مقالات

مفاتيح : التعليم وقضايا أخرى في اريتريا : جمال همد

12-Aug-2007

المركز

أماط السيد مسفن حقوس اللثام عن بعض أسباب اللجوء في أواسط الشباب الارتري بهذه الأعداد الكبير وخاصة إلى السودان ن وكشف عن تزايد حالات الانتحار في أواسط الارتريين في المدارس التي تحولت لمعسكرات .

كما تحدث وزير الدفاع الارتري السابق ورئيس الحزب الديمقراطي الارتري الآن عن أوضاع بلاده السياسية والاقتصادية والاجتماعية واصفا سياسة اسمرا بانعدام المؤسسية وسيادة الرأي الواحد الذي يحتكر كل شيء ويعطي الأولوية القصوى لبقائه . كل ذلك في حوار مطول أجرته معه إذاعة التحرير التابعة للحزب وتنطلق في واحدة من العواصم الغربية . هنا سوف نحاول نشر الجزء الخاص بأوضاع العملية التعليمية في البلاد وأوضاع الطلاب فيها . يقول السيد حقوس واصفا العملية التعليمة في ارتريا بالقول : (الهقدف) – ويعني الحزب اختصار اسم الحزب الحاكم بلغة التجرينة- بتحويل التعليم الأكاديمي إلى عسكري منذ فترة ليست بالقصيرة ، فالمدارس الثانوية وما فوقها تحولت لمعسكرات تدريب ويؤمر طلبة وطالبات المرحلة الثانوية بالذهاب لمعسكر ساوا قبل إكمال دراستهم ومن حينها يصبحون جنودا ن فالغالبية العظمى منهم يتم إرسالهم للوحدات العسكرية عندما يعجزون عن اجتياز امتحانات الشهادة الثانوية أما البقية فيرسلون إلى الكليات في منطقة (ماي نفحي ) وغيرها والتي يديرها ضباط الجيش وفقا للوائح العسكرية وهم تحت حراسة مشددة ليل نهار من قبل الجنود ، كما ان لا يلتحقون إلى الكليات التي يرغبون بل وفق تخصصات أخرى بناءا على أوامر عسكرية . وهذه الكليات تحمل الاسم فقط من أنظمة الجامعات حسب تعبير السيد حقوس والذي يقيم العملية التعليمية بالقول :اما عن مستوى التعليم ونعوه فهو متدني للغاية كما ان مستوى المعلمين الارتريين والأجانب فهم ليسوا بالكفاءة المطلوبة . اما عن الأوضاع داخل هذه الكليات فيكشف السيد حقوس عن تزايد عمليات الانتحار في أواسط الطلاب ، كما ان العقوبات التي تطبق على الطلاب فهي جزاءات وعقوبات عسكرية يشرف عليها الضباط بأنفسهم .انتهى كلام السيد مسفن حقوس . هذه الأوضاع وأوضاع أخرى سياسية هي الدافع الأساسي لهذا الهروب الجماعي لهؤلاء الشباب لدول الجوار وخاصة السودان ن فقد رصدت مصادر عليمة ان وخلال شهر يونيو المنصرم عبر ما يقارب ال800 شاب وشابة الحدود نحو المدن السودانية ، هذا غير أولئك الذي يتسللون خلف ظهر نقاط التفتيش السودانية المنتشرة على طول الحدود ولا نملك إحصاءا دقيقا للعد الكلي ألا إننا يمكن ان نستنتج العدد التقريبي لهذا الهروب الكبير منذ عام 2000م وحتى اليوم حيث يعبر الحدود وسطيا حوالي 50 إلى 100 شاب شهريا هذا بالإضافة للهروب نحو إثيوبيا وجيبوتي واليمن هذا الأمر سيكون مريعا إذا أخذنا في الاعتبار عدد السكان البلاد والذي لايتجاوزالاربعة ملايين نسمة فقط حسب بعض المصادر ثلثهم موجود في خارج البلاد . هذه الظاهرة التي تجري خلف ظهر الإعلام العالمي والإقليمي تمثل أكثر من وصفها بظاهرة بل هو هروب جماعي كبير لايقتصر في أواسط الشباب والطلاب فقط بل تعداه لموظفي الخدمة المدنية والعمال والعسكريين والدبلماسين مما يعني ان البلاد تفقد يوميا الكثير من طاقاتها الحيوية دون ان يعلن ذلك رسميا أو عبر جهة دولية أو إقليمية محايدة . كل ذلك ولا حديث لرجال الحكومة الارترية سوى الوساطة في دارفور وترتيبات عودة قياد جبهة الشرق السودانية والديمقراطية في الصومال وهي مرفوضة ومقيتة في ارتريا ومطلوبة في الصومال . الأمر ليس إسقاط النظام في ارتريا كما تتحدث المعارضة الارترية وهي لا تملك أدوات ذلك الآن ، بل في في الفضيحة التي ستتكشف بعد ذلك عند حدوث التغير المفاجئ في اسمرا . نقلاً عن صفحة رسالة إرتريا الأسبوعية بجريدة الوطن السودانية – 10 أغسطس 2007م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى