نعي للمستشار محمد عبد الرحمن : سليمان آدم سليمان
2-Jun-2014
عدوليس
بسم الله الرحمن الرحيم ” وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون ” صدق الله العظيم
بقلوب راضية بقضاء الله و قدره ننعى أخ و صديق و رفيق نضال لكل الارتريين الأخ المستشار محمد عبد الرحمن صالح رحمة الله عليه .كان الأخ محمد منذ مستهل شبابه عضو نشط و فعال في جمعية الصداقة السودانية الارترية و في بداية الستينيات وهى فترة وهج النضال و بدايات الكفاح المسلح كان صديق و أخ للارتريين و لمناضلي جبهة التحرير الارتري و كان يشحذ همم الشباب السوداني لدعم ارتريا و مناصرة قضيتها .في مطلع عام 1965 و أثناء زيارته إلى ارتريا تم القبض عليه باسمرا بعد وشاية من الصحفي احمد طيفور ( و هو صحفي سوداني كان في البداية مع القضية الارترية إلا أن الاستخبارات الإثيوبية عن طريق الملحق العسكري بالسفارة الاثيوبية بالخرطوم استطاعت تجنيده لمصلحتها)و نددت الصحف السودانية و كثير من الاحزاب السودانية ما قام به الصحفى طيفورحتى ان نقابة الصحفيين اصدرت بيان يستنكر فعلته . بعد القبض علي الاستاذ محمد عبد الرحمن زج به بسجن (سنبل) و هناك التقى بكوكبة من المناضلين الارتريين من أبناء الجبهة منهم محمود صالح سبي و سيؤم عقبا ميكائيل (حرساتي) و قرز هجير و احمد حجى فرس و غيرهم من المناضلين وفى آسره تعلم بل أتقن لغة التجرينية وقد كان يتم نقله كل مدة من سجن إلى آخر حتى انتهى به المطاف في سجن بأديس (الام بقا) سيئ الذكر وبعد ان امضي سبع سنوات من الاعتقال و التعذيب و في لقاء بين الرئيس النميرى و الإمبراطور هيلى سلاسى طلب النميرى من هيلى سلاسي الإفراج عنه فوعده بإطلاق سراحه .ثم أمر الإمبراطور بإحضاره إلى البلاط الملكي و العناية به لان وضعه الصحي لم يكن جيد و بعد فترة نقاهة قرابة ثلاثة أسابيع رافقه ضابط إلى قصر الرئاسة بالخرطوم ورغم ما عان إلا أن ذلك لم يحيده عن درب الدفاع عن ارتريا مستقلة و عن المناداة بحق الارتريين بوطنهم و سيادته .و تعرفت على المستشار عام 74 بالقاهرة حيث كان مستشار للتكامل السوداني المصري وربطتنا علاقة قوية و رأيت فيه مناصر و داعم قوي لنضالنا وقد كان لا يؤول اى جهد للوقوف مع قضيتنا بل هو يعد نفسه منتمي إلى النضال الارتري و احد أبناء الجبهة وكانت تربطه علاقات قوية مع كل القيادات الثورية الارترية مثل الشيخ ادريس محمد ادم و عثمان صالح سبى وعبد الله إدريس رحمهم الله جميعا.ولان المعروف عنه انه لا يكتم كلمة حق فقد قارع اسياس و ندد بديكتاتوريته ونشر مقالات تدعم حق الارتريين في الديمقراطية كاشفا حكم النظام الديكتاتوري وفى نفس الوقت كان يساعد كل ارتري يطلب مساعدته و كنا نستعين بمساعدته لدى المسئولين السودانيين و المصريين لانجاز و تسهيل شئون الارتريين و هو ذو علاقات واسعة و ذات مستوى رفيع و لم يخيب أملنا أبدا و لم يرد رجاء ارتري فهو شخص محب لمساعدة الغير ذو أخلاق و مبادئ و مروة وثقافة و واسع الاطلاع طيب السريرة قل ما يجود بمثله الزمان.كل التعازي لأسرة المغفور له بأذن الله (أم وائل و الأبناء وائل و احمد ) بالقاهرة و كل أهله بالسودان وتعازي لكل الارتريين لفقد شخص كالأخ محمد عبد الرحمن. اللهم انزله منازل الصديقين و الشهداء و الصالحين و حسن أولئك رفيقاسليمان ادم سليمان