فى الذكرى الخمسين لصبايا قرية إختفى ظلّها من تحت الشّمس …. (عونا )1 قرية (محْدرْ) صديق طفولتى… كتبه: عبدالفتّاح ودّ الخليفة
2-Dec-2020
عدوليس
… عرفت (عونا) من يوم معرفتى بصديق طفولتى (محدر) … كان (محدر ) صاحب الكل فى المدرسة وعرفه الجميع فى المدرسة الإبتدائية للبنين بيد وعين واحدة لم أسأله أخلق هكذا؟ أم حدث له ذالك بفعل فاعل؟..ولكنّى كنت أأسف لحاله وقلّة حيلته..وبعد تمام اليوم الدراسى يذهب (محدر) ويعلو تبّة (واليكو) مرورا بحدائق وبساتين (هداد ) ثمّ بعد دقائق نراه وقد خرج على قمّة التّبة يلتفت ليرانا خلفه قبل الهبوط على (عونا)..و يلوّح لنا بيده الواحدة والمتبقّية.. لنلتقى فى صباح اليوم التّالى فى نفس المدرسة ولكن فى فصل آخر مع (ممهر عقبازقى)..ليبدأ يوما دراسيّا كالمعتاد..وفى الإستراحة يذهب الكلّ إلى عمّ (يسين) لتناول وجبة الفطور وهى عبارة عن كأس شاى وخبزة يأتى بها عمّ (يسين)من مخبز(سنيوركموسّى) ولكن (محدر) ينزوى وراء الشّجر ومعه رفاقه..يتناولون الخبز البلدى(قشّـا) بلا كأس شاى ثمّ يجبر( القشّا) لتبحر فى أعماق معدته بشربة ماء من (صمبار) المدرسة فى الجهة المقابلة للـ (فورتو) القلعة وكر القتلة..المسافة بين مدينة كرن وعونا هى كيلو متر واحد لا غير… ولكن الأطفال والصّبيان هم فى كرن غير الأطفال والصّبية فى (عونا)… فصبيان (عونا) كانو يتميّزون بالصبر وعدم البوح بالسر وقلّة الكلام والتأنّى فيما يريدون قوله.. ولا يحفظون الحكاوى المسلسلة (لحامد جيواى).. ولا نكات المخضرم(عبّى عبدالله) ولا تعليقات(ود بخيتاى) ولا( يسين جون) ولا (يسن أمًّ) ولا (عبده قرّت) كلّ الرموز و الشّخوص يعرفونها من القرب البعيد…