مقالات

اثيوبيا واريتريا …. على شفا حرب جديدة

18-Nov-2007

المركز

الخرطوم : الرأي العام
الجارتان الشرقيتان لبلادنا (اثيوبيا واريتريا) على شفا حرب جديدةئ هذا ما خلص اليه احدث تقرير للامين العام للامم المتحدة بان كي مون الى مجلس الامن الدولي.

البلدان لا يزالان مستمرين في حشد قواتهما على الحدود المشتركة، فإريتريا لا تزال تحتفظ بعتاد عسكري ثقيل بما في ذلك دبابات داخل ما يعرف بالمنطقة الامنية المؤقتة والمناطق المتاخمة لهامنذ اكتوبر العام الماضي.. في المقابل ظلت القوات الاثيوبية مرابطة بعتادها الثقيل في المنطقة الموازية لها، وخلال الشهر المنصرم دفعت اريتريا بمزيد من القوات والعتاد لذات المنطقة واجرى البلدان مناورات عسكرية واعادة تجميع لقواتهما في المنطقة الحدودية. القوات الاريترية ـ حسب التقرير ـ استمرت في بناء دفاعات جديدة داخل المنطقة الامنية المؤقتة وبعضها على مسافة قريبة جدا من بادمي وقامت ايضا بتشييد عدد من المعسكرات الجديدة لايواء القوات في القطاعين الغربي والاوسط وكذلك قامت بعمليات تدريب واستبدال للقوات في القطاع الاوسط والقطاع الفرعي الشرقي. ومنذ سبتمبر الماضي نقلت اريتريا اعداداً كبيرة من الجنود والعتاد العسكري الثقيل والذخيرة الى المناطق المتاخمة للحدود مع اثيوبيا وهو ما اعتبره الامين العام للامم المتحدة بان كي مون انتهاكا مباشرا لاتفاق الجزائر بشأن وقف الاعمال القتالية الذي وقعه البلدان في 18 يونيو عام 2000م. اثيوبيا من جانبها وخلال نفس الفترة اجرت مناورات وعززت دفاعاتها في مناطق حول بادمي، كما قامت بتمارين على اطلاق النار بالذخيرة الحية مستخدمة اسلحة آلية وشخصية كما اعادت نشر زهاء الـ «14» ناقلة افراد مصفحة ومدافع من العيار المتوسط في مواقع الفرق المدرعة الثلاث في القطاعين الاوسط والغربي على بعد نحو «25» كيلو متراً جنوب المناطق المتاخمة للمنطقة الامنية الحدودية. البلدان اذن يحشدان قواتهما على الحدود رغم تصريحات زعيميهما المتكررة انهما لا يعتزمان البدء باعمال قتالية، ومع ذلك قالت السلطات الاثيوبية في 15 سبتمبر ان قناصا اريتريا اطلق النار على قوات اثيوبية في منطقة زيلا امبيسا في القطاع الاوسط فأصاب احد الجنود الاثيوبيين بجراح، لكن قادة الوحدات الاريترية نفوا علمهم بالحادث. مع موازاة حشد القوات تبادل الطرفان الشكاوي في رسائل بعثا بها الى مجلس الامن الدولي، فقد بعث وزير الخارجية الاثيوبي رسالة لرئيس مجلس الامن بتاريخ 8 يوليو 2007 اكد فيها من جديد قبول بلاده قرار ترسيم الحدود لعام 2002 الصادر عن لجنة ترسيم الحدود الاثيوبية الاريترية دون شروط، لكنه (وزير الخارجية الاثيوبي) شدد على انعدام الشروط الامنية للقيام بترسيم الحدود بسبب الانتهاكات الاريترية والقيود التي تفرضها على عمل لجنة ترسيم الحدود. اما وزير الخارجية الاريتري وفي رسالة مماثلة فقد اتهم اثيوبيا بعدم تنفيذ الاوامر الشرعية الصادرة عن لجنة ترسيم الحدود وارتكاب انتهاكات متكررة لاتفاق الجزائر. آخر محاولات التوصل لحلول في هذا الشأن باءت بالفشل فقد اخفق الطرفان – بحسب تقرير بان كي مون – في ايجاد مخرج لازمة لجنة الحدود خلال الاجتماع الذي استمر ليومين مطلع سبتمبر الماضي في لاهاي، بل استمرا في حشد قواتهما على الحدود بما يهدد المنطقة بحرب اخرى ربما تكون هذه المرة أشد ضراوة من سابقتها وستكون لها ايضا آثارها السالبة على السودان الامر الذي يتطلب مضاعفة الجهود مع الطرفين وحثهما على حل مشكلاتهما سلمياً حتى يتجنب البلدان والمنطقة والسودان حربا لا تبقي ولا تذر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى