مقالات

رمضانيات ( 2-4)- الاعتراف بالآخر …!؟ عمر جابر عمر

16-Jul-2013

عدوليس

لو سألت أي عضو قيادي في المعارضة الإرترية : هل تؤمن بالمشاركة والاعتراف بالآخر والمساواة حقا وواجبا – سارع بالإجابة قائلا ( طبعا … أنا ضد التهميش ولا أقبل الإقصاء …).

وهو صادق فيما يقول ويذهب معك بعيدا ويشارك الآخرين في ملتقى للحوار بل وفى مؤتمر جامع وينا قش برامج وخارطة طريق حتى يصل إلى لحظة الخيارات الحاسمة ( اختيار القيادة ) – عندها تبرز ( الأنا ) ويخرج ( الفرعون الصغير) من داخله ليصرخ : أما أنا أو الطوفان !؟ وقتها تبدأ الترضيات والمحاصصة وتنهار كل معايير ومرتكزات المساواة والاختيار الحر و الموضوعي. هل هي ( نبتة خبيثة) نشأ ت مع الإرتريين ولا يستطيعون الفكاك منها ؟ الغريب أن الجبهة الشعبية الحاكمة في إرتريا تعترف هي بالآخر …لكن على طريقتها … عليه أن يكون مثلهم – نسخة كربونية منهم … مطيع …منفذ وبعدها يطلق عليه ( مواطن صالح )! ما سبب – أسباب – هذه الظاهرة؟
أولا: غيا ب التجربة الليبرالية — السياسية أي التجربة الديمقراطية … خمسون عاما من الاستعمار الايطالي – عشرة أعوام من الإدارة البريطانية – ثلاثون عاما من الاحتلال الإثيوبي – عشرون عاما من دكتا تورية ( أسياس) – ذلك أكثر من قرن من الزمان ( 1890—2013) !؟ كيف نتوقع بعد هذا أن يكون هكذا شعب خبيرا ومتمرسا في التعامل الديمقراطي والاعتراف بالآخر؟
ثانيا : الشعب الإرتري – مثله مثل الكثير من الشعوب الأفريقية – يحمل في داخله ( تنوع ثقافي وتعدد عرقى واختلاف دينى..).تلك مواصفات وخصائص يمكن أن تكون ايجابية وعوامل قوة وبناء للمجتمع أذا تم توظيفها بحكمة وموضوعية ووجدت قيادة رشيدة لا يكون همها الجلوس على كرسي الحكم بأى ثمن بل تضع الأفضلية لمصلحة الأمة ووحدتها وسلامتها. ارتريا افتقرت إلى هكذا قيادات .. فكانت الصراعات والحروب الأهلية في مرحلة الثورة وأستمر الحال بصورة أسوأ بعد الاستقلال.
ثالثا : الغربة والاغتراب – تاه الإرتريون في بقاع الأرض وأصبح الشتات هو مصيرهم … صار هم الإنسان الإرترى الأساسى هو البحث عن السلامة لشخصه ولأسرته .. أما ( الآخر ) فله الله ولم يعد جزءا من ذا كرته — تلاشت الذاكرة الجمعية وأصبح الفرد هو محور تفكير وهدف حركة الإرتريين في الخارج. وحتى أولئك الذين يعيشون في البلاد الديمقراطية لا يمارسونها ولا ينضمون إلى الأحزاب في تلك البلاد إلا قلة قليلة. من أين يأتي ذلك الوعي بالآخر ؟
رابعا: دول الجوار – خاصة أثيوبيا والسودان – لم تكن أمثلة يحتذى بها ولا كانت مصدر إلهام في تنمية الوعي الديمقراطي… ما زالت شعوب البلدين ومكونا تهما تقاتل بعضها البعض …. هذا هو حال الشعب الأرتري — أصبح كالمستجير من الرمضاء بالنار ! هل الأمل في الأجيال القادمة – نأمل ذلك وإلا سندور في حلقة دائرية تستهلك الوقت والطاقة دون تقدم إلى الأمام ….
نذكر في هذا المجال مقولة لقائد أفريقي حكيم وفذ قاد شعبه إلى الحرية وقدم نموذجا رائعا للإنسانية جمعا ء – نلسون مانديلا – قال الرجل : ( يأتي في عمر كل أمة زمان لن يكون أما مها سوى خيارين – الاستسلام أو القتال – في تلك اللحظة لا يمكن الاستسلام – بل الرد بقوة وبكل الوسائل المتاحة دفاعا عن الوجود ).
رمضان كريم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى