أخبار

هوامش على زيارة البشير إلى ارتريا *

12-Apr-2008

الوطن

يسعد المرء حينما يرى الرئيس السوداني عمر البشير على رأس وفد عالي المستوى في وطنه الثاني إرتريا ،

وتزداد أهمية الزيارة من خلال الوفد المكون من وزراء في كافة قطاعات الدولة السياسية ، والاقتصادية ، والأمنية ، ومن خلال هذه العناوين يمكننا أن نتلمس الملفات التي ناقشتها الزيارة عالية المستوى والتي يمكن أن تؤسس للعلاقة المرتجاة بين بلدين تجمع بينهما أكثر مما يقال في الإكليشهات التقليدية مثل روابط الدم والتاريخ والمصير المشترك وإن كان تلك مرتكزات أساسية في تشكيل صيرورة تلك العلاقة .معلوم أن العلاقات بين البلدين شهدت حالات من المد والجزر ترواحت بين القطيعة المعلنة الأقرب إلى الحرب ، وبين الفتور ، ولكن منذ توقيع أتفاق السلام بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان شهدت العلاقات تحسن واضح ، ولكن توقيع اتفاق الشرق في أكتوبر عام 2006م كان حدثا مهما دفع بالعلاقات إلى مرحلة جديدة من التطبيع والتعاون وقد تجاوزت تبادل المصالح الى التنسيق في بعض الملفات والقضايا الإقليمية والدولية .زيارة الرئيس السوداني على رأس هذا الوفد الرفيع تأتي في ظل ظروف تشكل الانتخابات المقبلة في السودان أهم ملامحها ، ونجاح الانتخابات يتوقف على استقرار الأوضاع في دارفور ، الذي بدوره يرتبط بالعلاقات بين السودان وتشاد وفق آخر التصريحات التي أدلى بها الوسيطين( الياسون وكوناري )ومن هنا فإن ملف دارفور والعلاقات السودانية التشادية واحد من الملفات التي تستطيع إرتريا أن تقدم فيه شئ لصالح استقرار السودان ومن ثم المنطقة ، قضية عودة مولانا محمد عثمان الميرغني بكل أبعادها أيضا ربما تكون واحدة من قضايا هذه الزيارة ، ويبقى ملف العلاقات بين البلدين وتبادل المصالح خاصة وأن حوجة إرتريا للبترول والحبوب الغذائية السودانية يمثل أكبر تحدي يواجه الحكومة الإرترية حيث تشهد البلاد حالة اقرب إلى المجاعة ، وشح في المواد البترولية أدى لتأثيرات مباشرة في كافة مناحي الحياة في ظل اقتصاد هش لا تسنده أي من ومقومات الاقتصاديات المعروفة .قضية أخرى هي القضايا الأمنية العالقة بين البلدين إذ لا تزال إرتريا تستضيف عدد من المعارضات السودانية في الغرب والشرق وهي تنظيمات ذات أجنحة عسكرية تشكل قلق للحكومة السودانية ، ويستضيف السودان أيضا بعض قوى المعارضة الإرترية كتنظيمات سياسية مع حد كبير لأنشطتها ، وهذا الملف لا يمكن تجاوزه إلا من خلال حلول عملية وهي الحوار ، وهو مضمار قد بدأه السودان وأثمر في الجنوب والشرق ويتوقع أن يؤتي ثماره في باقي المناطق ، ولكن هل تستفيد ارتريا من التجربة السودانية لصالح استقرار المنطقة وهو أهم أهداف الزيارة الكريمة .* نشرت كافتتاحية لصفحة ارتريا في صحيفة الوطن عدد الجمعة 11ابريل 2008م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى