مقالات

مفاتيح : جمال همد : المرأة الإرترية من الشعارات الثورية إلى الاحتجاز القسري

20-Oct-2007

ecms


الأفكار المتطرفة والشطط الفكري غالباً لا يصمد طويلاً أمام الحياة اليومية ، فمن كان محظوظاً من الأحزاب والتنظيمات الراديكالية ممن يتراجع في الوقت المناسب وبشكل تدريجي وبعد تقييم لتلك الأفكار مترافقة مع وقائع تجربته ،

والجبهة الشعبية لتحرير إرتريا ( سابقاً ) حزب الجبهة الشعبية للديمقراطية والعدالة (لا حقاً) والتي لها تجربة مهمة تجاه قضايا المرأة في إرتريا تستحق الوقوف عندها بدراسة متأنية ، إلا إننا في هذه المساحة سوف نتكلم بعمومية غير مخلة عن هذه التجربة ، فقد تحدث البرنامج السياسي للجبهة الشعبية والذي كان يسترشد بالمنهاج الماركسي الماوي كما ينعته خصومهم عن ضرورة رفع الاضطهاد عن المرأة وإزالة الظلم عنها ومساواتها بالرجل في كل شيء وعملوا في سبيل ذلك فكانت أدبيات الجبهة الشعبية وحزبها ( حزب الشعب ) يتحدث عن نسبة 35% من الجيش الشعبي هن من الإناث ، كما منعوا الزواج وفقاً لقانون الأحوال الشخصية بالنسبة للمسلمين وكذلك الكثير من الأعراف والتعاليم المسيحية ، كما خصصوا نسبة 30% من مقاعد المجالس الشعبية في المناطق المحررة للنساء ، وأظهروا المرأة وهي تقود الآليات الثقيلة العسكرية منها والمدنية ، لكن كل ذلك ذهب أدراج الرياح في السنوات الأولى للتحرير عندما وقف الجميع على عتبات الحكم ودارت دولاب الدولة التي لا ترحم كثيراً الشعارات الثورية خاصة الفطير منها ، ولتجد المرأة نفسها في الشارع وجرت محاولات لتأهيلها على عجل ولغياب الإمكانات فشل الأمر لتتفتق الذهنية الجهنمية من فكرة إرسال المناضلات السابقات إلى لبنان وسوريا والأردن ودول الخليج للعمل كخادمات يستولي مكتب الحزب على أكثر من 20% من نتاج عملهن كما يلزمهن بالتحويلات عن طريقه وبالسعر الذي يحدده لتنتهي حياة المرأة المناضلة بين غبار المعركة وسخام المطابخ ، وإما المرأة التي ساندت وأطعمت وغطت وضمدت وأعطت فلذات أكبادها فهي بين محتجزة لأن ولدها قد هرب من الخدمة ، أو تعمل طوال اليوم حتى تسدد الـ (50) ألف نقفة كغرامة لابنها الفار عبر الحدود أو بأكلها الهم على الابنة التي تأكل من ثدييها ، فقد كرت الأنباء أن أكثر من (400) امرأة تحتجز الآن في قرية ( إبيتو ) بالقرب من أسمرا عقاباً لهن على دفع أبنائهن إلى الحدود وهكذا انتهت الشعارات المتطرفة إلى مأساة حقيقة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى