مقالات

قراءة في سيرة المناضل – الحلقة الثانية

بقلم/ عبدالفتاح ودّ الخليفة


الحلقة الثانية

قراءة في سيرة المناضل محمد نور أحمد

في الفصل الأول من الكتاب وتحت عنوان ” السّيرة والمسيرة ” ومن بداية الصفحات والأسطر الأولى من الكتاب إتّضح مدى صراحة ووضوح الأستاذ حين ذكر تأريخ الميلاد وهو بعد عام من دخول ” الفاشسيت ” مدينة أدّيس أببا عام 1936 هنا يبدأ الوضوح فكثيرين من مناضلى الثورة الإخوة والآباء أو من ينوب عنهم في كتابة سيرهم ، يذكرون تواريخ الميلاد غالبا باليوم الأول والشهر الأول من العام و بالرغم من ميلادهم في قرى أو مراكز لايميل أهلنا فيها لتدوين يوم وشهر وعام الميلاد وحتّى مكاتب السّجل المدنى في المدن لا تستخرج شهادات ميلاد ولذالك يقدّر في الأغلب الأعمّ تأريخ ميلاده تقديرا ، وعندما نكتب تأريخ ميلاد الآخرين حتّى العظماء من رجالنا نذكر تأريخ الميلاد كالمتأكّد الواثق من غير أن نؤكّد، حتّى وإن تعذّر ذكر تأريخ يوم وشهر وعام الميلاد لا نربط تأريخ الميلاد بأحداث ووقائع مشهورة للإثبات بالقرينة ، وهذا التناول السّهل وقع فيه الكثيرون فقد ذُكر تأريخ ميلاد رمز الثورة الإرتريّة ومفجّرها ضدّ المستعمر الإثيوبى العملاق ” حامد إدريس عواتى “في الأول من الشهر الأول عام 1917 في الوقت الذى ذكر فيه الكاتب ” هيلى سلاسى ولدو ” ميلاد الرّمز عواتى بعام 1915 معتمدا على قرينة وهى : أنّ العقيد الإنجليزى كرانكلر ” مسؤول الشرطة في إرتريا كتب في تقريره عام 1951 عام الصلح مع عواتى أنّ عمره يقدّر بـ 36 عاما حينها.

ألاستاذ محمد نور أحمد مع الناشر الاستاذ أشرف عويس صاحب دار النسيم للنشر – القاهرة ، التي نشرت كتاب سيرة مناضل اريتري


إذا تتبّع القارئ نصوص الكتاب سوف يلفت نظره تنقّل الأستاذ في نواحى وربوع الوطن من” أردا – جنقرين ” إلى أغردات ثم على قدر ثم كرن ثم أسمرا ، وهذا الترحال نفسه كان فرصة لتوسيع المدارك والعيش في طقوس إختلاق المكان والسّكان وأعتقد أنّ هذا الترحال كان معلّما للمعلم محمد نور وغذاءا روحيّا ألبسه لباس تلك الشّخصيّة الوطنية التي إشتهر بها ، وحتّى المهنة فتحت له مجالا آخرا للذوبان الكلّى في الشخصية الوطنيّة المعافاة التي لازمته طوال حياته ، إبن ” أردا- جنقرين ” ينتقل من أجل التعليم إلى ” أغردات ” ثمّ ” قرية إنجحاى -على قدر” فكرن ثم أسمرا ، ولتنقله مهنة التعليم إلى ذالك المجهول ” جزرنا في أعماق البحار ” وجزيرة ” دهلك ” تحديدا في العام 1955- 1956 ومدرسة ” قمهلى ” ليرفد طلابها بالعلم ويستأنس بسكانها العفر وعرب ” تهامة ” ولحظّه الوطنى ينتقل من وإلى مكان آخر في ربوع الوطن مختلفا ومتميّزا مثل إنتقاله إلى ” أردّا- القاش ” توأمة ” أردا- جنقرين ” لتعلمه فصل جديد من تكرار الأسماء التي تعنى ترحال الشعوب الإرترية وأسماءها معها ، هذا هو الأستاذ كلّ الصدف تعلمه فصلا من فصول تفاصيل الشعب الإرترى الجميل . ويتبع في الحلقة الثّالثة.

جانب من تدشين كتاب الاستاذ محمد نور أحمد في مدينة ملبورن – مايو -2025

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى