8-Oct-2005
المركز
درجت اجهزة النظام وابواقه على اتباع سياسة اعلامية تعتمد ( التجاهل و الانكار) لكل ما تطرحه المعارضة الارترية وما تثيره دوائر اوربية وامريكية ( حقوق الانسان _ الحريات العامة …. الخ )
/ انكرت وجود معارضة من الاساس . 2/ تجاهلت النداء ات التى ترددت لاطلاق سراح المعتقلين او محاكمتهم .3/ تجاهلت توضيح وتبرير جرائم القتل والرشوة والفساد الادارى .4/ انكرت عزل بابا الكنيسة الارثودكسية . 5/ انكرت تورطها فى تسليح وتدريب المعارضة السودانية ( دارفور + الرشايدة ) 6/ تجاهلت نصائح الدول الاوربية بضرورة الانفتاح وفتح باب الحريات واطلاق سراح المعتقلين .هذا التجاهل وذاك الانكار يعكس حالة عقلية غير قابلة للتفاعل مع العلم الخارجى حالة لا تسمح بتقبل النصح ولا تسمع الا ما تريد سماعه ولا تعترف الا بما تعتقد انه الواقع _ حتى لو كان ذللك ( الواقع) موجود فى الخيال ! ولكن فى الفترة الاخيرة واجهت تلك الاجهزة مشكلة جديدة . لم تكن رواية يمكن انكارها او تجاهلها _ ولا كان خبرا عن اقالة او اعتقال لا تكلف نفسها بتبريره ولا كانت عملية قتل للهاربين من الخدمة الوطنية فى الجبال والاحراش يمكن التستر عليها _ كلا _ هذه المرة كانت ( صورة ) فوتغرافية التقطتها كاميرا رجل اوربى بالصد فه ونشرها فى الصحف الايطالية وتناقلتها وكالات الانباء والمواقع الارترية . لم يكن بالامكان تجاهل او انكار الصورة فتى ارترى ممدد على الطريق وقد تجمعت حوله بقع من دمائه التى سالت بعد اطلاق النار عليه فى وضح النهار وفى شارع رئيسى من شوارع العاصمة اسمرة .ولكن وكما يقولون : من شب على شىء شاب عليه . لم تتعام تلك الاجهزة والابواق الا اسلوب الانكار _ لم يكن من الممكن تجاهل الحدث لانها صورة _ لذا فان البديل هو الانكار ! هل بسبب ان الصورة لم تكن لمواطن ارترى ؟ ام انها اى الصورة كانت ملفقة ومفبركة ؟ اعتقد ان السبب لا هذا ولا ذاك .واحقاقا للحق وانصافا لهؤلاء يجب ان تصدقهم _ فالمعارضة تتجاهل احيانا الجانب الانسانى وتعتقد بان كل مايفعله النظام وما يقوله انما هو عن قصد وسابق اصرار ! وفى هذه المرة افهم انكارهم للصورة ولتوضيح ذلك اذكر القصة التالية :فى كتاب المطالعة فى المدرسة الابتدائية كانت هناك قصة بعنوان القرد الاعمش والنظارة .ملخصها ان قردا تقدم به العمر وبلغ ارذله وكان ان اصيب بفقدان بصره واصبح ( اعمشا ) ولكنه لم يقبل الاستسلام واصبح مكابرا يدعى بانه يرى كل شى ولكن فى الواقع كان غير ذلك وفى يوم من الايام سمع عن ان ( النظارة) تحسن البصر وتساعد على جعله يعود من جديد ! واصر على امتلاك نظارة ولكن العقلاء اخبروه بان النظارة تساعد من كان له بصر بالاساس حتى لوكان ضعيفا وان (العطار ) لا يصلح ما افسده الدهر ! ولكنه تمسك برأيه واخذ النظارة ووضعها على عينه ولم يتغير شىء ولم يستطع القرد الاعمش ان يبصر فما كان منه الا ان رمى بالنظارة على الارض وداس عليها وحطمها متهما اياها بانها السبب فى عدم قدرته على الابصار _ وتجاهل وانكر ان العمر قد تقدم به وان ما فقده لا يمكن استعادته بالوسائل المساعدة .لا تلوموا اجهزة النظام _ فبصرها قد ذهب منذ فترة وسمعها ايضا اقترب من مرحلة الصمم , كيف تريدونها ان ترى صورة بالالوان وكيف تتوقعون منها ان تسمع نداءات الضمير الانسانى وصرخات الارامل والايتام .المشكلة التى يتجاهلها او يجهلها هؤلاء او ينكرونها ان التاريخ يسجل وان الذاكرة الجمعية للشعب تحفظ وسيأتى اليوم الذى تنشر فيه كل الملفات وتبرز كل الحقائق وليس ذلك اليوم ببعيد.انهم لا يرون ما هو موجود على الارض لان ما يريدون رؤيته موجود فى خيالهم , فاذا تعارض الواقع مع الخيال فان الاولوية لديهم هى للخيال , على الاقل انتظارا ليوم يكون فيه الواقع انعكاس لما هو موجود فى خيالهم .انها حالة انفصام عقلى لا شفاء منها وسيظل هؤلاء يحلمون فى يقظتهم حتى تجىء ساعة الخلاص لتجعلهم يستفيقون من حلمهم .عندما بدأت الثورة ضد هيلى سلاسى فى اثيوبيا عام 1975 , كانت المواجهة تدريجية , مطالبه باصلاحات , تغييير الحكومة , مطالب للجيش , الخ …… ذهب رجال القصر والمقربون الى الامبراطور وطلبوا منه ان يوقف ذللك التمرد .قالوا له : ماذا تنتظر , سيأتون غدا الى القصر ! ! ولكن الامبراطور رفض الاستماع اليهم وقال لهم: ( انهم اولادنا , يعملون بتوجيهاتنا) ! لم يصدق الامبراطور ان هناك ( اثيوبى ) يمكن ان يتحرك او يقرر دون الرجوع اليه ! هكذا عاش لمدة نصف قرن واصبحت عقليته مركبة ومبرمجة على قبول الطاعة , طاعة من يخدمونه ولم يشك لحظة بانه سياتى يوم يتمرد فيه احدهم ويخرج عن طوعه حتى انه تأ كيدا لتلك العلاقه , فانه لم تكن هناك فى عهد الامباطور : استقالة من منصب او موقع , لا يحق لاحد ان يفعل ذلك , بل تتم اقالته ويقبل هو بذلك ! وفى ارتريا لم نسمع منذ الاستقلال ان وزير قدم استقالته , ولكن سمعنا عن اقالة العديد واعتقال المزيد واختفاء اخرين وهروب من كتبت له السلامة ! هل هو موروث ثقافى ام نهج سياسى متصل ومتواصل ؟ كان الله فى عون الشعب الارترى
