مقالات

كلمة إرتريا : الاتهامات الإرترية .. محاولة لصرف النظر عن أوضاع الداخل

4-Nov-2007

المركز

تناقلت وكالات الأنباء مطلع الأسبوع الجاري الاتهامات التي وجهتها إرتريا لإثيوبيا بالاستعداد لغزوها بمباركة أمريكية ،وذكرت فيها إن الخطة التي وضعتها واشنطن تقوم على انسحاب القوات الإثيوبية من الصومال واستبدالها بقوات إفريقية وذلك حتى تتفرغ إثيوبيا لحربها ضد إرتريا .

أديس أبابا من جانبها قللت من الاتهامات الإرترية وأكدت تمسكها بحل المشكل الحدودي عبر الحوار السلمي .. أولى الثغرات التي نجدها في الاتهامات الإرترية هي أنها ربطت الهجوم بانسحاب القوات الإثيوبية من الصومال وإذا عدنا إلى الأسبوع الذي سبق هذه الاتهامات نجد أن وزيرة الخارجية الأمريكية كوندليزا رايس كانت قد ذكرت بأن القوات الإثيوبية لن تنسحب من الصومال حتى تأتي قوات حفظ سلام إفريقية لتتسلم مهام حفظ الأمن وأبانت إن الإتحاد الإفريقي يواجه صعوبات عديدة في توفير العدد اللازم من القوات نسبة لكثرة النزاعات في إفريقيا كما أوضح رئيس الوزراء الإثيوبي إن انسحاب القوات الإثيوبية قبل وصول قوات حفظ سلام أفريقية أو أي قوات أخرى ستخلفه فوضى ومعاناة وسط الشعب الصومالي مشدداً أنهم إذا انسحبوا من الصومال قبل أوانهم فإن ( الإرهابيين ) سينتشرون في مختلف أرجاء القرن الإفريقي. وإذا نظرنا إلى الأوضاع في مقديشو نجد أنها شهدت تطوراً على صعيد الحكومة تمثل في استقالة رئيس الوزراء كما أن الأوضاع على الأرض شهدت مواجهات هي الأعنف من نوعها مما يدل على أن القوات الإثيوبية لن تخرج من الصومال في المستقبل المنظور إلا بعد أن تتسلم قوات حفظ السلام الإفريقية مهامها والذي لا يبدو قريبا حسب رايس.السيناريو الذي حاولت أسمرا تسويقه فشل في إقناع المتلقي استناداً على الحيثيات التي أوردناها أعلاه ومن هنا نتساءل ما هي الدوافع الحقيقية التي تقف وراء الاتهامات الإرترية ؟ . للإجابة على هذا السؤال يجب أن نمعن إلى الأوضاع في إرتريا التي يشوبها التوتر والاضطراب منذ محاولة إغتيال الرجل الثاني في جهاز الأمن سيمون قبردنقل في الثالث عشر من أكتوبر المنصرم وما تلاها من اعتقالات طالت كبار رجالات الشرطة والجيش ، ويمكن القول بأن الاتهامات الإرترية تأتي لصرف نظر الشعب الإرتري في الداخل والخارج عن الأزمة الخانقة التي تأخذ بتلابيب نظام أفورقي إلى دق طبول الحرب وحشد الشعب للمواجهة الفاصلة وهذا ما قام به النظام الإرتري فعلياً حيث شهدت أسمرا حملة دهم وتجنيد واسعة في اليوم التالي للاتهامات التي تم بثها في وسائل الإعلام الإرترية .كما أن أسمرا حاولت مغازلة الإتحاد الأوروبي عبر تبرئته من الإسهام في الإعداد للغزو المزعوم وذلك من أجل مساندتها في ترسيم الحدودي مع إثيوبيا والذي من المفترض أن يتم على الأرض أواخر نوفمبر الجاري . وفي العموم فإن الأسبوع القادم لناظره قريب.. فلننتظر ونرى .نشرت كافتتاحية في صفحة رسالة إرتريا التي يحررها المركز في صحيفة الوطن – 2نوفمبر2007م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى