مقالات

رجاء لسيادة الرئيس .. عبدالرازق كرار

3-Aug-2006

امركز

مع بداية هذا الاسبوع وصل وفد إرتري وزاري رفيع إلى العاصمة السودانية الخرطوم ، وصل معظم أعضاء الوفد في مسيرة إستعراضية عبر البر مروراً بكسلا وإنتهاءاً بالخرطوم ، بينما وصل البعض الآخر عن طريق الجو ، لأسباب تتعلق بهم طبعاً ،

وبقدر ما كان التكتم السمة السائدة والغالبة على محادثات الشرق التي تستضيفها أسمرا ، حرص الوفد على أن تكون هنالك تغطية كاملة لزيارته ، ولقاءاته ، الغريب في الأمر ان الوفد جاء شاملاً لعدد من الوزراء مثل وزير الزراعة ومحافظ البنك المركزي وزير المواصلات وغيرها من الوزرات المتخصصة ، التي لم نسمع لها حساً إلا في هذه الزيارة فقد عهدنا الرئيس اسياس يتفقد المشاريع الزراعية دون أن يصحبه في ذلك وزير زراعة ولم نسمع باحتجاج من الوزير المعني ، كما شاهدنا كثيراً الرئيس يفتتح طرقاً أو كباري ولم نرى وزير للطرق او المواصلات .وحتى لا نخرج من الموضوع الأساسي وهو إلقاء الضوء على مهمة هذا الوفد ، نقول أنه ربما رأى اسياس أنه من المناسب تفعيل هذه الوزارات وفق الحاجة والطلب في هذه المرحلة ، ولأن العظام ( واسياس طبعاً منهم ) يرسلون من ينوب عنهم لحظة المطالبة وقبض الاستحقاقات ، ليشعروا الآخرين أنهم ليسوا حريصين على ذلك . نجد أن اسياس الذي تكرم واستضاف مفاوضات الشرق ، وكلف بذلك السيد يماني قبرآب بعد تهميش السيد عبدالله جابر الذي كان هذا الملف بحوزته ويطارده في ابوجا ونيروبي وانجمينا ، نجده قد رأى أنه من المناسب أن يتم تأجيل المفاوضات إلى السابع من شهر اغسطس ، حتى يتم البحث والاتفاق على منهجية الحوار ، ولا أدري هل يبحث المنهج في البداية أم بعد مرور جولتين من الحوار ، لكن المهم في الأمر إن اسياس أرسل مع الوفد المعني بملف الشرق ، من يبحثون في قضايا الزراعة ، وإمداد ارتريا بالبترول السوداني وتسهيل حركة إنسياب التجارة عبر الحدود وقضايا التعاون بين البنوك المركزية وغيرها من القضايا .معلوم ان هذه القضايا تهم الشعب الإرتري الذي يعاني في صفوف المخابز ليحصل على (5) أرغفة لكل فرد قادر على المبيت أمام المخبز ، ويعاني من ندرة المواد الغذائية التي أصبحت تأتي عبر التهريب بواسطة شركات الحكومة ، وأصبحت صفوف الوقود حتى للبعثات الديبلوماسية والمنظمات الأجنبية لذا أن يبحث وزراء الغفلة عن كل ذلك أمر جيد ، لأنه أن تدرك واجبك متأخراً خير من أن لا تدركه ، لكن يحزَ في نفوسنا لماذا لا تفصل هذه القضايا عن ملف مفاوضات الشرق ، فهي قضايا إستراتيجية ، أنها تشعرك كالذي قدم خدمة لآخر وينتظر عليها المكافأة ، ولسنا نحن الإرتريين من يقدم جميلاً للسودان ثم ننتظر المكافآت لأن الذي بيننا والسودان اكبر من ذلك ،ولنا في كينيا نموذجاً فقد استضافت مفاوضات الحكومة السودانية والحركة الشعبية لسنين عددا حتى كانت إتفاقية السلام وحكومة الوحدة الوطنية ، ولم نسمع بان وفداً كينياً جاء مطالباً بالثمن ، ولكن متى كان اسياس متناغماًً مع روح وتفكير ومطالب الشعب الإرتري ، لذا نقول له فليكن انتظار الثمن ولكن بعد أن تنتهى المفاوضات ولكن هذه الطريقة توحي بنوع من الابتزاز السياسي ، لا نود ان تكون تلك المفردة ضمن معطيات التعاطي بين السودان وإرتريا مهما تعقدت الملفات السياسية .رسالة أخيرة السيد الرئيس اسياس ، قليل من الصبر فلم يحن وقت قبض الثمن ، وليبحث وزراءك الطارئين عن منهج المفاوضات المفقود الذي يبحث عنه يماني قبرآب بين وزارات وإدارات الخرطوم .همسة أخيرة : متى سيكون لإرتريا وزير خارجية شكلي ، فإن عدم وجوده يحرج الإرتريين مهما كانت خلافاتهم السياسية ، لأنه لا توجد دولة من غير وزير خارجية ، حسنة واحدة سيادة الرئيس ، ابعث لنا وزير خارجية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى