مقالات

كلمة المناضل علي محمد صالح في تأبين الراحل محمود إسماعيل

26-Feb-2016

عدوليس

انضم المناضل محمود اسماعيل الحاج الى العمل الوطني وهو طالب ، حيث كان عضوا في حركة تحرير اريتريا ومن أنشط عناصرها ، تعرض للاعتقال من قبل السطات الاستعمارية وأصبح مكشوفا لدى اجهزة الأمن التي ظلت تراقبه مراقبة لصيقة مما اضطره لمغادرة الوطن مجبرا. وقد أمنت له قيادة حركة التحرير حق اللجؤ السياسي لدى الجمهورية العراقية وذلك في العام 1965م، حيث تم تعينه مندوبا للحركة في بغداد، كما كان عضو وفدها السياسي في الخارج ، وفي فترة وجيزة تمكن من تأمين منح دراسية للطلاب الاريتريين وتعميق علاقاته مع المسؤلين في الدولة.

في 15/09/1965م أصدر بيان يعلن فيه انضمامه الى تنظيم جبهة التحرير الارترية ، وفي بيانه ناشد جميع زملائه للانضمام الى الجبهة ، وواصل مهامه ممثلا للجبهة في بغداد ، حيث كثف نشاطاته واستطاع خلق علاقات مع العديد من المسؤلين في الدولة مما مكنه من تامين عدد اكبر من المنح الدراسية للطلبة الاريتريين في مختلف المراحل التعليمية وحتي الجامعة بتخصاتها المتنوعة ، كذلك تامين دورات عسكرية على مستوى الضباط ودورات التمريض واستقبال جرحي حرب التحرير للعلاج في العراق ، كما تمكن من الحصول على مساعدات مادية وعسكرية وبدأت المساعدات تنهال بشكل مستمر ، وعمل على تنسيق زيارات قيادات الجبهة وكوادرها للعراق.في العام 1969م حدثت ازمة تنظيمية داخل الجبهة اثر انعقاد مؤتمر ادوبحا العسكري ، صدر قرار بتجميد القيادة السياسية الممثلة في المجلس الاعلى لحين انعقاد المؤتمر الوطني الاول للجبهة، الا ان المجلس الاعلى بالرغم من خلافاته لم يلتزم بذلك القرار بل تحرك ضد القيادة العامة التي انبثقت من مؤتمر ادوبحا العسكري، علما ان المكاتب الخارجية كانت تعمل تحت إمرة المناضل المرحوم عثمان صالح سبي ، ولم تلتزم بقرارات القيادة العامة ، والمكتب الوحيد الذي اعلن التزامه بقرارات القيادة العامة هو مكتب بغداد الذي كان يترأسه المناضل الراحل المقيم محمود اسماعيل الحاج. لا شك ان ذلك الموقف التاريخي الشجاع للمناضل أبو فؤاد كان صمام الأمان لإستمرارية مسيرة القيادة العامة ، وبشكل عملي قدم مكتب العراق المال والعتاد للقيادة العامة ولولا هذا الموقف الشجاع لمكتب بغداد لكانت القيادة العامة تعاني الكثير وربما تعطلت مسيرتها.وفي هذا السياق أود ان اذكر ضمن مواقف كثيرة لأبو فؤاد فقد استطاع اقناع وزير الدفاع انذاك الفريق حيدر عبدالغفار التكريتي ليتسنى لعدد من ابناء الشهداء للالتحاق بالدراسة هناك ، وفعلا الطائرة التي حملت الاسلحة الى الخرطوم اثناء عودتها اقلت عدد من ابناء الشهداء .كان الراحل المقيم طيب المعشر متواضع بشوش لم تفارقه الابتسامة ويحب المزاح كثيرا، ولم يكن يألو جهدا لحل مشكلة اي طالب ياتي اليه او اى اريتري عابر سبيل ، كما كان وفيا لزملائه اعضاء حركة تحرير ارتريا وللتاريخ كان منزله مفتوحا امام الطلبة والمناضلين وجرحى حرب التحرير الذين كانوا ياتون بهدف العلاج هو زوجته أم فؤاد فقد إستقبلا كل وافد الى العراق برحابة وكرم الضيافة ، وام فؤاد لمن لا يعرفها امراة مناضلة وأم مثالية اطال الله في عمرها والهمها الصبر والسلوان. وأذكر أيضا عندما كان المناضل محمود ممثلا للجبهة في المملكة العربية السعودية فتح آفاق جديدة علما بان مكتب قوات التحرير الشعبية كان مسيطرا وكانت عضوية الجبهة تعاني إلا ان هذه المعاناة قد زالت بعد مجيئ ابو فؤاد ، ووجود الجبهة في المملكة اصبح واقعا ملموسا، وفي عهده تم شراء مقر المكتب الجبهة والمنظمات الجماهيرية. وفي موقف اخر بعد حركة 25 مارس 1982م ايضا وقف المناضل محمود مع الحركة وتمكن من اقناع المسؤلين في السعودية بتوجه الحركة، مما دفع المملكة تقديم المساعدات المادية والعينية والعسكرية للجبهة بسخاء، وفي المؤتمر التوحيدي اختير عضو لجنة تنفيذية رئيسا لمكتب التنسيق وواصل مسيرته النضالية حتى التحرير .ندعو للراحل المقيم الرحمة والمغفرة ، وانا لله وانا اليه راجعون لندن 20 فبراير 2016م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى