كلمة المناضل مسفن حقوس للشعب الإريتري وقوات الدفاع الإريترية
24-Feb-2021
عدوليس
أيها الشعب الإريتري العظيم،كنّا قد نوهنا في ما مضى ولمرات عدة ، إنه وبعد ممارسته العربدة والتهور وتسببه في إثارة مشكلات تلو أخرى، وصل الحال بنظام إسياس للإنخراط في حرب ونزاع داخلي إثيوبي لا يعنينا في شيء، الأمر الذي يعرّضُ شعبنا ووطننا لمخاطر جمة.لقد وقع في منتصف شهر يناير من هذا العام ما يزيد عن الثمانين من الأكاديميين والمهنيين الإرتريين وثيقة نددوا فيها بأعمال القمع التي ارتكبتها الحكومة الفيدرالية الإثيوبية والمتعانون معها وكما أدانوا تدخل الجيش الإريتري في الشؤون الإثيوبية الداخلية.
لقد تقدم الموقعون بأسمى آيات الشكر والعرفان للإريتريين الذين أسمعوا صوت الرفض والاستنكار وهم يرون تعرض شعب التقراي لذات المصير الذي تعرضت له إريتريا، فهو أمرٌ غير مقبول أن يتعرض شعبُ تقراي للقتل والضرب والتعذيب والحرمان من أبسط قيمه وحقوقه وهو على أرضه ودياره. ولم يتوقف صوت الموقعين على تلكم الوثيقة عند ذلك الحد، بل جاء عاكسًا لرغبة شعبنا الإريتري المقموع والذي يسعى للمحافظة على القيم المشتركة مع جوارنا والمبنية على أرضية الوفاق والإخاء.
علينا الانتباه إلى حقيقة مفادها، من أنَّ عمليات القمع التي يتعرض لها شعبُ تقراي من قبل قوات أبي أحمد ونظام إسياس، ما هي إلَّا استمرارٌ لقمع المستبد إسياس وزمرته للمواطنين الإرتريين. فما دام أنَّ ما يمرُّ به الشعبان الجاران من ظروفٍ بالغة القسوة مصدرها الأساسي واحدٌ، فإنَّ ما يبديه الإرتريون من رفضٍ وتضامنٍ لدعم شعب تقراي، ليس فقط، سينعكس علينا نحن الإرتريين، بل وهو من أجلنا ولمصلحتنا. إنَّ الجرائم التي ترتكبُ ضد الإرتريين والتي لم يسمع العالم إلا القليل منها فيما مضى، فبمجرد خرجت تلك الجرائم خارج الحدود لتطال دولة أخرى، بدأ العالم يعطى الأمر الإهتمام. من هنا، فإنه لأمرٌ أخلاقي وواجبٌ وطنيٌ يحتم علينا ضرورةَ التحرك لإسماع صوتنا، نيابةً عن شعبنا المكبوت والمقيد في حركته. إنطلاقًا من مبرر ” فلنقف مع جيشنا” فقد تم القيام بحملة فاشلة تتماشى مع نسق ممارسات وأفكار نظام أسمرا التدميرية. أمّا اليوم وبتبني شعارٍ مماثلٍ ومضللٍ “الدفاع عن السيادة الوطنية” يحاول إسياس والموالون له وتحت غطاء هذا الشعار، دفع شعبنا نحو مخاطر جمة وإدخال البلاد في مساومات خطيرة. والهدف من كلتا المحاولتين هو من جهة، إظهارُ أفعال النظام السيئة لتبدو مقبولة ومبررة ومن الجهة الأخرى إخفاءُ الحقيقة وحجبُها.
مهما يكن، فإنه ودون أن يكون الشعب الإرتري مستفيدًا من خيرات وموارد بلاده، وفي الوقت الذي يتضور فيه جوعًا، اتفق إسياس مع أبي أحمد ليستخدم الأخير ميناء عصب دون حدود وبلا شروط متفق عليها. والأسوأ والأدهى مما تقدم، فإنَّه كما تشير وتحذر المصادر القادمة من أسمرا، فإن إسياس وبالتنكر للتضحيات الكبيرة التي دفعناه نحن الإرتريين لتأكيد سيادتنا على وطننا، قد اتفق لإعادة ربط إرتريا فيدراليًا مع إثيوبيا. من هنا إن من دفع ويدفع وسيدفع بعد الآن تكلفة وأثمان عربدات إسياس وزمرته وتهوراتهم المستمرة هو الشعب الإرتري.إنَّ الذين أصبحوا المنفذين الأساسيين للممارسات والأفعال المشينة لإسياس، هم أولئك النفر المخدوعون بمصالح ضيقة وآنية والذين يحاولون تأكيد وكسب ثقته ويجتهدون في ذات الوقت لانقاذ أنفسهم وهم من قيادات الجيش العليا. والقلة ممن يعملون تحت إمرتهم يجعلون من شباب قوات الدفاع الإريترية من الضباط أصحاب الرتب الدنيا في المقدمة ليحصدهم الرصاص. ولأن هؤلاء هم أخوتنا وأخواتنا وأبناؤنا وأحفادنا، ولا يستطيعون اسماع أصواتهم لكونهم ضحية ما يقوم به النظام من ممارسات، يكون إذن، من الواجبِ علينا أنْ نرفع أصواتنا عاليًا للرفض والاحتجاج نيابةً عنهم.
فالتاريخُ إذن، ينادينا لمواجهة عمليات القتل والتخريب وكل الممارسات المدمرة التي يقوم بها النظام وذلك بأن يقدم كلٌ منا ما يستطيع من مساهمة لغاية مقاومة النظام ومواجهته والوقوف في وجهه.
المحترمون والمحترمات أعضاء قوات الدفاع الإريترية:
صحيحٌ، إنه لأمر مفهوم، كونكم وبسبب اضطراركم للانصياع للأوامر الموجهة إليكم والتحلي بالانضباط العسكري، تعيشون في ظروفٍ بالغة القسوة. مع ذلك، فإنَّ ما تُدفعون إلى تنفيذه من أعمال، حتى دون رغبةٍ منكم، لهو أمرٌ يتنافى ويتعارض مع ضمائركم وأخلاقكم، وفوق ذلك، يكون من الضروري تذكيركم بأنكم ستتعرضون جراء تلك الأفعال للمساءلة القانونية.
المحترمون والمحترمات أبناء إريتريا في داخل الوطن والمهجر، لقد تأكد تمامًا على نحو لا يدعُ مجالًا للشك، إنَّ نظام إسياس لا يمكن أنْ يتوقف عن سياساته وأفعاله المشينة دون وقفتنا المنسقة والمعلنة والرافضة له ولسياساته. وليتوقف تدخل النظام في النزاع الداخلي الإثيوبي، ذلك النزاع الذي حصد الآلاف من أرواح أبنائنا وأحفادنا، ينبغي أن نقول وبصوت واحد كفى. ويجب التذكر، إنَّ ما سندفعه من تضحيات جراء إعلان رفضنا، مقارنًا بما تدفعه إريتريا نتيجةَ الانخراط في الحرب الإثيوبية-الإثيوبية لهو غايةٌ في الضآلة لدرجة لا تستوي معه المقارنة.
آمرو قوات الدفاع الإرترية من الرتب العليا، إنه لأمرٍ مهم أنْ تُدركوا وتعرفوا منْ أنَّ إسياس، بعد تضحيتكم برفاقكم وأبنائكم، سيتخلص منكم واحدًا بعد الآخر. ولمعالجة وتعويض ما شاركتم فيه وما ساهمتم في إحداثه من أضرار وخسائر، عليكم الإصطفافُ مع شعبكم ولعبُ ما يتطلب من أدوار لاقتلاع هذا النظام، لكونه هو العدو الأول والرئيس لشعبنا ولأن الخطر الأساس الذي يتهدد سيادتنا هو إسياس.
مع بالغ شكري وثنائي.
19 فبراير 2021م