يوميات الثورة السودانية الباسلة
13-Jul-2019
عدوليس ـ ملبورن
يوثق العشرات من الشابات والشباب حكايات رفاقهم/ رفيقاتهم الثوار بمداد واضح وقلوب نقية دامية ، بينما يعكف العشرات من كوادر الجبهة ( الإسلامية ) للتصدى لحجب الشمس بالغرابيل بالتقليل من وقائع الفعل الثوري المعند بالدم والدموع والألم والجسارة المكللة بالغار لشابات وشباب وكهول وأطفال الثورة والذين مشوا في درب الآلام طول أكثر من سبعة شهور وسقط من سقط في طول البلاد وعرضها منذ ديسمبر 2018 وحتى ليلة السقوط الداوى للإيدلوجيا البغيضة للحزب الذي أعاد إنتاج الفاشية في القرن الواحد والعشرين في كل مدن العاصمة الثلاثة وكل مدن ونجوع السودان شرقا وغربا وحتى أقاصى النيل الأزرق مرورا بجبال النوبة.طيع هو المداد ومفاتيح أجهزة الحاسبوب وهي تخط يوميات الثورة وتدون حكايات الثوار من الأولاد والبنات، وعصية هي اللغة لكوادر و( صحفي ) النظام البائد ، ثقيلة هي مفردات العدالة والديمقراطية والسلام والمساواة والأمن مع أنهم يرفعون شعار الإسلام القائم أصلا على العدل ومنع القتل وإيذاء الإنسان ، مطلق إنسان.تقول نياراز عازفة الفلوت الجسورة في فيلم أنتجته الـ ( بي بي سي) العربية : ” نحن فخورين بأنفسنا .. نحن نؤسس لسودان جديد “.يسرنا ان نختار في ” عدوليس ” هذه الكتابة الباذخة للزميل محمد فرح وهبي عن الشهيد القائد الشاب عبد السلام كشه سلسل البيت الديمقراطي أبن الخرطوم الوسيم.
وأيضا..لقد حررتنا الكلمات..
إلى البطل عبد السلام كِشة ” ولداً صبي ومِقدام”..محمد فرح وهبي
في لحظة عجز شامل، مُغلفةٌ بخواءٍ وعَتمةْ، حيثُ أنني ومنذ ما يُقارب الستة أشهر كنتُ نسيتُ التداعي العادي: “كتابة المذكراتِ الصَغيرة، الهَدايا، الرغبات الغامضة في الحُب أو الموتْ، العلاقات الحميمة العادية، الزيارات العائلية” وكل ما يتناسل من وجود يؤكد به الآدمي آدميتيه وبأنه كائن حي وسط مجتمع.. صار بما يشبه السحر كل شيء محض لا شيء.. لقد خاننا وجودنا كله ولقد خناه بالمقابل وببشاعة مضاعفة، لأنه ليس أبشع من أن يترك الآدمي وجوده خلف ظهره مقابل اعتلافه اليومي للعدم.في بلاد واجمة مذ خلقها الله وعبث بها الشيطان ثمة يد ما خفية تمتد تُرتب، تُبعثر، تُغير، وتقرر ربما حتي مصيرك.
أستيقظ صباحاً بكسل “ديك” بحال أدوارد سعيد وطباق درويش عنه.. أرتب يومي بعناية، أرسم مصيري أعرف أنني بخير وحُر عندما أحدد مصيري وأتحكم بأيامي وأوجهها حسب مشيئتي، فالإنسان مشيئة ومشيمة، قررت الأولي وقطعت الثانية عندما شدتني لأسفل، للحنين وأحابيله، للضحك على الواقع أو منه وتصويره على أنه أفضل مما نعايشه بصعوبة وألم كبيرين، لخيانة وعينا بأنفسنا وبالأشياء جميعها من حولنا، لقد قطعت المشيمة وآمنت بالمشيئة..مشيئتي الخاصة.
ما قادني بشكل مباشر لقطيعة كاملة مع واقع زائف يبدأ بالمسجد والكنيسة ومراسم الزواج والموت وميادين الرياضة والمواصلات العامة والأسواق المعطونة بالكذب والعفن، الصحف التي فقدت حيويتها وفضت بكارة صدقها واختارت العهر بشكل كامل، الاذاعة بمكاتبها واستديوهاتها فائقة الرطوبة والتعفن بموظفيها المدجنين ومتعاونيها الأشد فقراً ومسكنة بالعالم.. المعلقون بخيطٍ واهنٍ لو قالوا أُفٍ لقطعوه. خيط واهن من فزع وخوف وأكل العيش والرتابة والعادة وسنة الحياة. إن أخطر ما حدث بهذه البلاد هو اعتياد العدم واجتيافه بشكلٍ يومي حد أنه صار عادة العادات.
لقد قادتني سنين الرتابة لأن أسأل:ولكن، أين الله في كل هذا؟ أين صوته العذب ويده التي تمتد عميقاً في كل شيء حسُن، إن الله جمال إن الله محبة، أحبوا تعرفوا الله تسمعوا صوته في قلوبكم وتفيض أرواحكم من الدمع.. تهتدوا إلي أنفسكم والعالم، إلينا في تمام أوجاعنا وأطماعنا، طهارة أرواحنا وخسة ما دون ذلك..بالطينيّ فينا وبملكوت الأنوار. أشعرك عميقاً في نفسي في واقع ملأها بالخدوش والتشوهات، أنت جميل يا حبيبي، جميل بما يكفي الجمال نفسه ويفيض، وأنا وحيدٌ تائهٌ ومُعذبْ، أهدني لمعرفة نفسي لأعرف ذاتك.
كانت توهانات هائلة وفترة ملئية بالشتائم، كما علق أحدهم. نسمة هاربة في مهب الريح، عذوبة عناق للبعيد، لعالم غير مرئي كفاية ولا صورة معدة أو كاتلوج مرشد، فقط وكمقابل لكل هذا القبح هو جميل وضدٌ ومتفرد وإنساني.
“جنة الحيوان”، هل تذكرونه؟!! برنامج أطفالي كانت تبثه القناة التلفزيونية الرسمية ــ قناة البشيرــ لم يكن هذا البرنامج سوي وصفٌ مؤجل لما نسميه عالمنا، واقعنا الحي الميت في آن..واقع الحيوان هو كل ما لا علاقة له بالإنسان بل ويقف ضده بضراوة وعنف، لقد عشنا بكلياتنا ليس في جنتنا العادية اللطيفة المُصممةَ وفق رؤانا وتطلع أرواحنا، إنما في جنة الحيوان وهي دون كل تصور أو طموح وتفتقر للمعني بشكل كامل، دون الجحيم الإنساني حتي، وأقل منزلة منه ولا سبيل للمقارنة.
كلما هو دون الإنسان هو ضده وكل وجود خارجنا لا يمثلنا ولا لغة مشتركة تجمعنا به، وتربطنا معه.
في ” جنة حيوان” البشير عشنا هذه القتامة، فقدنا أول دليل يربط الكائن الحي الإنساني بأخيه، فقدنا اللغة، فقدنا كل شيء. تفجرت جراء ذلك الجهات كلها، صار الرصاص وليمة دسمة للجموع، تضخمت أنا القبائل وأستردت مفاتنها في زمان إنقراض القبائل ــ بحسب تعبير مريد الرغوثي ــ إن ما حدث من اقتتال وعنف وبلادة كل تلك السنوات الحيوانية ببلادنا هو لأننا فقدنا اللغة، ولم نعرف بعضنا حقاً.
لقد جردتنا قوة ما غامضة من أوصافنا وصفاتنا، سلختنا عن شجرة العالم وانفردت بنا في ليل عزلة بهيم طويل تقزّم أمام استطالة آماده أي حلم بالصباح، غربتّنا عن ذواتنا الحميمة، صيرتّنا هباءً منثورا وأكاذيب وتفاهات هائمة على وجهها في فضاء العدم. وكتتويج مضحك ربما لكل هذا العبث بالمصائر المنزوعة الموجهة صار البشير أسداً، كان هذا لقبه المفضل، “أسد أفريقيا، أسد العرب، أسد عاصفة الحزم”.. أسد كرتوني في أيادٍ كثيرة تحركه بإرادتها حسب رغباتها ووجهاتها المتعارضة المتقاطعة والمتفق عليها أحياناً.. وكنا محض نِعاج حزينة في غابة البشير.
كان البشير شبيه بالدمية المتحركة المكسورة التي سقطت عيناها إلي الداخل، بحسب تعبير ” أميل سيوران”.. وفي تمام الحمق والجنون، تمزقات العالم والفظائع كلها وترهات البشر الذين هم دون مستوي ليس البشر إنما الحياة، كانت قد التمعت في الأفق اشارة عظيمة، علامة فائقة الدلالة ــ ليست من علامات الساعة قطعاً ــ إنما كدلالة مهمة موحية تؤكد على وجود الكائن الإنساني في نزوعه الذى لا يقهر، في تمرده وتجدده، موجة إثر أخري، خلقٌ وقلقٌ متواصل لأجل الوصول إلى الإنسان نفسه في كامل أحواله وصفاته، كانت ولم تزل طازجة حية وحيوية فالتة ومنفلتة موحية وغنية بالدلالات تنتج نفسها كل وقتٍ وحين..
وهي اللحظة نفسها التي إنولد عبرها سودان جديد ــ ليس وفق منظورات سياسية ــ سودان “ألالويا” ذاك، والخرز والكنقوليات والأحذية المستطيلة والنحاس على اليد اليسري كترياق ضد الرطوبة، ملحمة التنوع الفاشلة والتي لم تستطيع أبداً أن تنفذ إلي الجوهر، جوهر التنوع نفسه والإنسان، إنما فارت فورة مؤقتة على السطح، وضاعت فرصة عظيمة للبناء، لقد أُثقلت بالتوتر، الكيد السياسي، والغُبن والإدعاء، لذلك تحطمت مثل موجة تصطدم بصخرٍ عنيد على الشاطيء ــ إنما وفق أسئلة انسانية فطرية صافية إنولد الإنسان الجديد هنا والسودان كذلك..كانت هذه اللحظة وبكل يقين المعايشة والالتصاق هي لحظة عبد السلام كِشة. وانا أقل كثيراً من أن أكتب حرفاً واحدا بحق هذا البطل ورفاقه من الشهداء، ولكنني أتجاسر على انكساري الخاص وحزني المديد وأكتب، إذ لا أملك غير الكلمات وهي نفسها التي أعلنا ميلادنا الجديد عبرها، الضرب على ” كيبورد” الموبايل أو اللابتوب، هو خربشة خشنة على جدار رحم العالم، هو حفرنا المتعاظم في هذا الجدار لننفذ إلي فضاء النور. وأيضاً لقد حررتنا الكلمات.
في موكب 25 ديسمبر 2019 وهو أطول المواكب زمناً وأكثرها عدداً في ذلك الوقت المبكر من عمر الثورة وبنفس هذا الحي الخرطوم شرق كان الموكب يمضي بكلياته نحو الشمس صاعداً بالثورة إلي أعلي غاياتها، متساميا بنا فوق الخوف، العجز والضغائن.. وكان قائد هذا الموكب هو البطل الشهيد عبد السلام كشة..لقد التمعت اشارة الثورة وبدا واضحا أنها أعلنت عن نفسها عبرنا عبر إرادة ما خفية تبصرها في كل حركاتهم، تطل من مساماتهم مع رشح العرق، ومن حناجرهم والهتاف، ومن نار الزغاريد. إنها يدُ الله تمتد عميقاً، أنها روحه القدس، وكن فيكون، وكان العالم ثورة بطلها عبد السلام كشة، وآلاف بل وملايين الشباب وكل الأعمار. ومئات الجرحي والشهداء. استمر ذلك الموكب قرابة الخمس ساعات من الواحدة ظهرا وحتي الخامسة مساءً..كان عبد السلام يتحرك فاردا ذراعيه كمن يهم بعناق وجهه إلي الموكب وظهره إلي الشارع، يتحرك بخطوات ثابتة إلي الخلف وأمامه الحشود، كانت أوركسترا ثورية عظيمة قوامها مئات الأصوات وكان عبد السلام هو المايسترو الذى دوزن كل تلك الأصوات ووزع الطاقات جيداً بحساب الزمن الذى استغرقته المسيرة والشوارع التي طافت بها..وقبل أن تفرقنا الشرطة بالبمان والأمن بالذخيرة الحية، توقفنا في الشارع الذى يتقاطع مع مستوصف النيلين الطبي جهته الشمالية وجنوب البنك الفرنسي، وأطلت الأسئلة عن الوجهة التالية، العربي مباشرة أم تطواف أخر داخل الحي أم نتجه جهة مدرسة الاتحاد جنوباً..كانت ثمة ربكة حاصلة، كنت أقف جوار الشهيد في مقدمة الموكب وكنا فضلنا عن سابق خبرة بالمكان الاتجاه ناحية الجنوب جهة شارع السيد عبد الرحمن فالأمن والشرطة يتمركزون جهة البنك الفرنسي يسدون الطريق أمام أي محاولة وصول إلي ميدان أب جنزير..وفي خضم التوتر والخيارات التفت الشهيد ناحيتي وخاطبني بأخوة عظيمة قائلاً :” ياخ انت ود الحلة، كلمهم يجو بالشارع ده، يقصد جهة الجنوب”. وقد فعلت. وفي نفس اللحظة استغل الأمن ارتباكنا الواضح وأطلق الرصاص بكثافة وأطلقت الشرطة البمبان. وتفرق الموكب في اللحظة الأخيرة، عندما لم يستمع لتوجيهات قائده البطل كِشة.
كان ذلك العالم قبل تلك اللحظة، لحظة عبد السلام، فراغاً وتهاويم وأوهام، كان تحليقاً في العتمة، صار بعده انطلاقاً إلى النور، الضوء والرحابة، كنت أصرخ صراخا داخليا مدوياً يا أعمارنا المفتتة وأجسادنا المسحوقة في بلاد غلفها الليل واحتضنها الظلام، بذراعيه الوحشيتين. تأملت حالى هنا وسط عشرات الوجوه الجميلة الاجساد الأشد انطلاقاً وحرية، الانفس الحية بلا عقد او هواجس مركبة محررة من أسئلة الخوف العيش، اللون، الإنتماء..عالم حرٌ بالكامل وانساني.
هي لحظة عبد السلام لذلك يا حبيب المحبين الآن يشرقك الضوء ويملأ عينيك الجمال ويطمئن قلبك وينام عميقاً في حضن جسدك، باطمئنان من يجد نفسه بعد تمزقٍ وشتات.. وفي أشد لحظات العالم بؤساً وفراغاً وعُزلة لأنك ممتليء بنفسك بصورة كلية، ومحلقٌ في سرمد وأبد. لذلك يا أيها البطل العظيم، لن يهزم الجنجويد أحلامنا لأنهم بالأساس لحظة ميتة، مهما استطال زمنها هي لحظة عابرة ولدت لتموت لتنتحر لتقتل نفسها وقد فعلت، استهلك البشير صانع هذه الاكذوبة السخيفة ثلاثة عقود لتعم نتانته الأرجاء ويكنسه الناس، والجنجويد استهلكوا فقط أقل من ستون يوماً وانفجر بركان قذارتهم بالكامل، بالقتل والعنصرية والعمالة، وكل ما من شانه عرقلة الحياة والوقوف ضدها وتحطيم إنسانها، لقد ظنوا واهمين أنهم قتلوك، ولكنهم ما دروا بأنك نبت من أطراف الدنيا وأزهرت، “كِشة” سنبلة تموت ستملأ الوادي سنابل” لقد كانت صورتك بعدد حشود موكب 30 يونيو والذى هو في حقيقته رد اعتبار لنا جميعاً لكل وجودنا على هذه الأرض منذ تلك اللحظة التي استأنس فيها النوبيون العظماء الحيوان قبل آلاف السنين وحتي اللحظة التي انتزعنا فيها حقنا كبشر أحرار أنسنا عالمنا من جديد عندما قلنا لا في وجه البشير وأتباعه المعجونون بالخسة والتفاهة، وعندما قلنا لا في وجه الجنجويد، لقد قمنا بكنسهم جميعاً من عالمنا، وكانت صورتك حاضرة تؤكد وصفك وتدلل على صفاتك ” ولداً صبي ومقدام” الله حق، كأنما كُتب النص هذا مُفصلاً على حالتك، عليك بالتمام..
بكل مكان ضاج بالحياة تسمع صوت عبد السلام، في محل أميرة “ست الشاي باللبن” بالعمارات، في :أتني” في أزقة الخرطوم شرق وفي كل مكان، ضحكته رائحة عرقه وأنتماؤه الصارخ للعالم.نحن لم نفقد شخصاً عادياً، لقد فقدنا ذاكرة كاملة ليست لنا فحسب، إنما حتي للأماكن التي أيضاً تألمت لفراقه والتي هي الأخري افتقدته كثيراً ولطالما ستفتقده وإلى الأبد، فهو كون بحاله وفرادة واحدة لن تتكرر، هذه الروح الجامحة التياهة والتي تتلاقي فيها أطراف الدنيا. إنه بمثلما وصف “أدونيس” المتنبي، وحيدٌ..بل الوحيد، فوحدته قدر محتوم لأن الإنسان خليل نفسه، كل متفردٍ وحيد، كل وجود خلاق وحيد، الريح وحدة كانسة، الأرض وحدة صامتة، السماء وحدة متلالئة معتمة، إنها وحدة المجابهة، مجابهة العالم واللعب به وتجاوزه. وحدة الألم الكبير: فمن لا يملك غير آفاقٍ لا يصل إليها يمتليء قلبه بالمهاوى. وحدة الصداقة مع الاطراف القصية: الانتصار أو الموت، وحدة التعالى والمطالب الكبرى والاتصال بينابيع القوة والسيطرة على العالم وتغييره. إنها الوطن الأرحب.
إن “كِشة” ورفاقه، هم التجاسر النبيل الذى لا يعرف غير أن يمضي إلي غاياته، هناك إلي حيث يجب أن يصل. وأنا إذ أخط أحرفي المتواضعة عن عبد السلام فانه في اللحظة نفسها أستدعي أطيافهم جميعا، صورهم واحداً واحدا: عباس فرح، الفاتح النمير، محجوب، كلهم إلي آخر قطرة دم خصبّت أرضنا بعذوبة مرتعشة غامضة كارتعاش أخير، وأبكيهم بدم العين والقلب.يا أحبابي البلاد كلها في رأسي وقلبي مثقلٌ بالأسئلة، بيد أني بكم سأطيب وتطيب البلاد..وعلى الرغم مما يبدو من ألم وفراغ فأنا ممتليء بكم بحيوية غامرة، أعرف أنني قادرٌ وحر، وروحي خفيفة خددها الحزن والجسارة ومحبتكم.. يعلم الله أنني أحبكم أكثر من نفسي وأعرف أن الحياة ستمضي وتزهر بفيض أرواحكم الباسلة التي لن تنطفيء أبداً كقناديل زيت معلقة في سديم الزمن والتاريخ.