مقالات

معركة إرترية جديدة في الصومال : عبدالرازق كرار

29-Jul-2006

المركز

كالعادة لايملك المرء غير العجب إزاء تصرفات الحكومة الإرترية ، فقد صرح متحدث بإسم الخارجية الإرترية ( وهى وزارة من غير وزير بعد وفاة على سيد ) صرح بأن بلاده بصدد أرسال قوات الى الصومال ، وأضاف متسائلاً ما الذي يمنع من ارسال قوات إرترية ، فقد ارسلت اثيوبيا قواتها الى هنالك ) ، وهو عجب بالتاكيد ممزوج بالحنق والمرارة التي يحس بها الشخص في دواخله كونه إرترياً ،

والحكومة التي نتحدث عنها تتصرف بإعتبارها حكومة إرترية ، حيث لم تردع الحكومة الإرترية التقارير الدولية التي تحدثت عن تورطها في الصراع الصومالى ، فأرادت أن تجاري إثيوبيا ( ومافيش حد أحسن من حد ) .أثيوبيا دولة تمتلك حدود مع الصومال لم يتم تسويتها ، وهى ذات تاريخ طويل في التدخل في شئون دول الجوار وحتى إرتريا لم تسلم من هذا التدخل ، ومعلوم ان الرئيس الصومالى عبدالله يوسف هو أحد حلفاء اثيوبيا ولكنه ايضاً مختار من البرلمان المؤقت ويمتلك شرعية وإعتراف دولي ، لكن كل ذلك لم يعفى الحكومة الإثيوبية من الإنتقاد لتورطها العسكري حتى من أمريكا و( غينادي فرايزر ) فماذا تتوقع إرتريا أن يكون رد الفعل على تصرفها .ولكن دعوني أتحدث في البدء كإرتري حيث يؤلمني جداً أن يضاف الى شهدائنا وشبابنا الذي ماتوا في حروب الجبهة الشعبية العبثية مع أثيوبيا والكنغو ( وللذين لايعرفون لدينا اكثر من (43) من الشهداء في الكنغو ) أن تضاف اليها قائمة جديدة وحتماً لن يتوقف العدد على الـ (43) ولكنه لن يبلغ الاربعين الفاً كما حدث في حرب العامين مع اثيوبيا .واذا انتقلنا الى الحديث بحساب الربح والخسارة مالذي تكسبه إرتريا من دخول قواتها الى الصومال ، فالأمر بالتأكيد لا يتجاوز أحد أمرين ، إما أن يكون لإرتريا طموحات أقليمية في المنطقة وهذا ما أتوقعه وأن كنت لا أنفى الطموح لكنه على الأقل التوقيت والمكان ، يتبقى الإحتمال الأخر هو قناعة اسياس بعدالة قضية المحاكم الإسلامية في مواجهة الآخريين ، وإن كنت لا أنفى شخصياً تعاطفى الشديد من رجالات وقوة المحاكم لمحاولاتهم تخليص الصومال من تجار الحرب ولكن يأتى الإعجاب بهم من كونهم نبض وضمير الشارع الصومالى دون دعم عسكري مباشر من آخرين او حتى دون ان يرهنوا قراراهم لآخرين مستندين في ذلك بتوافق ايقاع تصرفاتهم والشارع الصومالى حيث ظل ذلك الإيقاع في تلازم مستمر حتى الآن ، ولو اشتم الصومالين وهم شعب نعرفهم جيداً أن المحاكم رهنوا قرارهم لآخرين سيكون مصيرهم مصير جنرالات الحرب .لم يتبقى إلا ان نقول أن القوات الإرترية ذاهبة لمواجهة القوات الإثيوبية في جبهة اخرى ، خاصة وأن المتحدث باسم الخارجية ذكر أنه ما الذي يمنع ارسال قوات ارترية الى الصومال طالما الإثيوبين ارسلوا قواتهم ، ولأن المساحة لاتحتمل التحليل المطول نقول لأسياس إنه يمتلك جبهة بطول (1000) كلم في الطول و (25) كلم في العرض داخل الإراضي الإرترية يستطيع فيها ان يواجه القوات الإثيوبية ، ولكن ان يحول أسياس بلاد أخرى الى ساحات تصفية لحساباته الثأرية ، ويحول الشباب الإرتري وقوداً لنيل ذلك الثأر أن هذا أمر فيه تجاوز لقدراتنا الإستيعابية ولن نجد وصفاً له ، ولكننا نتساءل إلا يشبع هذا الدراكولا من الدماء .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى