عبد الله إبراهيم أدره مناضل في التغييب منذ 23 عاما !. بقلم/ جمال همـــد
14-Apr-2018
عدوليس ـ ملبورن
بعد ما يقارب العقد إلتقتيه ثانية في مبنى مكاتب الإذاعة القديمة بالقرب من مبنى سينما ” كابتول” كان يبدو أكثر شبابا ووسامة. كنت برفقة الصديق الزميل أحمد محمد عمر كبير المذيعين ،وسألناه بشكل مشترك كيف تقيم ما حدث في شوارع أسمرا في إشارة لما حدث في 22 مايو 1993م. فقال بإقتضاب هو شغب وإنفلات!. المناضل عبدالله إبراهيم إدريس أدرة عضو اللجنة المركزية السابق للجبهة الشعبية مدير مديرية “تكرريت ” القريبة من مدينة اغوردات بإقليم القاش بركا .
كانت الإجابة صادمة بالنسبة لي ولرفيقي أحمد ، خاصة وإنها أتت من مناضل في وصف تحرك مطلبي لرفاقه المناضلين وأدارتُ ضفة الحديث حينها لمواضيع أخرى كالسؤال عن أحوال ومصائر مناضلين كنت قد تعرفت إليهم في معسكر “فداداب” على الحدود الإريترية السودانية في عام 1983م برفقة الشهيد الزميل عمار محمود الشيخ. وحينها كان عضوا قياديا بجبهة التحرير الإريترية ـ القيادة المركزية ـ والتي عرفت بـ ( ساقم).
اليوم وأنا استعيد تلك الإجابة التي كانت صادمة حينها عرف لماذا كانت تلك الإجابة ؟
فقد كانت تلك الإجابة التي تعكس بشكل دقيق حالة الحذر الخوف وعدم الثقة التي كانت تسيطر ولا تزال، فكل إجابة أو حوار قصير مع شخص ما في مكان العمل أوأثناء الإحتكاك الأنساني في الشارع أو الموصلات العامة أو الحانات والمقاهي هي حمالة أوجه ويحتمل كل التفسيرات ، وقد أنتج الخيال الشعبي العديد من الطُرف “والقفشات” الساخرة أو المقولات الشعبية التي تترجم ذلك.قطعا عبدالله لم يقصد التقليل مما حدث أو الإساءة لرفاقه المناضلين، كل ما في الأمر أنه لا يدري كيف ستصل إجابته حول الأمر للجهات الأمنية لذا أكتفى بهذه الإجابة التي تحتمل التأويل.
عبدالله إبراهيم أدره الشاب القوي البنية، نشأ وسط جو أسري وإجتماعي يناضل في ظروف السرية والقسوة في مدينة واد مدني السودانية حيث فرع مدني الذي خرج العديد من المناضلين بقيادة زعيمة الشعبي والرسمي العم الشيخ محمود الشيخ.
إلتزم كأترابه بجبهة التحرير الإريترية وناضل في صفوفها إلى ان دخلت الأراضي السودانية 1982م، وإنحاز لما عُرف حينها جناح جبهة التحرير الإريترية ـ القيادة المركزية ( ساقم) وأختير عضوا بلجنتها المركزية وبعد إنضمام الجناح الذي كان يقوده إبراهيم إدريس توتيل فك الله أسره وزمهرة يوهنس بالجبهة الشعبية لتحرير إريتريا أنتخب عضوا باللجنة المركزية بالجبهة الشعبية لتحرير إريتريا ضمن عدد من رفاقه أبرزهم الدكتور قرقيس وإبراهيم توتيل وأحفروم تولدي.
عمل عبدالله إبراهيم في مختلف المواقع قبل وبعد التحرير، منها مدير إدارة مدينة مصوع ثم مدير إدارة مديرية تكرريت وعضو إدارة إقليم القاش بركا.
إعتقل من منزله بمدينة أغوردات في سبتمبر 1995م.
متزوج وله أبنة واحد هي الآن في مرحلة الجامعية ، تختلف أمنياتها عن كل أمنيات الصبايا فهي فقط تحلم ان ترى والدها الذي لم تراه منذ يوم مولدها.
لعبدالله إبراهيم ولعشرات المناضلين الذين ينتمون لمختلف فصائل حركة التحرر الوطني الإريترية قبل التحرير نقول من خلال هذه الحملة الشعبية التي تنتظم العالم لستم وحدكم وان فجر الحرية قادم.