مقالات

في مسعى لفك العزلة الإقليمية والدولة على نظامه :افورقي يتنصل من دعم الشباب… ويغازل موسفيني:بقلم/محمد ابو حامد

24-Aug-2011

المركز

بدأ الرئيس الاريتري اسياس افورقي يقترب من دول المنطقة المحيطة به ولو بخطوات بطيئة، وذلك في محاولة منه لفك العزلة المفروضة على نظامه جراء مناوشات إقليمية ودولية اعتاد عليها، وأيضا بسبب المقاطعات التي دخل فيه بنفسه، بعد ان قطع علاقته بالاتحاد الأفريقي وجمد عضويته في منظمة الإيقاد قبل ان يعلن مؤخرا انه سينضم من جديد إلى الإيقاد ما لاقى ترحيبا من المنظمة، الأمر الذي جعل الجمود هو الذي يطبع علاقات اريتريا بالخارج سواء بجيرانها المباشرين او بالمجتمع الدولي بصفة عامة.

ونفى الرئيس الإريتري أسياس أفورقي، في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الأوغندي مؤخرا خلال زيارة نادرة له قام بها إلى كمبالا، نفى أن تكون بلاده ضالعة في مساند جماعة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة والتي تشن تمردا في الصومال منذ سنوات وتشكل تهديدا لدول الجوار الصومالي، كما تتوعد الدول الأخرى المشاركة بقوات حفظ سلام افريقية في الصومال، كما انتقد تقرير أخير للأمم المتحدة اتهمه بدعم الإسلاميين الصوماليين وتمويلهم، وقال “تلك تخمينات وتلميحات وافتراضات”.وقد لفتت الزيارة الأخيرة التي قام بها افورقي إلى أوغندا بعد فتور بل توتر في العلاقة مع كمبالا، لفتت أنظار المراقبين لتطورات الأوضاع في منطقة القرن الأفريقي وما يجري فيها من حراك من قبل اسمرة، فيما كانت الزيارة مفاجئة للبعض الذي كان يرشح ان تتدهور العلاقات بين اسمرة وكمبالا في ظل سقوط العديد من الضحايا من القوات الأوغندية في الصومال والاتهام الموجه إلى اريتريا بدعم المجموعات الإسلامية الموصوفة “بالتطرف” في الصومال وعلى رأسها تنظيم الشباب المجاهدين والذي يسعى إلى الإطاحة بالحكومة الصومالية وكذلك تبني هذا التنظيم لهجمات قاتلة ضد مقاهي في العاصمة الأوغندية في يوليو من العام الماضي والتي راح ضحيتها العشرات من الأوغنديين.وما لفت الأنظار أكثر ربما، هو الهجوم العنيف الذي شنه افورقي على تنظيم الشباب والمجموعات الإسلامية الأخرى المناوئة للحكومة الصومالية وقال “الشباب تخدم مصالح الذين يريدون استمرار تفكك الصومال وإتاحة الفرصة للحركة لتزدهر وتوسع نطاق نفوذها في الصومال” وذلك في تناقض واضح مع موقفه السابق والذي كان ينادي بإشراك الشباب وغيرهم من المجموعات الإسلامية الصومالية في العملية السياسية الصومالية، وكان يلمح بان ما يقوم به التنظيم من عمليات ضد القوات الأفريقية والصومالية بأنه يندرج تحت النضال لانتزاع الحقوق.!كما نفذ التنظيم والذي تتحدث تقارير دولية عن حصوله على دعم مباشر وغير مباشر وتسهيلات من قبل الحكومة الاريترية، نفذ العديد من العمليات الانتحارية وكذلك الهجمات ضد القوات الأفريقية في الصومال والتي يتكون قوامها من الكتيبة الأوغندية، الأمر الذي أدى في نهاية المطاف إلى توتر واضح في العلاقات بين اريتريا ودول المنطقة خاصة مع أوغندا التي كان لها قصب السبق في إرسال جنودها إلى الصومال.ويرى مراقبون، ان افورقي ومن خلال الزيارة التي الأخيرة إلي أوغندا والتي استمرت ثلاثة أيام كان يهدف لتحقيق هدفين، الأول هو محاولة فك العزلة الدبلوماسية والسياسية التي أصبحت ملازمة لنظامه جراء الاتهامات الإقليمية والدولية التي وجهت إليه بدعم مجموعات قريبة من تنظيم القاعدة في المنطقة والتي تثير حالة من عدم الاستقرار في المنطقة، والأمر الثاني، هو ان الرئيس الاريتري يسعى أيضا إلى مواجهة ائتلاف إقليمي من دول أفريقيا الشرقية تقوده إثيوبيا يبذل جهودا هذه الأيام في الأمم المتحدة لإقناع مجلس الأمن الدولي بفرض المزيد من العقوبات على النظام الاريتري بسبب ما تقول هذه الدول انه خطر اريتري قائم على أمنها القومي وضرب استقرار المنطقة بل قبل هذا وذلك يهدف إلى الإطاحة بالحكومة الصومالية الانتقالية عبر دعم المجموعات المتمردة هناك.هذا فضلا عن ان الرئيس الاريتري يسعى كذلك لرأب الصدع في العلاقة أوغندا وبدأ يتودد إلى صديقه القديم يوري موسفيني بعد أن أصبح هذا الأخير يتمتع بحضور معتبر في التوازن الإقليمي على مستوى المنطقة وذلك من خلال دوره الكبير في الاتحاد الأفريقي عبر مساهمة بلاده في قوات حفظ السلام الأفريقية في الصومال “AMISOM”، وأيضا العلاقات المتميزة التي تربطه بالإدارة الأمريكية كأحد أهم الحلفاء الاستراتيجيين للحرب على الإرهاب في المنطقة وأفريقيا وتلك مزايا كما يقول محللون كفيلة بإغراء افورقي لمغازلة موسفيني في هذا التوقيت الذي تستحكم فيه حلقات العزلة الدولية والإقليمية على نظامه .!وقد تحالف افورقي وموسفيني أواخر تسعينيات القرن الماضي ضد الخرطوم بمباركة أمريكية للإطاحة بحكومة الإنقاذ في حينها، كما قدم حاكم اسمرة ما يلزم من دعم للحركة الشعبية بقيادة جون قرنق لتضيق الخناق على الخرطوم، وساهم ذلك الدعم الاريتري حينها في تقوية شوكة الحركة الشعبية على الصعيد العسكري مما قوى موقفها التفاوضي لاحقا.كل تلك المزايا كافية بان تجعل افورقي يتوجه إليه في هذا التوقيت المهم وخطب وده ان أمكن لعل ذلك يفيد في مواجهة موقف إقليمي ودولي ما فتئ يتشكل ضد نظامه الذي يتعرض لهجوم مستمر من قبل منظمات حقوقية وعدلية دولية بأنه يمارس انتهاكات على أكثر من صعيد سواء في حقوق الإنسان او الحريات العامة او حرية الصحافة والتعبير وغير ذلك من المعاملات التعسفية ضد الشعب والذي أصبح يفضل الهروب عن وطنه في صمت بدلا من ان يقود ثورات احتجاجية كتلك التي باتت تعرف من ثنايا الربيع العربي هذه الأيام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى