ كا ديمية عسكرية ولم يكن بينهم من تعا مل مع مواقع أ سفيرية أو هوا تف نقا لة أو خا رطة ميدا ن! كا نوا ينظرون الى المستقبل ويحملون الأ مل والوعد الحق … لم يفكروا فى أ نفسهم والعيش الجسدى لكنهم فكروا فى أ لأ بناء والأ حفاد وما ذا سيقولون عنهم …فكروا فى الخلود والسمو الروحى وقد نا لوا ما أرا دوا وأعطواما وعدوا !! تلك كا نت ( تقور با ) وتلك كا نت معا نيها ورمزيتها ومن هنا أ ستحقت أن تكون أم المعا رك وميلاد النصر لأ ن بعدها توا لت هزا ئم العدو وأ رتفع صوت الثورة أ قليميا ودوليا وأ نها ر جيش الأ حتلال وفر ها ربا ودخل الجيش الشعبى الى أ سمرا.سيظل يوم الخا مس عشر من ما رس 1964 محفورا فى الذا كرة الأ رترية وستخلده الأ جيا ل عرفا نا با لجميل وأ ستذ كا را لرجا ل أ شتروا المجد وضحوا بحيا تهم من أجل كرا مة وعزة شعبهم. هنيئا لشعبنا بذلك النصر وأن شعبا صنع مثل ذلك الأ عجاز لقا در على تصحيح مسيرته وتحقيق كل أ هدا فه البعيدة والقريبة والكا ملة. وأن أحفاد هؤلاء الرجا ل لقا درون على أ قتلاع وتحطيم أسوار الدكتا تورية وبنا ء دولتهم الديمقرا طية – دولة العدا لة والمسا واة.كا ن الله فى عون الشعب الأ رترى