مقالات

مســاهمة الشـّبكة الإرتريّة للحوار الوطنى…فى المبادرة المطروحة من قبل (مؤسّسة عواتى الإعلامية)

11-Sep-2012

المركز

فى ظل الظّروف الخانقة التى تمرّ بها بلادنا ، جرّاء سياسات النّظام القهريّة واللاإنسانية لأكثر من عقدين من الزّمن ، والأمر الّذى إنعكس بشكل مدمّر على حياة كلّ المجتمع الإرتـرى بكافة فئاته وفى مختلف أماكن تواجده، وعلى كافة المستويات السياسية منها والإجتماعية والإقتصادية والأمنية .. هذا بجانب تعاطى دول الجوار مع الشّأن الإرترى وفقا لأجندتها الخاصّة، سواءا تعلّقت بأمنه القومى على المستوى الخارجى ،وإمّا حفاظا على سلطته على المستوى الدّاخلى.

وبنفس المستوى فإنّ موقف القوى الدولية الفاعلة باتت تنظر للصراعات الدّائرة فى منطقتنا وفق أجندتها الخاصة فى حماية مصالحها فى المداخل الأساسية لحوض البحر الأحمر بعيدا عن مصالح شعوب المنطقة ، والتى تدفع الفواتير الباهظة، الأمر الذى بات يهدّد حاضر ومستقبل هذه الشعوب، وفى القلب منها إرتريا.إنّ وضع المقاومة الوطنية الإرترية بات أسيرا بين مطرقة سياسات النّظام الرّعناء على المستوى الداخلى ، وضغوط القوى الإقليمية والدولية على المستوى الخارجى، والمعارضة الإرتـرية منهمكة أصلا فى قضاياها الخاصّة ، والتى لا تلتقى بالضرورة مع متطلّبات نضالنا الوطنى الديموقراطى فى تجربة الحريّة والتقدم والسلام.أمام هذا المشهد المأساوى ، بدأت تتنادى العديد من القوى الشعبية الإرترية فى كلّ مكان بحثا عن مخارج حقيقية، تصوّب المسار حفاظا على حقّنا فى حياة كريمة وسلام مستدام ،لنا ولغيرنا من شعوب المنطقة ومن بين هذه المبادرات المتعدّدة هناك مبادرة …تقدّمت بها (مؤسّسة عواتى الإعلامية) بمشاركة العديد من وسـائط الإعلام الإرترية المقاومة وكذالك منظّمات اشعبية، وحقوقية عديدة.ونحن بدورنا فى الشبكة الإرترية للحوار الوطنى، نشيد بها وندعمها من خلال مساهمتنا فى أعمالها والمشاركة فيها بهدف خلق تيار واسع متضامنا يحدّد الأهداف الأساسية لمسيرة مقاومتنا حتى تصل إلى نهاياتها المنشودة…نحن نرى:أولا: المعارضة الإرترية فى مأزق حقيقى .. حيث البوابة الأولى (السودان) مقفلة أمامها وأصبحت عامل إمتصاص للطاقات البشرية والإقتصادية الإرترية ، وتوظيفها لتكون جزء ا من المكوّن الإجتماعى ولثّقافى لشرق السّودان ، ليضمن بها النّظام السّودانى كتلة إنتخابية ثابتة تؤيّده من أجل الإستمرار فى السّلطة.ثانيا:البوابة الثانية (إثيوبيا) مفتوحة ولكن المفاتيح بيد السّلطات الإثيوبية.إثيوبيا لا تريد إسقاط النّظـام !!! إلاّ إذا ضمنت البديل والبديل ليس فردا، أو أفرادا، بل منظومة متكاملة ثقافيّا ، وإجتماعيّا،وسيايسا ولم تجد حتى الآن تلك المواصفات فى المعارضة الإرترية بداية من (التّجمع الوطنى) ثمّ التحالف الديموقراطى، وأخيرا المجلس الوطنى… ولذالك أخذت المبادرة بيدها لبناء تنلك المنظومة من القاعدة إلى القمّة، فتقوم على تأطير الشّباب والطّلاب والمرأة..الخ لينتج منها تلقائيا القيادة المرتقبة والمطلوبة كنتاج لتلك القواعد المؤسّسة والمنظّمة شريطة أن تضمن فيها الرّيادة لأبناء (المرتفعات) بما يساوى الـ (70% ) والباقى لبقيّة القوميات الإرترية مثل ما حدث فى مؤتمر الشباب الأخير وذالك يبدو سوف يكون نهج النّظام الإثيوبيى للمراحل القادمة… إذن ما العمل؟؟؟نحن على ضوء المعطيات المذكورة أعلاه نرى التركيز على النقاط التالية:أولا: لابدّ من لقاء تفاكرى وتشاورى لمكوّنات المعارضة الإرترية وليس بالضرورة أن يكون مؤتمرا أو سمنارا… ولكن بالإستفادة من وسائل الإتصال الحديثة.. والإتفاق على توجيه مذكّرة مشتركة إلى السّـلطات الإثيوبية فى محاولة إقناعها للتخلّى عن نهجها الحالى والتعامل مع المعارضة الإرترية بصورة تحافظ على إستقلالية قرارها وحريّة حركتها.ثانيا: أن يبحث ذالك اللقاء التشاورى إمكانية التنسيق والعمل المشترك بين مكوّنات المعارضة الإرترية خاصة فى المجالات الإعلامية والدبلوماسية والجماهيرية.ثالثا: تشكيل لجان وطنية أو شعبية فى كلّ من مصر وتونس وليبيا واليمن لتقوم بتوحيد الجهود الإرتريين فى مواجهة النظام الإرترى وتمارس كلّ الأنشطة الإعلامية والجماهيرية المحلية والعمل على إقامة جمعيات تضامن مع الشعب الإرترى من المتعاطفين والمؤيّدين لقضيّة الشعب الإرترى… وتكون هذه االلجان مستقلة وتمثل قواعد ها المحلية ويمكن أن تتواصل مع بعضها البعض للتنسيق فى إقامة مناشط مشتركة مثل يوم التضامن مع السّجناء والإحتفال بيوم الإستقلال.رابعا : تشكيل مؤسّسة إعلامية من المواقع الإسفيرية المعارضة،على أن تضع برنامجا مشتركا، تنفّذه باللغات الثلاث، وتعمل على كسب مؤسّسات إعلامية عالميّة، وكتابة مذكّرات مشتركة لفضح النّظام وممارساته، وتوثيق جرائمه ضدّ حقوق الإنسان.خـامـسا:نودّ أن نؤكّد على أهميّة تأسيس المنظّمات على أساس المهنة،مثل إتّحاد الكتاب، والإعلاميين، والصّحفيّين،وتوحيد المنظّمات التى تعمل فى مجال حقوق الإنسان الإرترية.إيجاد منظّمة تعمل فى مجال البحوث والدّراسات والتّوثيق.أيجاد منظّمة تؤطّر نشاط المرأة الإرترية ونضالاتها، وكذالك منظّمات مشابهة للشّباب والطلاب وغيرها من التنظيمات الفؤية، والمهنيّة.سادسا:إنّ تحالف القوى والمنظّمات الشّعبية الإرترية على مستوى العالم، مفتوحة لكلّ الإرتريين، أفرادا وجماعات، ومنظّمات فى كلّ مكان على أن يؤمنوا، بضرورة إسقاط النّظام القائم والإتيان بالبديل الوطنى الديموقراطى، الّذى يحافظ وحدة البلاد والعباد وفى وطن إرترى حرّ وآمن.تلك المساهمة المقدّمة من الشّبكة فى شكل بنود لا تعتبر بدليلا أو مبادرة موازىة، لما هو مطروح للمبادرة المقدّمة بقدر ما هو جهدُ مكمّل لتفعيل وتحريك ما هو سـاكن فى تفاعلات حركة المقاومة الشّعبية، ربّما أوحت للحـلـيـف الإثـيـوبـى أن يعـيـد النّـظر فى تفكيره ومـوقـفـه.الشـبـكـة الإرتـريـة لـلـحـوار الوطـنـى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى