رمضانيـات … أغـرداتية 4-4 . بقلم حمد كل
14-Jun-2018
عدوليس ـ ملبورن
فليعذرنـى القـراء ان كـنت أوعـدتهم بكتابة الحلقة الـرابعة (عيـدية أغـرداتية)، عيدية أغـردات ستكون الحلقة الخامسة ان شاء الله.هناك تقليد جميل وطيب تقوم به الاسـر تـرحما على موتاها، فمنـذ 17 رمضان تُعـد الأسـر الطعام. بعض الاسـر الميسورة تـدعوا فى الافطار بعض من رجال الدين والجيران، وتعد لهم الوليمة ثم بعد الأكل وشرب الشاى والجبنة تتلى آيات من الذكر الحكيم، تتلوها الصلاة على الحبيب المصطفى تأخذ شكل الانشاد والتهليل وتختتم بالترحم على المرحوم والدعاء له.
وبعض الاسر ترسل الأكل الى (الخلاوى) او ما نسميه الآن بـ”الكتاتيب” ، وآخرون يرسلون الأكل للمحتاجين، وهناك ايضا الزكاة، وهى زكاة عيد الفطر يقدمها الميسرين للفقراء.
مناسبات تجهيز الأكل التى ذكرناها اعلاه، وهى كما اسلفنا تبـدأ من يوم 17 رمضان، هذه المناسبة يسمونها (عاياد) بلغة أغرداتية، ربما تمارس هذه العادة فى اماكن اخرى لكننى اكتب فقط ما عشته انا وماجادت به الذاكرة فمعذرة.
والعيد موسم الترزية كما ذكرنا فهو أيضا موسما خاصا الحلاقيين ،حيث الإزدحام خاصة يوم الوقفة، كما هم مالاطفال فى ليلة العيد لا ينامون بل يتمنون ان يأتى الصباح سريعا ليتزينوا بملابس العيد الجديدة.
فتيات بعض الاسر ينتهزن فرصة العيد وقبل قدوم العيد بفترة بشد المنسج، وهو منسج مصغر يقوم على اربعة اعمدة من الالواح الخفيفة، على شكل طرابيزة صغيرة الحجم وهى شبه مستطيلة، وفى الوسط يشد القماش، وهنا حسب طلب حاجة السوق والمناسبة، تطرز فى هذا المنسج الطواقى بعضها بخيوط بيضاء وبعضها الآخر بخيوط ملونة بلون برتغالى او لون اخضر فاتح يسمونه لون (زينب)، وبعض الأسر تبدع فى حياكة طواقى (السنارى)، قديما كانت تخاط المناديل وايضا ( دكت السروال)، وفى هذا المنسج ايضا كانت تنسج او تطرز الملايات البيضاء واكياس المساند، ترسم فيه أولا الرسومات المطلوبة بقلم الرصاص ثم يتم نسجها او تطريزها بالخيوط الملونة، والجدير بالذكر ان الابرة وصاحبة الابرة يقومان بجهد لا يقدر بثمن، هذا الانتاج يعرض فى الاسواق قبل العيد بفترة قصيرة، وقد تفننت وابدعت فيه أنامل الفتيات بالابرة والخيط.
المشغولات اليدوية قديما كان لها معانى ودلالات جميلة، تنسج او تطرز بعض الطواقى والمناديل لمناسبات خاصة، وهى خاصية عيدية ليوم العيد.
وهذه الطواقى والمناديل تعد وتجهز للحظة التى يأتى فيها الشاب للمعايدة، والمنتظر او المتوقع منه التقدم للمصاهرة، وبطبيعة الحال سيذهب هذا الشاب الى المجلس او الديوان، ومعروف فى أغردات ان المجلس او الديوان هو (التكل) الجانبى المجهز للضيوف، وهو ما يسميه اصحاب المبانى بالصالون.
يجلس الشاب فى المجلس ويبارك العيد لمن يجده من صغار الابناء، وهنا مباشرة تأتى صينية تحتوى على التمر والفول والحلويات، وبعدها مباشرة يأتى العصير او شراب (المينتـا)، وفى طرف الصينية توضع طاقية او منديل جديد، وهذه اشارة او علامة او دلالة ان الشاب مرغوب ومقبول ومحبب، والمنديل او الطاقية تعنى هدية تعبيرية له، لكن هناك شيء اكبر وله ايضا دلالاته الكبرى، وهو عند مجيئ صينية الشاي سيجد الشاب فى كباية او كأس الشاى او فوق سائل الشاي قطرة عطر، وهذا تأكيد ودلالة اكثر وضوحا لتبيان الرسالة، ومع قدوم الشاي تأتى الأم وبناتهـا ليعيدون على الشاب ويرحبون بهذا القدوم.
وعلى القارئ العزيز ان يكمل معى باقى القصة او الرواية، وكل عيد وانتم سعداء.