في ذكرى تقوربا .. بضع مفردات في نهاية السطر : جمال عثمان
15-Mar-2012
المركز
قبل أكثر من أربعة عقود كانوا يعرفون ماذا يريدون .. حددوا أهدافهم بدقة وبساطة ، ,اتخذوا الوسائل الممكنة والعملية لتحقيق ذلك لذا عبروا النهر بسلام إلى الضفة الأخرى حفنة من الرجال مسلحين ببنادق عتيقة ( أبو خمسة وابوعشرة ) في مواجهة جيش عاد للتو من معركة كوريا
مسلح بعتاد حربي أمريكي ويمتطي احدث ما أنتجته مصانع السيارات الأمريكية . لم يختر الثوار مكان وزمان المعركة بل بوغتوا بها ولا مفر من المواجهة … فقط أبعدوهم عن الأهالي ، وبعد المعركة من كتبت له الحياة يكون التجمع في ( اراتقيا ) هكذا صرخ احدهم وهو يتفقد بندقيته ويتمنى أن لا تخذله . وقد كانت الواقعة التي انتصر فيها الثوار على الجيش المدجج الذي عاد إلى اقرب مدينة وهو يجر أذيال الهزيمة بعد أن كان قادما ليعود بهؤلاء الرعاع إلى اسمرا . وقد اختلف البعض في تاريخ حدوث المعركة إلا أنهم لم يختلفوا في أهميتها لكونها وضعت حرب التحرير الارترية في مرحلة جديد في الصدام مع الحكم الاستعماري الإثيوبي الذي كان يستخدم الشرطة في مواجهته مع الخارجين على القانون . ليتدفق بعد ذلك الجيش الإثيوبي على سائر البلاد .هؤلاء الرجال البسطاء انجزوا مهمتهم وذهبوا لحال سبيلهم ، كان آخرهم قائد المعركة محمد علي إبو رجيلة … تركوا وصايهم فيي منحدرات الوديات ورمال البوداي وأحجار الجبال ومضوا ..وكيف حالنا اليوم ؟ ببضع مفردات يمكن إختصار الإجابة بلا ، ولا نحتاج لتفصيل كثير فالكل يعرف ويعي ما يحدث ،والكل يدفن رأسه في الرمل ..وأي محاولة لزحزحة الموقف تواجه بعنف لا مثيل له .. [ قيادات ] المعارضة تتحدث منذ سنوات عن أزمة وعن فقدان بوصلة وضعف أدولتها … الخ وتريد مغادرة هذا السكون دون ان تتخذ عمليا ما يعينها على ذلك . هي تعي ان الحل ليس عندها ويجب اللجوء إلى من يعين ، وعلى مضض واستحياء تفعل ذلك ولكن على ان يكون اسلوب العلاج والمعالج تحت سيطرتها وهذا ما حدث في كل المحولات التي جرت خلال السنوات الثلاثة أو الاربعة الماضية ( قيادات ) تربعت على عروش تنظيماتها وهي غير مريحة قياسا بأي وضع قيادي للمعارضات في المنطقة ومع ذلك ، تريد الاستمرار ولذا تقاوم وبشراسة كل محاولة تغيير ولو كانت طفيفة ، وهذا ما يفسر شكل وتكوين [ المجلس الوطني ] وهو الإنجاز الوحيد الذي خرج به مؤتمر [ أواسا ] البعض سعيد بحصته والبعض متذمر ويحاول سلك طرق أخرى للالتفاف على النتائج الخروج من الأزمة تحتاج لعمليات سريعة وجراحية مؤلمة وهي : اولا نرجو مراجعة من جرى خلال السنوات الاربعة الماضية داخل كل تنظيم على حدا أو من خلال لقاءات وندوات علنية ووسائل الاتصال تتيح ذلك . ثانيا : لقاء عاجل وسريع بين التنظيمات الكبيرة لإعادة المجداف ليديها وقيادة الدفة . ثالثا :الاعداد لمؤتمر التحالف القادم ،، وسوف نعود لذلك قريبا ،،بهدوء وروية بعيدا عن المتشنجين والعدميين والتنظيمات الصغيرة التي لاتعيش إلا في المياه العكرة والأجواء غير الصحية كل عام والجميع بخير … المجد لذكرى تقوربا والخلود لشهداء الثورة الإريترية .