مقالات

عام جديد – باستحقاقاته : حمد كل

30-Dec-2010

المركز

عام مضى ويطل علينا عام جديد، عام جديد نبتهل فيه الى الله العلي القدير ان يجعله عام يعيد البسمة الى تلك النفوس التي يعيش في حناياها الالم والفرقة والضياع واضناه الفقر والعوز، نفوس عانت من ويلات حرب استمرت ثلاثون عام ومازالت تتأوه من مرارات استقلال لا طعم ولا لون، لا استقرار ولا سلام ولا امان، بل سجون وكبت وحسرة، سجن بلا محاكم ودون تحقيق، لا اشاعة للحريات ولا كفالة للحقوق، اصبحت السجون تلتهم كل يوم ابناء الوطن وتحول الوطن الى سجن كبير، وهروب مستمر ولجوء الى كل المنافي بكل مخاطره، واراضي تصادر. كل المرافئ عرفتنا، جميع المطارات عافتنا وكذبة كبرى ترفع شعارها “الجبهة الشعبية للديمقراطية والعدالة”.

عام جديد نتوجه فيه الى السميع العليم ان تعاد فيه الثقة للانسان الارتري بوطنه وللامهات والاباء الذين فقدوا ابناءهم في الحروب، وحجر ابناءهم في وهم الخدمة الوطنية، وهروب فلذات اكبادهم الى كل ارجاء المعمورة بحثا عن الامان، الى كل الارتريين الذين يعشون في المنافي واعناقهم مشرءبة نحو الوطن، اقول لكم كل عام وانتم بخير، اقولها واحشائي تتمزق على هؤلاء الارتريين الهاربين من جحيم النظام الارتري لتنتظرهم عصابات “الرشايدة” في الحدود الارترية السودانية ليدخيلوهم في الحظائر كالحيوانات ثم يطلب منهم الاتصال بذويهم في الخارج ليحولوا لهم فدية عبارة عن الاف الدولارات ويتكرر هذا المشهد في كهوف سيناء المصرية، بعضهم يموتون بالعطش او برصاص الشرطة او يدخلون سجون هذه الدول وبعضهم يعاد الى ارتريا لتبطش بهم عصابات النظام الارتري. كل دول الجوار والعالم ابتلى بهذا الهروب واللجؤ للشباب الارتري وكلهم يشفقون على حال الشعب الارتري في الداخل وعلى حال هؤلاء الشباب الذي يتعرض للموت رصاصا وعطشا وغرقا وتحت رحمة عصابات تنهش موارد ذويه في الخارج، هؤلاء الاهل المحتارين والمغبونين بين ارسال تلك المبالغ للاهل بارتريا ام لانقاذ هذا الشاب او هؤلاء الشباب والعين بصيرة واليد قصيرة بتلك الموارد الشحيحة التي توفر بالجهد والعرق. يحدث كل هذا ورئيس ارتريا، يحدث كل هذا وبدلا من ان يتفرغ لحل قضايا الشعب الارتري، يتبنى قضايا الاخرين في جنوب السودان ودارفور والصومال والتآمر على كل دول الجوار. عام مضى نتأمله نقيمه ماذا فعلنا، ما الذي انجزناه للوثوب الى عام جديد حتى لا يسحقنا الزمن بسيفه البتار الذي لا يرحم، عام جديد لابد ان نناضل فيه من اجل احداث التحول الديمقراطي واشاعة الحريات وكفالة الحقوق والغاء القوانين المتعارضة مع هذا التوجه وكف اليد الطولى للمخابرات والامن والسجن دون تحقيق ودن احكام، وخدمة وطنية دون زمن محدد، وهذا بدوره يؤدي الى اقامة دولة مؤسسات يحميها الدستور وقيام حكم لا مركزي وتفعيل المؤسسات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وتنفيذ برنامج شامل يزيل المظالم ويرفع الغبن. صياغة نظام تعددي يعكس التنوع السياسي والديني والعرقي داخل البلد الواحد، لكن بعيدا مما نظر له في ذاك “الملتقى المشؤوم”. عام جديد: مطالبة فيه القوى الوطنية بكل اطيافها ان تتقارب وان تضع برنامجا مشرتركا واضعة في الاعتبار المستجدات الحادثة في الخارطة السياسية الارترية والمتغيرات الجارية في النطاق الاقليمي الدولي ودون القفز على الحقائق والتعامل معها باحلام الماضي والبحث عن مواقع يؤمن لها قرارها السياسي. عام جديد: نترحم فيه على شهداءنا، المجد والخلود لشهداءنا الابرار، وتحيى ارتريا حرة ابية بسواعد ابناءها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى