عملية أغردات … قراءة في كتاب سيرة مناضل (7)
قراءة عبدالفتّاح ودّ الخليفة في:
في كتاب سيرة المناضل محمد نور أحمد(7)
عملية أغردات
في صفحة (46) من الكتاب، يورد الأستاذ محمد نور أحمد تفاصيل عملية أغردات الفدائية، محددًا تاريخ وقوعها في 12 يوليو 1962م، مؤكدًا أهمية هذا الحدث في مسار الكفاح الإرتري.
وتتفق كثير من الوثائق مع هذا التأريخ، ومن أبرزها رسالة المناضل الكبير المرحوم عثمان صالح سبي إلى رفاقه في المجلس الأعلى حول الحادثة، والتي أشار فيها – كما ورد في كتاب “معركة إرتريا” – إلى أنه كتبها من مكان قريب من أغردات.
ومن المعروف تاريخيًا أنّ المناضل عثمان صالح سبي دخل الميدان بعد استشهاد القائد حامد إدريس عواتي للمساهمة في اختيار قائد جديد لجيش البداية، وأن اللقاء الشهير جرى في منطقة برقشيش.
ويذكر الأستاذ محمد نور أنّه “تزامنًا مع العملية، اعتُقل المناضل محمد الحسن حسنو بعد تصريحه بأن عمه الوزير عمر حسنو لم يمت بشظايا القنبلة المنفجرة، بل برصاص الجيش الإثيوبي الذي كان يحرس موقع الاجتماع”.
واعتُقل معه عضو الحركة عبد الرحيم محمد موسى، ثم أُعدما رميًا بالرصاص.
إلا أن هذه الفقرة – كما يشير الكاتب – تثير بعض التناقضات، إذ تؤكد أدبيات الثورة وشهادات الأعيان وأفراد من عائلة آل حسنو أن الشهيدين أُعدما شنقًا في ساحة جامع الأرواح بمدينة أغردات عام 1966م، وربما كان ذلك خطأً تقنيًا أو سهوًا في نقل المعلومة إلى الحاسوب.
في صفحة (48)، يتناول الأستاذ محمد نور أسماء من التحقوا بالكفاح المسلح في بواكيره من منتسبي قوة دفاع السودان، مشيرًا إلى أن أغلب المصادر تورد الأسماء التالية.
ويذكر في الرقم (4) الشهيد طاهر سالم، رغم أن التوثيق الثوري يشير إلى أنه تأخّر في الالتحاق بالثوار نحو ثلاثة أعوام مقارنة برفاقه عمر إزاز، وأبو طيارة، وأبو رجيلة، الذين انضموا في 17 فبراير 1962م وشاركوا مع القائد عواتي في معركتين، آخرهما كانت معركة بلاقندا في مارس 1962، قبل استشهاد عواتي في يوليو من العام نفسه.
أما الشهيد طاهر سالم، فقد التحق بعد إنهاء خدمته في قوة دفاع السودان عام 1965م، وهو العام ذاته الذي انضم فيه رفاقه المناضلان حشال عثمان ويسين محمد علي، رحمهم الله جميعًا.
في المقابل، لم يكن المناضل الكبير محمد آدم قصير من أفراد قوة دفاع السودان، إذ كان طالبًا بالأزهر الشريف، وكان حلقة الوصل بين قيادة جبهة تحرير إرتريا وأوائل المقاتلين. وقد شارك في معركة بلاقندا مع القائد عواتي، وكانت أول وآخر معركة يخوضها في الميدان، كما ذكر هو نفسه في مقابلاته مع الكاتب المناضل هيلي سلاسي ولدو.

أما المناضل قندفل، فكان قد التحق قبل هؤلاء جميعًا بصحبة المناضل حامد عثمان (طمبار) وآخرين، ويمكن العودة إلى مذكرات المناضل محمد حامد قندفل لمزيد من التفاصيل.
يتبع في الحلقة الثامنة…



