مقالات

مفاتيح: تداعيات إستفتاء السودان والدور الإريتري المحتمل : جمال همد*

8-Nov-2010

المركز

كما هو حال الدول المحيطة بالسودان تبدي دولة إريتريا قلقها البالغ لنتائج وتداعيات الإستفتاء القادم في 9 يناير 2011م . هذا القلق تترجمه هذه الدول ببذل جهود حثيثة من أجل تقريب وجهات النظر حول القضايا المختلف حولها بين الشريكين ( الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني ) كما تفعل إثيوبيا مثلا أو من خلال المساعدة لكي تكون عملية الانفصال سلسلة أو من خلال أشكال أخرى لامجال لإستعراضها هنا . وقطعا الجميع يتحسب لعواقب غير سارة ،

إلا اريتريا التي تعتقد أنها أستبعدت من الملف السوداني وتتوقع ( نتائج وخيمة ) كما صرح بذلك الرئيس اسياس افورقي في معرض حواره مع الإهرام بتاريخ 22 اكتوبر المنصرم ، قال فيه : (ستكون هناك عواقب لهذه المسألة‏ ، الشئ الذي يجب أن يدرس الآن هو ما هي العواقب)وتعيش إريتريا مرارت خاصة لكونها قد عزلت عن الملف السوداني وتتهم قوى سودانية وأقليمية ودولية بالوقوف وراء ذلك ، ولكن دون ان تسمي هذه القوى . واريتريا طوال السنوات الماضية كانت تعتقد أنها اللاعب الأساسي في الملف السوداني ، وان أسمرا هي الممر الإجباري في طريق حل مشكلات السودان .ومن يفكر بسلك غير هذا الطريق عليه ان يفكر مليا ويتحمل مسؤولية ذلك !! هكذا . يوضح الرئيس اسياس افورقي وفي ذات الحوار : (لقد أصبحنا خارج الملعب‏,‏ ليس بإرادتنا‏,‏ ان القوي الأساسية والمؤثرة هي أولا والقوي المحلية الشريكة وغير الشريكة داخل السودان‏ ، ثم قوي خارجية لها أجندات في هذه المنطقة وعندما نتحدث عن العواقب ، فهي ليست بمعزل عن الاستراتيجيات القادمة من خارج السودان ) .ومن هنا يمكن تفسير الهجوم الإريتري على مزارع وحواشات في (كرهتب ) شمال شرق منطقة حمدايت في 16 أكتوبر الماضي .كما يفسر ما يرشح من أنباء صحفية غير مؤكد عن سيناريوهات تضعها الحكومة الإريترية لتداعيات ما بعد الإنفصال في السودان . فقد أفادت أنباء قريبة من مواقع القرار الإريتري أن اسمرا تضع سيناريوهات لحدوث حالات إنفلات أمني في عموم البلاد وداخل العاصمة الخرطوم بشكل خاص .ولأن العنصر الداخلي حاضرا دائما في السياسة الخارجية الاريترية فإن بعض الدوائر الأمنية تفكر جديا في إستثمار تداعيات الإنفصال وما يصاحبه من إنفلات أمني لتصفية رموز المعارضة الإريترية وخلط الأوراق في شرق السودان تمهيدا للإمساك به جيدا بعد ان فلته منها وفشلت كل محاولاتها في استخلاص استحقاقات واسطتها في إتفاق شرق السودان ، لذا لايستبعد ان تقوم بإنشاء أجسام جديد تحمل السلاح ضد الحكومة السودانية ، هذا إذا وضعنا في الإعتبار وجود عدد كبير من الفصائل المسلحة السودانية في إريتريا . وفي السياق نفسه فقد عبرت مصر عن قلقها إزاء توقعات بتدخل عسكري ريتري حال حدوث حرب بين الشمال والجنوب عقب الإستفتاء وقال مصادر صحفية : (بتدخل محتمل من أريتريا» فى السودان فى حال حدوث اشتباكات عسكرية بين شمال السودان وجنوبه عشية الاستفتاء المتوقع على انفصال الجنوب فى التاسع من يناير القادم أو بعد هذا الاستفتاء.)وبحث الأمر أثناء زيارة فائزة ابو النجا وزيرة التعاون الدولي المصرية لإريتريا .كما تعمل الجهات الأمنية والعسكرية الإريترية على بناء جدار أمني لإمتصاص حالة الإنفلات الأمني ومنع أي تمدد للمعارضة الإريترية وتصفية رمزها استثمارا لهكذا وضع .* نشر في صفحة نافذة على اتلقرن الإفريقي- صحيفة الوطن السودانية –الجمعه5نوفمبر2010م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى