بقلم أحمد ابراهيم
خبر هنا ٫ واخر هناك ، من مصادر عدة بينها ما هو معتمد دوليا والبعض الاخر مبهم المنشأ ، فاصبحت الحقيقة منفلتة بين الواقع والطمس ، والهمز واللمز و صار مبدا ما يحدثك مثل خبير في خبر كان . .فأحيانا يصبح من الصعب على المرء تحديد ما إذا كانت الموضوعات والاخبار التي يطالعها على جميع المنصات حقيقية أم زائفة؟
نبدأ بخبر إنسحاب لاعب الجودو السوداني من مواجهة اللاعب الاسرائيلي في اولمبياد طوكيو 2020.تم نشر الخبر في موقع قناة الجزيرة التي نقلت الخبر عن موقع إخباري إسرائيلي، في لحظات انتشر الخبر في العالم العربي (لاعب جودو سوداني وآخر جزائري ينسحبان من اللعب مع إسرائيلي في أولمبياد طوكيو.
وبخطوات تحقق بسيطة، التأكد من مصدر الخبر ومن وجود الموقع الاسرائيلي، تجد في طيات الخبر “لم يعلن الاتحاد الدولي للجودو على الفور عن سبب عدم مشاركة عبد الرسول لاعب الجودو السوداني، ولم يستجب مجلس الإدارة لطلبات التعليق.كما لم يعلق المسؤولون الأولمبيون السودانيون على الفور.” اما باقي الخبر كان مجرد معلومات عن التطبيع بين اسرائيل والدول العربية.
وحسم الامر بيان وزارة الشباب والرياضة السودانية، وقالت ان سبب عدم مشاركة اللاعب السوداني كانت بسبب الاصابة فقط.
ثانيًا
هذه الصفحة تقدم معلومات اسمها (معلومة مجانا) لديها عدد متابعين كبير جدا .نشرت قصة للعداء الكيني آبيل موتاي والاسباني ايفان فرنانديز ووضعت الصورة الخطاء.
الصورة للعداء البريطاني مو فرح والامريكي چالين رووب، وحصدت الصورة أكثر من 76,000 إعجاب و 3,000 مشاركة، للصورة الخطاء في صفحة تقدم المعلومات ولديها أكثر من 127,000 متابع علي الفيسبوك
هناك بعض الخطوات التي يمكن القيام بها للتحقق من صحة الاخبار المنشورة على المواقع الاخبارية ومنصات التواصل الاجتماعي. وعند التحقق ومراجعة الخبر يجب أن نضع في الاعتبار عدة عوامل: –
- دوافع الخبر، هل هو منطقي، ايجابي، سلبي ام يقع في إطار الاخبار الكاذبة او المشكوك فيها.
- التحقق من مصادر اخري لتأكيد صحة الخبر
- مواعيد وتاريخ نشر الخبر، لماذا تم النشر في هذا التوقيت
- هل هذا الخبر صادر عن وسائل اعلام رسمية او موثوقة
- الحيادية في تناول الخبر (بالرغم من وجود جدل واسع حول الحيادية في الاعلام، تحديدا في الدول غير الديموقراطية، التي تسيطر وتراقب فيها الدولة بشكل مباشر على الاعلام
- الاعتماد على الجهات المستقلة للتحقق من الاخبار الكاذبة، حتى هذه اللحظة هناك حوالي 304 منظمة صحفية مستقلة للتحقق من صحةالاخبار والمعلومات في أكثر من 84 دولة، يوجد القليل جدا منها في الدول العربية والافريقية.
- وفي سؤال للكاتب والصحفي عبد المنعم أبو إدريس، الخبير السوداني والمختص بالشأن الإفريقي عن الخطوات التي يعتمدها للتحقق من الاخبار قال
- إضافة إلى ما ذكرت هناك نقطة وهي هل الحساب حقيقي وهو للشخص المعنى وان يحاول المتحقق التواصل مع كاتب المدونة
- وايضا زمن نشر المعلومة ومقارنته مع الحدث المرتبط بها هل النشر قبل الحدث ام بعده.
- اما إذا كانت صورة فهناك تطبيق Getty Image يمكن أن يحدد هل الصورة حقيقية واين التقطت
ثالثًا
نشرت جريدة الشرق الاوسط في العدد 15585 بتاريخ الجمعة 30/07/2021
بخصوص النزاع الإثيوبي – الإثيوبي، نقلا عن موقع «عدوليس» الارتري، ناسباً إلى مصادر سودانية متطابقة، أن الخرطوم تستضيف وفوداً إثيوبيةمن الحكومة الاتحادية، ووفداً من «جبهة تحرير تيغراي»، ووفداً أمنياً إريترياً، لبحث النزاع الإثيوبي الداخلي، ودور السودان في حله، مما يرجح أن يقود السودان زمام المبادرة لرأب الصدع الإثيوبي.
تمت مشاركة الخبر في الصحف السودانية وصفحات الاخبار في السودان، اريتريا واثيوبيا تمت ترجمت الخبر الي لغات محلية في اثيوبيا ومشاركتهاعلى نطاق واسع.
- تم التحقق من وجود موقع عدوليس على الشبكة العنكبوتية ويتمتع بنظام حماية فعال، وحسب تقييم قوقل له سمعة جيدة في نقل أخبار اريترياومنطقة القرن الافريقي.
- تم التواصل مع بعض الصحفيين ومراسلي وكالات الانباء الدولية في الخرطوم
- تم التواصل مع روساء احزاب معارضة مشاركة في الحوار وتم تأكيد الخبر.
في سياق موازي نجد ان الشبكة الدولية لتقصي الحقائق هي وحدة تابعة لمعهد بوينتر وهي تجمع لمدققي الحقائق في جميع أنحاء العالم. معهد بوينترللدراسات الإعلامية هو مؤسسة صحفية بحثية غير ربحية في سانت بطرسبرغ، فلوريدا بالولايات المتحدة الامريكية.
فقد تم إطلاق IFCN في سبتمبر 2015 لدعم مجموعة من مبادرات تقصي الحقائق من خلال تبادل ومشاركة الافكار لتطوير هذا المجال.
وتعمل (IFCN) على مكافحة الأخبار والمعلومات المضللة، وفي عام 2016 بدأت منصة فيسبوك برنامجًا لتدقيق الحقائق بواسطة جهات مستقلة للتدقيق ومراجعة المعلومات والاخبار التي تنشر على منصة فيسبوك.
- Information Disorder
- أشارت بعض الأبحاث إلى أن اضطراب المعلومات يمكن أن يؤثر سلباً على الصحة النفسية والجسدية للأفراد، خاصة إذا كان متعمّداً وعلى فترات طويلة، كما قدّم الباحثان كلير وردل وحسين درخشان في تقريرٍ لهما عن اضطراب المعلومات ـ نشر عام 2017 ـ بعض المقترحات للحكومات، وأجهزة الإعلام، والمجتمع المدني، ووزارات التعليم، ومؤسسات التمويل.
- وكان من ضمن الاقتراحات، نشر الوعي حول مفهوم اضطراب المعلومات وسبل الوقاية منه، والعمل مع المكتبات لعقد برامج الوعي المعلوماتي وتنمية مهارات البحث والنقد، وصنع أدوات للتحقق ليس من المعلومات فحسب، بل أيضاً من مصادرها.
- المقالات والتقارير المنشورة في IFCN هي متعددة التخصصات وتقدم رؤية واسعة لكيفية التعامل مع المعلومات المضللة في الفضاء الرقمي، المشاركين في الشبكة الدولية لتقصي الحقائق يجدون أيضا أن المعلومات المضللة قد تفاقمت بسبب الأنترنت، وتحديداً أنماط استهلاك الوسائط لدينا وصعود منصات وسائل التواصل الاجتماعي.
- على الرغم من أنها ليست ظاهرة جديدة بالتأكيد، إلا أن المعلومات المضللة هي قضية عالمية موجودة في كل من الديموقراطيات الراسخة والأنظمة الاستبدادية او غير الليبرالية.