مفاتيح : إلى هيلين في معتقلها الجديد …جمال همد
2-Dec-2006
المركز
( يشدني إليك يا صديقتي رهافة النغم
وذلك المرهف في جوانحي تعصر أصابع الألم وأنت في مدارك البعيد لاتجهلين أنني أمشي على مزرعة الشوكنهاراً نازفا الوريد )كجراي
هيلين في مقتبل العمر .. إمرأة عادية ككل الفتيات .. تأكل وتشرب وتحلم ككل البنات فقط تميزت عنهن بحبها الشديد لله والانقطاع لعبادته ، وترجمت ذلك بترانيمها في كنيسة الطائفة التي تنتمي لها .قطعاً لم تؤذي أحد بذلك إن لم تسعد الآلاف من طائفتها .. لا تعرف ما الذي دفع زوار الضجر لزجها في المعتقل ، ومؤكد أنها لا تعلم ذلك . أمضت سنوات في الإنتقال من قبو لآخر إلى أن استقر بها المقام في معتقل ( ونجل مرمرا ) مع المئات من أبناء وطنها المحدقين في مجهول الأيام ، ثم تخرج في الشمس والهواء الطلق لتظل حبيسة عاهة جسدية علق على إثرها جنرالات الدم أوسمة الجدارة على صدورهم .هيلين برهاني ( 37 عاماً ) مغنية كنسية ، أفرج عنها من المعتقل بعد إصابتها بإعاقة جسدية أقعدتها عن السير حسب تقرير أمنستي إنترناشونال ولكن قطعاً سوف لن تقعد عن الحياة التي اكتشفتها داخل المعتقل المهين .. خرجت وهي تحمل حب ووصايا اللواء يتودد أبرها وإدريس أبعري .. وجرمانو ناتي والقس الدكتور برهاني قبرنقوس والقائد الرائد محمود ديناي ومحمد إدريس أبوعجاج ، وصالح عثمان أري وولدي ماريام بهلبي والمئات من طلبة المعاهد الدينية وشيوخهم .اكتشفت في المعتقل الذي أراده الآخرون مكان لإهانة الإنسان ليحوله السجناء إلى فضاء رحب لحب الوطن والتلاحم ضد الطغيان .أصبحوا يخافون من النغم .. من التراتيل وحناجر المغنين ..لن ينالوا منا .. أزفت ساعتهم !!صفجة رسالة إرتريا – صحيفة الوطن – الجمعه 1/12/2006م