شهادة الأستاذ محمد نور أحمد عن الأستاذ محمد أبو القاسم حاج حمد
19-May-2007
ecms
الأستاذ محمد أبو القاسم حتى وإن كان سوداني الأصل والمولد والمنشأ فنحن الإرتريون نعتبره إرترياً لهذا كان يحمل الجنسية الإرترية إلى جانب جنسيته السودانية لما قدمه لحركتنا الوطنية من أعمال جليلة في حقبة الكفاح المسلح .
لم يكن الأستاذ محمد أبو القاسم مجرد نصير للثورة الإرترية ، بل كان مناضلا في صفوفها وأخاً وصديقاً عزيزاً لكثيرين من قيادات وكادرات الثورة الإرترية بعضهم رحل عن عالمنا هذا كما رحل محمد ، وبعضهم يتقلد مناصب عليا في الحكومة الإرترية ، والبعض الآخر منخرط في معارضة السلطة الإرترية ويناضل من أجل إقامة نظام ديمقراطي في إرتريا ، التي يصادر فيها نظام أفورقي الدكتاتوري كافة الحقوق والحريات الأساسية للإنسان الإرتري . وقد تعرفت شخصيا على الأستاذ محمد في شهر ديسمبرمن العام 1964م عندما قطعت دراستي في جامعة القاهرة وأتيت إلى السودان برفقة عدد من الكوادر الشابة الإرترية لاستثمار الزخم الديمقراطي الذي أشاعته ثورة أكتوبر1964م في نشر القضية الإرترية ، في اوساط الشعب السوداني ، لا سيما جيل المثقفين الشباب ، الذين عندما فتحوا أعينهم على خريطة إفريقيا لم يجدوا فيها إرتريا إلاّ كمقاطعة إثيوبية تحمل رقم “14” ولم يكن الإرتري بالنسبة لهم ولرجل الشارع العادي سوى حبشي ، لأنهم كما ذكرت لم يكونو يعرفون إرتريا ككيان مستقل خضع للإستعمار الإيطالي فالإدارة البريطانية بعد هزيمة إيطاليا في الحرب العالمية الثانية رغم مشاركة معلمين سودانيين أسسوا مدارس تدرس باللغة العربية وتستخدم مقررات “بخت الرضا” وضباط شرطة وإداريين فضلا عن وحدات من قوات الدفاع السودانية أو قوة دفاع السودان كما كان يطلق عليها ، فمنهم من عاد وإلى جانبه زوجة إرترية ومنهم من إختار ثراها مقاما أبديا له أمثال الفنان محمد أحمد سرور وضابط الشرطة محمد علي السنجك أو سكنجي كما يطلق عليه الإرتريون ، وكان من بين هؤلاء الإداريين الشيخ المهندس الزراعي المغفور له الاستاذ محمود محمد طه وله آثار مازالت تذكر له في إرتريا وفنانين سودانيين من أمثال إبراهيم الكاشف وحسن عطية وعائشة الفلاتية وأغنيتها التي تعرفون ” عيدو عايدين إنشاء الله عايدين ، الفتحو كرن بعيد ” وخضر بشير واحمد المصطفى وفي الستينات محمد وردي ، زاروا جميعا إرتريا وأطربوا شعبها بأصواتهم الشجية ، ثم كان الإتحاد الفيدرالي الذي فرضته امريكا للإستفادة من مميزات المرتفعات الإرترية لإقامة قاعدة إتصالات متقدمة في أسمرا في عصر لم تكن قد بلغت فيه تقنية الإتصالات الشأو الذي بلغته اليوم إذ لم يكن علم الفضاء قد توصل للأقمار الصناعية ، فقد كانت أمريكا تخشى مع بوادر سحب الحرب الباردة أن تقع إرتريا تحت النفوذ السوفيتي عن طريق الحزب الشيوعي الإيطالي الذي لعب دورا رئيسا في محاربة الفاشية فيما لو نالت إرتريا إستقلالها وإرتبطت إقتصاديا بإيطاليا بحكم العلاقة التاريخية أو وقعت تحت الوصاية الإيطالية حسب طلب الأخيرة لوجود مصالح لها في إرتريا . لذلك كان يجب أن تكون إرتريا في يد أمينة ، هي يد الإمبراطور هيلي سلاسي ، لهذا قابله الرئيس روزفيلت على ظهر باخرة في ميناء السويس عام 1945م أثناء عودته من يالطا بعد حضوره إجتماعا ضمه بستالين وتشرتشل وإتفق الإمبراطور ورزفيلت فتحقق للإمبراطور حلمه في الحصول على منفذ على البحر الأحمر لبلاده وأخرجها من السياج المغلق الذي لفها على مر السنين .لقد كان محمد ابو القاسم أحد المفاتيح وأهمها لولوج الثورة الإرترية إلى الرأي العام السوداني ولا سيما المثقفين الشباب كما ذكرنا وهو واحد منهم وأكثر مقدرة لمخاطبتهم فعن طريقه تعرفت الثورة الإرترية وكادراتها إلى :-1.المعفور له الفاتح التجاني في صحيفة الرأي العام 2.مصطفي مبارك في صحيفة الرأي العام 3.يحي العوض في صحيفة السودان الجديد4.ميرغني حسن علي كذلك في السودان الجديد5.محمد الحسن أحمد في صحيفة الجماهير6.المغفور له محمود محمد مدني بصحيفة التلغراف 7.عبدالله الجبلي كذلك بصحيفة التليغراف8.سعد الشيخ بوكالة أنباء الخرطوم9.صديق محيسي بوكالة أنباء الخرطوم 10.خالد المبارك بإتحاد طلاب جامعة الخرطوم11.جمال عبد الملك “إبن خلدون” بالرأي العام ، الذي لعب مقاله دورا رائعا في الحملة لإجهاض الكتاب الذي صدر بإسم الصحفي “أحمد طيفور” أو أجبر على وضع إسمه عليه من قبل ” تارقي” الملحق العسكري بالسفارة الإثيوبية في عام 1965م ، أو سفير جهنم كماكان يطلق عليه الراحل محمود محمد مدني لأنه دخل إرتريا وكتب تحقيقا عن الثورة الإرترية وقد إستهل هذه الحملة السيد صالح محمود إسماعيل صاحب جريدة أكتوبرالتي نشرت التحقيق بكلمة في الإفتتاحية تحت عنوان ” وا أسفاه “.ومجموعة أبادماك في جامعة الخرطوم ثم مجموعة الإشتراكيين العرب . وفي منزل محمد ابو القاسم تعرفنا على الشاعر الكبيرمحمد المكي إبراهيم وهو الذي كتب مقالا مدويا في جريدة الأيام تحت عنوان ” محمد نور الثائر الذي يتحدث شعرا” ولم أكن أستحق هذا الشرف الذي أضفاه علىّ ولربما هدف من ذلك إلى وضع نكهة إثارية لجذب القارئ لقراءة المقال ، فكل ما فعلته أنا كان ترديد مقطع من قصيدة من الأدب الشعبي الإرتري في الثورة الإرترية فترجمها أو بالأحرى ترجمتها له فصاغها وضمنها مقاله ونبه ” ود المكي ” في ذلك المقال المثقفين السودانيين ، إلى أن شعب شقيق خلف البوابة الشرقية لبلادهم يناضل من أجل الإستقلال جدير بمساندتهم ، لأن الرأي العام السوداني في ذلك الوقت كان متجها بكليته إلى الجنوب حيث ثورة الكونغو البلجيكي بقيادة الثائر المغدور “باتريس لوممبا ” . ظهر أثر المقال بعد يومين فقط من نشره بنشر قصيدة على صفحات الرأي العام لشاعر شاب سوداني محت السنون إسمه من ذاكرتي ، تلتها في العدد التالي قصيدة للشاعر المرحوم محمد عثمان محمد صالح ” كجراي” الإرتري الأصل والسوداني المنشأ والثقافة ، ولهذا يطلق عليه البعض شاعر القطرين ، وكلتا القصيدتين مجدتا الثورة الإرترية وحق الشعب الإرتري في الإستقلال . كانت قصيدة “كجراي”هي البداية لإسهامه غير المنقطع في الثورة الإرترية إلى الإستقلال وحتى توفاه الله بعد عودته إلى السودان . إننا ونحن نتحدث عن دور محمد أبو القاسم في الثورة الإرترية نجد لزاما علينا ألاّ نتجاوز دون ذكر رجال كانت لهم مواقف مشهودة أمثال الوزيرين في حكومة أكتوبر المرحومين محمد جبارة العوض والرشيد طاهر بكر ، كذلك الأساتذة على طالب الله والصادق عبدالله عبدالماجد وبابكر كرار والمحامي الكبير الأستاذ مرغني النصري والمهندس المناضل محمود محمد طه ، وكان الأستاذ مرغني على رأس هيئة التضامن مع الشعب الإرتري التي تأسست في المعهد الفني في نوفمبرمن عام 1964م وسيرت موكبا تضامنيا مع الشعب الإرتري وكان لمحمدأبوالقاسم دورافاعلا في تأسيسها وتفعيلها كما لا يمكن تجاوز دور الصحفي اللآمع ورئيس تحرير صحيفة الوطن الأستاذ سيد احمد خليفة الذي مازال إرتباطه وثيقا وكان ومايزال عطائه وفيرا في مساندة الشعب الإرتري سواء في مرحلة الثورة من اجل الإستقلال اوالنضال من أجل الديمقراطية ، وكان للسيدات فاطمة احمد إبراهيم وآمال عباس وآمال سراج أدوار في دعم نضال الشعب الإرتري من أجل الإستقلال ، وكان أيضا لجبهة الميثاق والحزب الشيوعي السوداني دورا مقدرا في هذا الدعم حسب رواية الأستاذ كمال الجزولي في روزنامته في 27 مارس 2007م من جريدة الصحافة .كان منزل السيد الفاضل حاج حمد والد السيد محمد أبو القاسم في الإمتداد الدرجة الأولى في الستينات مأوى لقادة وكادرات جبهة التحريرالإرترية وكنت أحد هؤلاء الكوادر, كان ذلك الدار العامر يقدم لنا الطعام والشراب ومكانا للإقامة والعمل في اكثر الأحيان ، كان أفراد هذه الأسرة الكريمة يعتبروننا جزءا منهم ، وكانت سيارة “الفيات” التي كان محمد يقودها بنفسه في بعض الأحيان هي وسيلة مواصلاتنا .لست أدري تحديدا متى تعرف الأستاذ محمد ابو القاسم على الثورة الإرترية وكيف وهي التي إنفجرت في الأول من سبتمبر1961م ولم يخطر ببالي أن أسأله ، لكن يبدو أنه تعرف عليها في وقت مبكر، فقد أهدى باكورة إنتاجه الفكري وهو كتيب صغير صدر له ما بين عامي 1962 و1963 وربما قبله فأنا لا اجزم في تحديد سنة صدوره ” إلى إخواني في أرض الربيع الدائم ” ويقصد بهم كما ذكر لنا الإرتريين .لم يقتصر دور محمد أبوالقاسم في دعمه للثورة الإرترية أو الدفاع عنها على قلمه والندوات بل نجده أيضا مع زملائه في مجموعة الإشتراكيين العرب عندما ساهموا بنقل جزء من أسلحة الثورة الإرترية في عام 1965م في حقائب ملابس على القطار من الخرطوم إلى كسلا حيث أمكن تسريبها إلى داخل إرتريا ، ولهذه الأسلحة قصة مشهورة فقد أهدت سورية أسلحة إلى جبهة التحرير الإرترية حملتها ثلاث طائرات إلى مطار الخرطوم، ولم يكن يعرف بها من المسؤولين في حكومةأكتوبر سوى رئيس الوزراء السيد المغفور له سرالختم الخليفة والوزيرين محمد جبارة العوض والرشيد طاهربكر الذين أقنعا رئيس الوزراء بهبوط الطائرات الثلاثة بحمولتها ومدير مطار الخرطوم بحكم عمله ،وبعد فترة تسرب معلومات بشأنها وصلت لبعض الجهات أدى كشفها في مؤتمر صحفي بإعتبارها تابعة لحزب سوداني من دولة صديقة له للقيام بعملية إنقلابية للإستيلاء على السلطة ، ولم يكن بد في مثل هذه الحالة أمام وزير الداخلية في ذلك الوقت كلمنت امبورو الذي لم يكن يتعاطف مع الثورة الإرترية الموجهة ضد الإمبراطورهيلي سلاسي الذي كان حليفا لـ(أنانيا) في الجنوب إلاّ أن يرسل بوحدة من الشرطة والإستيلاء على ما كان قد تبقى ويعتبر نصف الكمية وتمت مصادرتها بشكل كامل ، وتجلى هنا أيضا قلم محمدأبو القاسم للدفاع عن هذه السلحة ودحض مزاعم تبعيتها لحزب ما ،وإعتبر ذلك مجرد ذريعة لخدمة إثيوبيا وقد اثبتت التحقيقات بطلان تلك المزاعم . للأستاذ محمد أبو القاسم أيضا يعود فضل تخصيص إتحاد طلاب جامعة الخرطوم ليوم الاول من سبتمبر من كل عام للإحتفال بالثورة الإرترية وإقامة معرض لوثائقها حيث كانت تؤمه كافة الأحزاب السياسية السودانية وتتبارى فيه للدفاع عن كفاح الشعب الإرتري المسلح من أجل الإستقلال الوطني وهو تقليد إستمر حتى إنقلاب مايو، وحتى عندما غادر محمد ابو القاسم الخرطوم في عام 1966م متوجها إلى دمشق للإلتحاق بجامعتها فقد كانت الجامعة هاجسه لأنه يبدو لم يحصل في الثانوية العامة على الدرجة التي تدخله الجامعة ، صرف النظر عن الفكرة وإنخرط في العمل القومي العربي لإنتمائه المسبق في حزب البعث إذ وجد ان الجامعة لا تسع طموحاته ،وأصبح لفترة ممثلا لجبهة التحرير الإرترية في دمشق ليستفيد من إنتمائه الحزبي لدعم الثوة الإرترية كما واصل تعريفها للرأي العام العربي بقلمه في وسائط الإعلام السورية واللبنانية ، وعند إنقلاب حافظ الأسد وسيطرته على السلطة والحزب وعزله لمجموعة صلاح جديد التي كان فكر محمد أقرب إليها هاجر إلى الأمارات العربية وإلتحق بقسم الدراسات بوزارةالخارجية ولعب دورا في تسهيل لقاءات قادةالثورةالإرترية بالمسؤولين ليفتح لها أبوب دعم جديد إستمرت حتى مغادرة محمد إلى باريس وفيها ساهم في إصدار نشرة عدوليس التي كان يصدرها مكتب الجبهة الشعبية لتحرير إرتريا هناك ، ومن باريس إنتقل إلى قبرص ثم إلى بيروت مواصلا جهوده حتى تحقق الإستقلال ، وبعد الإستقلال تم تعيينه مستشارا إقتصاديا لرئيس الدولة وكانت مشروعات إقتصادية طموحة يراها قد تعارضت مع سياسة الإقتصاد الموجه للنظام ، ومع ذلك لم تنقطع صلته بإرتريا سواء بالمعارضة أو النظام ، وقبل وفاته بفترة قصيره كان لمحمد أبوالقاسم مشروعا لم يبح به إلاَّ في نطاق ضيق ولأفراد محدودين كنت من بينهم ، وكان المشروع وليد القلق الذي كان يعيشه محمد بسبب الوضع الإقتصادي المتردي في إرتريا والذي ترتب على مغامرات أسياس العسكرية في كل من جزر أرخبيل حنيش ضد جمهورية اليمن في عام 1995م وإثيوبيا في حرب السنتين 1999/2000م والإسنادات العسكرية للمعارضة السودانية ومشاركتها في المعارك كما حدث عند إحتلال همشكوريب ، وآثار هذه الحروب على الوضع الإجتماعي في البلاد وأدناها ضررا هجرة الشباب الذين يملؤون معسكرات اللجوء وحتى بعض أحياء الخرطوم طلبا للهجرة إلى بلد ثالث . كان المشروع يهدف إلى عقد لقاء يجمع بين المعارضة وممثلي النظام في بلد محايد وتحديدا بيروت لإيجاد حل للصراع الإرتري – الإرتريى ،لكني لا أعتقد أنه كان قد حصل على موافقة الحزب الحاكم لأن حكومة أسياس لا تعترف بوجود معارضة أصلا .كان آخر عمل قام به الأستاذ محمد أبوالقاسم رحمه الله وأدخله فسيح جناته قبل أن توافيه المنية بوقت قصير هو الندوة التي عقدها في قاعة الشارقة بجامعة الخرطوم كرسها لبعض جوانب نضال الشعب الإرتري من أجل الإستقلال في نهاية الستينات وأوائل السبعينات وهي الفترة التي شهدت فيها الثورة الإرترية إنقساما حادا داخل جبهة التحرير الإرترية – الفصيل الأوحد- حتى ذلك الحين ، وكان لمحمد رؤيته لمسبباتها وتقييمه لنتائجها أثارت كعهد أفكار محمد أبو القاسم جدلا واسعا لدى الحضور ، وكان من بينهم قيادات وكادرات عايشت تلك الفترة ، وقطعا ستشكل الورقة والنقاشات في تلك الندوة إضافة إلى مصادر تاريخ الكفاح المسلح الإرتري التي سيعود إليها دارسوا الثورة الإرترية .إنني لا أستطيع أن أحصي كل تفاصيل دور محمد أبوالقاسم في الثورة الإرترية وأوفيه حقه في هذه العجالة ، فدوره لا يماثله إلاّ أدوار الذين قدموا أرواحهم شهداء لإرتريا وهم كثرأيضا لا يمكن حصر أسمائهم إلاّ في سلجلات تاريخ تلك الثورة ، لهذا أكتفي بهذا القدر من إسهام الأستاذ المغفور له محمد أبوالقاسم حاج حمد في النضال الإرتري وهو دين في عنق كل إرتري وسيكون هذا الدين محفوظا في سجلات الثورة الإرترية أيضا لتعود إليه الأجيال بعد الأجيال .الشكر موصول للجنة المنظمة لهذا السمنار للسماح لنا كإرتريين للمشاركة في هذه المناسبة بهذه الورقة المتوضعة ، وإن كان رحيل الأستاذ محمد ابوالقاسم المبكر خسارة كبيرة للحركة الفكرية السودانية بلا أدنى ريب ، فهو بالنسبة لنا كإرتريين أيضا ليست أقل من ذلك ، فقد كان في جعبته مشاريع لحل الخلاف الإرتري وتحقيق الديمقراطية في البلاد وذهبت معه . قدمت هذه الشهادة في الندوة الدولية حول اعمال المرحوم ابوالقاسم حاج حمد التي انعقدت بالخرطوم في الفترة من 16-17 مايو 2007 بقاعة السودان بفندق الهلتون