رمضانيات(4): الطموح والخيال..بقلم عمر جابر عمر – ملبورن -أستراليا
8-Oct-2005
المركز
الخيال الانسانى يتسع ويتمدد او يضيق وينكمش حسب الشخص المعنى وتركيبته الثقافية والاجتماعيه والظروف الاقتصاديه المحيطه به .ذلك الخيال ينتج عنه تشكل الطموح للفرد فى تحقيق ما يريد وما يعتقد انه يغير من اسلوب حياته ومستوى معيشته وصولا للاحلام الكبيرة فى شغل موقع ومناصب ذات وزن وتأثير فى حياة الناس الاجتماعية والاقتصادية والسياسية , ومشروعية وواقعيه اى طموح تتحدد وفق شروط معينة :
1/ ان يكون ذلك الطموح محدد بالزمان والمكان , اى ان لا يكون خيالا جامحا منطلقا فى الفضاء 2/ ان يعود بالفائدة والمصلحة للفرد وللمجتمع الذى يعيش فيه 3/ ان تتوفر له شروط التحقيق , القدرة العقلية والجسدية , الظروف الموضوعية المحيطة بصاحب (اصحاب الطموح ) 4/ الامكانية الذهنية والعلميه لاجراء البحث والحساب ووضع الترتيبات والمقدمات الضرورية .5/ مراجعة دورية لتقديم ما تم تحقيقه ومدى امكانية الاستمرار فى غياب تلك الشروط فان الطموح يصبح خيالا واحلام يقظة يضيع معها الجهد والوقت .بعض الدول تعجز عن تحقيق طموحاتها بسبب كونها اكبر مما تستطيع انجازه وبسب عدم توفر الشروط التى ذكرنا كمقدمة لبدء العمل لتحقيق ذلك الطموح .الدولة الارترية كان لها طموح بعد التحرير , مرة تقول عنه : قوة اقليمية تتفوق على جيرانها فى كل المجالات. ومرة اخرى قالوا عنه : دولة متطورة وغنية مثل سنغافورة . ماذا حدث? ماذا كانت النتيجة بعد عشرة اعوام من الاستقلال ؟ هل كان الطموح اكبر مما يمكن تحقيقه بسب قلة الموارد وغياب التخطيط السليم ؟هل تعزر تحقيق ذلك الطموح بسبب التدخل الخارجى واطماع دول الجوار والحروب التى شنتها على البلاد ؟ هذا ما تقول به قيادة (هقدف) وتجعله مبررا ليس لفشل ذلك الطموح بل لايقاف كل المشروعات والبرامج التى تهم الوطن والمواطنين . يقول الامين محمد سعيد فى لقاء صحفى نشرته ( صدى الاحداث ) التى تصدر عن المركز الارترى للخدمات الاعلامية : ( .. اننا فى حالة حرب _ حالة دفاع عن التراب والعدو على ارضنا امام هكذا وضع يجب عدم الحديث عن حقوق الانسان والديمقراطية والتنمية …) !!بعبارة اخرى فان الحياة يجب ان تتوف تماما فى البلاد حتى يجىء الفرج ويتم حل مشكلة الحدود مع اثيوبيا , كيف ومتى ؟ الله اعلم .اما ان الحكومة الارترية عاجزة عن حل المشكلة واما انها لا تريد ,فى الحالتين عليها ان ترحل وتفسح المجال للشعب الارترى لينتخب حكومة جديدة تخرجه من النفق وتتيح له امكانية استئاف حياته الطبيعيه .ام ان طموح الحكومة الارترية تلخص فى البقاء فى السلطة والظهور فى التلفزيون واطلاق التصريحات الصحفية ؟تلك هى نهاية الاحلام الزائفة .ولانها كانت جزئية وفوقية وانعزالية وغير واقعية انقلبت الى كابوس يؤرق صاحبه ويجعل حياة الناس جحيما ومعاناة متواصلة.وكما يقال شر البلية ما يضحك .يحكى احد الظرفاء ما يلى : سئل رئيس النظام الارترى بماذا تحلم ؟ اجاب : احلم بان لا استفيق من الحلم !! وسئل وزير الاقتصاد : ماهى الضمانات لانجاح الخطة الخمسية ؟اجاب : المهم ان نستمر فيها حتى ولو كان لعشرة اعوام !! يبدو ان الجميع فى حالة (توقف ) وانتظار _ لاتحرك ولا تقدم , انه الوضع الذى يسبق خطوة الهروب الى الامام _ الى المجهول . كان الله فى عون الشعب الارترى