كل شيء لكرامة الإنسان الأريتري بقلم / محمد علي موسى
29-May-2014
عدوليس ـ نقلا عن إذعة المنتدى
الطغيان ذاك الداء الأشد وطأة من الوباء ،والأذل للنفوس من السؤال ، يطبق علي أنفاس شعبنا لثلاثة وعشرين عاما ،إذ تدار حياة الشعب الارتري من جهة غير شرعية بإسم الحكومة المؤقتة منذ ثلاثة وعشرين عاما، فياله من إستخفاف غائر نَغَصَ حياتنا وأخجلنا بين الأمم . فالوطن الذي نحبه مثل الروح فينا بل وأكثر، الوطن الذي في حدقات العيون حملناه وبدم الأخيار زرعناه،تحول بفعل العصابة الحاكمة إلي رقعة شطرنج يموت فيها الجميع من أجل أن يعيش الزعيم الأوحد .
تلتئم إحتفالات التحرير في أرتريا كل عام تحت شعار مضمونه واحد وهو : فلنعمل اليوم لرفاهية الغد ، إعملوا لتسعدوا غدا ، آآآه ثم آه …غداً هذه دآمت ثلاثة وعشرون عاما والإنجاز الوحيد الذي يشاهده المواطنالفقر والحرمان وإعتقال الاحرار بالسلاسل وإغتيالهم وتدمير مصائر اجيال والتفريط في وحدة الوطن وسيادته.اما ما أعلنته وسائل إعلام العصابة الحاكمة في هذه الذكري هو تدشين معسكرات بحرية ، وبناء منصات الإحتفال بذكري الإستقلال، ولا غرابة علي دولة الدكتاتورية العسكرية أن تكون أسمي أهدافها هكذا مشاريع .ا،ثلاثة وعشرون عاما والشباب الارتري يعمل دون مقابل، ورغم هذا تقول العصابة الحاكمة فلنعمل اليوم لرفاهية الغد ، في إستخفاف قميئ ومقيت بعقول الناس ، تريد من خلاله أن توحي بأن الفقر والحصاد المر والعدمي لعقود من الزمن ليس لفشل سياسات الحكومة بل هو لغياب العمل . فلولا إنها إستمرأت التزييف تعلم جيدا ان الشعب الارتري يعلم ذاته وصفاته ، وأن أهم مميزاته حبه للعمل ، وإلا لما أنجز إستقلاله لوحده وبأظافره . مشكلة بلادنا والتي أصبحت اليوم أكثر وضوحا أمام القاصي والداني ،هي في من يدير أوضاعه نيابة عنه ، وشعبنا أول من يعي ذلك فالمسألة مسألة وقت فلكل ظالم أَجَل .لثلاثة وعشرون عاما في ظل العصابة الحاكمة تعرضت قيم المجتمع الفاضلة لتخريب كارثي، فقيم مثل حب الوطن ونكران الذات والصدق والمثابرة والتضحية والجسارة غدت تستبدل بالزيف والتخاذل والصمت والتطبيل والتزمير وتبديل الاقوال، ليتحول وطن الصدق مكانا للكذب الصريح بل لأكثر مكان تغتال فيه الحقيقة،ومسرحا للذهول والذبول وليمسي وطن الشموخ الذي حلمنا به ،كسيحا ومسخا مشوها تمسك بتلابيب مواطنيه أفة القهر المذل، والنتيجة أن يتصدر الوطن نشرات الاخبار العالمية فقرا وحرمانا وإعتقالا وتشردا، والموت غرقا وعطشا وبيعا لاعضاء جسد ابنائه وفي ذيل القائمة في الديمقراطية كنا بالامس حسب الاولويات قد رفعنا شعار كل شيئ لأجل الوطن ،كان ذلك لإيجاد الارض التي نبني فوقها أمانينا وأشواقنا ومصالحنا وعزتنا ، ولنجعل الوطن جسرا لكرامة الإنسان الأرتري . أما وقد تحقق تحرير الارض الارترية ،التي حَلمنا وعَملنا وضَحينا لنجعلها قاعدة تسود فيها إرادة شعبنا ،ونُتَوِجَها وطنا تُرفرف في بواديه وروابيه رآيات العدل والديمقراطية .هذه الأماني المشروعة والممهورة بالمهج الغوالي غد ت سرابا عبثيا مقززا وعدميا بفعل حكام بلادنا، إنطلاقا من كل ذلك شعارنا كما الامس كل شيئ لاجل وطن الكرامة ، كل شيئ لإزالة الشر الذي حل ببلادنا.أما فزاعة العدو قادم ، تعرت رعونتها وخديعتها، وبالاساس هي نتاج فكر سَقِيم ومعتل ،فمن قال أن الوطن يصان دون الشوري وتبادل الرأي والنقد والتقويم ؟!. فيا عصابة الخديعة والإجرام لا أعداء لوطننا سواكم ،لا خونة لوطننا سواكم ،لا خطر ماثِل لوطننا في وحدته وأمنه سواكم .م لو كان الضمير العالمي يتحرك بوازعه لا بمؤشر المصلحة ،لكانت الطغمة الحاكمة ببلادنا أول من اسقط،لكن التعويل علي شعبنا في إزاحة الظلم بيده مثلما فعل بالأمس. أن روح الإسقاط العالية علي الأجنبي من أمريكا وإثيوبيا عبر المعزوفة الوحيدة لعصابة الشر ملَ شعبنا سماعها ،ففي فعلهم الإجرامي الوقح دليل يفقأ العين ،فمخطئ أنت يا من تتوهم العظمة وتمارس الخطيئة تغطية وهروبا من خطيئتك، فالأسود تبقي أسود لا تروض بالسياط يا فخامة الرئيس ،اليوم لم تعد لشعبنا أولوية تفوق أولوية تأمين الاستقرار والامن ولم شمل شتات أسره وتحسين لقمة عيشه وإسترجاح حقه المغتصب وإرادته المسلوبة .وأخيرا نردد المقولة التي أكدتها تجارب شعبنالا يصح إلا الصحيح مهما طال الزمن ،المجد والخلود لشهدائنا ..المجد والخلود لذكري تحريرا ارتريا..النصر لمناضلي دولة الحريات والكرامة الإنسانية …ستبقي ارتريا للأبد والإستبداد حتما إلي زوال