مقالات

سيادة والي ولاية كسلا :لا تخشى على علاقتكم مع النظام الارتري إلا من النظام نفسه :علي عبد العليم

25-Jun-2011

المركز

على موقع (عدوليس) الالكتروني، نقلا عن وكالة (سونا) للأنباء، ورد خبر مفاده أن السيد والي ولاية كسلا قال لدى مخاطبته الطلاب المجندين بمعسكر الشهيد الرائد سامي، بقيادة اللواء (41) مشاة: [ إن العلاقة مع دولة ارتريا ستكون بمثابة صخرة تتحطم عليها كل الأطماع والساعين لتخريبها ] ؟!.

وقبل التعليق على ذلك، من المهم أن نؤكد أن تطور العلاقة وتناميها بين الشعبين الشقيقين الارتري والسوداني لخدمة المصالح المشتركة بينهما هو أمر تسعد له المعارضة الارترية، فليس لها مصلحة في توتير العلاقة بين البلدين الجارين، ذلك أن آثارها ستتخطى الجانب الرسمي إلى الجانب الشعبي مما يجعل المواطن العادي يعاني ويقاسي، خاصة المواطن الارتري المغلوب على أمره!. إذن المعارضة الارترية غير راغبة، وليس لها وجود في السودان يمكّنها من النيل من العلاقة (المتينة) بين السودان والنظام الارتري، فضلا من أن تعمل على تخريبها!. ولم يثبت منذ أن حظر السودان نشاطها وأغلق مكاتبها، وأعلن ذلك بالعبارة الشهيرة لوالى كسلا السابق: (أغلقت مكاتب المعارضة الارترية والمفاتيح في جيبي)!.لم يثبت أن قامت بأي عمل يخدش أمن واستقرار الولاية، ولم تشهد حدود الولاية مع ارتريا أي عمل عسكري من المعارضة الارترية، مما يؤكد على أنها معارضة مسئولة، تعرف مصلحة وطنها ومواطنيها، وليس في أجندتها البتة تعكير صفو العلاقات التي بدأت في التنامي بين النظام الارتري والحكومة السودانية، خاصة مع الولايات الشرقية التي شهدت تبادل زيارات الوفود الرسمية والفرق الغنائية وغيرها..فإذا لم تكن المعارضة الارترية هي التي لها أطماع وتسعى لتخريب علاقة النظام الارتري بالحكومة السودانية فمن يا ترى المعني بعبارة السيد والي ولاية كسلا السالفة؟؟.ربما المعني هو دول الجوار؟!.وبما أن علاقة جيبوتي مستقرة مع نظام اسياس بعد الاتفاق الذي رعته دولة قطر، والصومال ليس له حدود مشتركة مع ارتريا، وهو في وضع لا يسمح له الالتفات إلى الآخرين، فضلا عن أن يلحق بهم الضرر!. إذن ليس هناك غير إثيوبيا؟!. وهي فعلا متضررة من نظام أسياس، الذي يستضيف معارضتها المسلحة، ويدرّبها ويدفع بها عبر المثلث الحدودي المشترك مع السودان للقيام بعمليات عسكرية في العمق الإثيوبي..إذن لإثيوبيا أسبابها الوجيهة، وبالتالي يمكن أن تكون هي المعنية بعبارة الوالي أن لها أطماع وتسعى لتخريب العلاقة بين السودان وارتريا!.من جانبي لا أظن ذلك، ولا أذهب بعيدا فأرفع أصبع الاتهام نحو إثيوبيا، وقبل أن أورد المبرر والعلة، أحب أن أوضح أنني لست بصدد الدفاع عن إثيوبيا، كما أني لا أحمّل كلام السيد الوالي ما يحتمله وما لا يحتمله من الإشارة بطرف خفي إلى إثيوبيا وهي بالطبع أقدر على الدفاع عن نفسها، وليست في حاجة إلى قلمي لدرء الاتهام عنها ..يدرك المراقب الحصيف أن إثيوبيا ليس من مصلحتها، على الأقل في الوقت الحاضر، خاصة مع تبادل الاتهامات بينها وبين ارتريا، بأن كل منهما يسعى للإطاحة بالآخر بواسطة معارضته المسلحة!. ليس في مصلحة إثيوبيا القيام بأي عمل من شأنه تخريب العلاقة بين السودان وارتريا، ذلك لأنه لن يكسبها إلا عداوة السودان، ومن ثم انحيازه إلى جانب ارتريا إذا ما نشبت حرب بينهما.. علاوة على أن إثيوبيا لن تجازف بعلاقتها الممتازة مع السودان، وتضحي بمصالح كبيرة تجمعها والسودان هي ثمرة علاقات أسست على أرضية صلبة وقواعد اتفق عليها الطرفان، مما أكسبها الاستقرار والتوازن..فمن يكون إذن الذي أشار إليه السيد والى ولاية كسلا بأن له أطماع ويسعى لتخريب علاقتهم مع النظام الارتري؟؟. أم قال السيد الوالي مقولته تلك لإرسال رسالة إلى النظام الارتري مفادها أنهم من جانبهم حريصون على تواصل العلاقة وتطويرها، وسيعضون عليها بالنواجذ، ولن يسمحوا لكائن من كان أن يمسها بسوء، وإنها – أي العلاقة – من المتانة كالصخرة، بحيث إذا ما حاول أي طامع أو ساع لتخريبها يرتد خائبا، كناطح صخرة بقرنه ليوهنها فلم يوهنها وأوهى قرنه الوعل، و(الوعل السياسي) من خلال هذا التحليل لم نصل إليه بعد، فلم يكونا هو، اعني المعارضة الارترية وإثيوبيا!. فمن يكون إذن؟؟.لم يتبقى إلا الدكتاتور اسياس، نعم اسياس افورقي لا غيره!.. فلم يكن اسياس ليوم واحد مخلصا للعلاقة التاريخية بين الشعبين الارتري والسوداني.. فهو معروف عنه صفة الجحود والنكران، فقد تنكر لدعم العرب والمسلمين للثورة الارترية حتى تم التحرير وإجلاء المستعمر، واغتصب السلطة في اسمرا على حين غفلة من الزمن، ليكرس نظاما دكتاتوريا طائفيا فردي النزعة، سام الشعب الارتري القمع والكبت والسحل، وأورثهم الجوع والذل والضياع في الشتات..دعونا نلقي الأسئلة التالية لتكون الإجابات عليها أضواء ساطعة تكشف عن حقيقة الطاغية أسياس، الذي تنكّر لدعم السودان الشقيق ووقوفه الصلب مع حق الشعب الارتري في الحرية والاستقلال، وكافأه بقطع العلاقات الدبلوماسية وتسليم مفاتيح السفارة السودانية في اسمرا إلى التجمع الديمقراطي السوداني المعارض، منتهكا كل المواثيق والأعراف الدبلوماسية الدولية..من روّع مدينة كسلا واستباحها طرفا من نهار بهجوم عسكري غادر منطلقا من ارتريا، وقضّ مضجع أهلها الطيبين، ألم تكن الحركة الشعبية الجنوبية والتجمع المعارض المدعومين من أسياس؟.هل نسيت الذاكرة الجمعية للشعب السوداني الاعتداءات المتكررة التي تعرض لها الطريق القومي الذي يشق الشرق ويربط عاصمة البلاد بميناء بورتسودان، فكم شهد من نهب وسلب لأموال المواطنين واختطاف الموظفين الحكوميين ومن يشتبه فيهم من المواطنين ونقلهم وسياراتهم وممتلكاتهم إلى ارتريا؟. والاستهدافات المتعددة على خط الأنابيب الناقل للبترول.. من كان وراء كل تلك الاعتداءات والاستهدافات الم تكن المعارضة السودانية المدعومة بالكامل من أسياس؟؟.من الذي استباح القرى السودانية الحدودية واختطف منها الشباب لتجنيده قسريا في صفوف المعارضة السودانية المسلحة؟؟..من الذي ولغ في مستنقع أزمة دارفور وأعاق الوصول إلى اتفاق وحلول، ومن الذي يستضيف حتى اللحظة المعارضة الدارفورية المسلحة، ويفتح لها المكاتب ومعسكرات التدريب ويقابل قياداتها دون تحرج، ويتيح لها حرية التحرك على الشريط الحدودي المشترك.. أليس هو الطاغية أسياس!..من الذي حاول بكل ما أوتي من نفوذ تجيير اتفاق سلام الشرق لصالحه فقط، بعد أن ضغط في اتجاه انجازه، ثم عندما لم يفلح صنع معارضة بجاوية جديدة، وفّر لها التدريب والدعم اللوجستي، وسمح لها بحرية التحرك، هي الأخرى على الشريط الحدودي المشترك.. أليس هو الدكتاتور أسياس.من الذي يصدّر مشاكله للجوار ويصدّر معها الآلاف من الهاربين من جحيمه، ومن الذي يعمل على توتير الأوضاع بدول الجوار وفرض القتل والخراب والدمار.. حتى صدرت بحقه إدانات دولية جسّدها قرار عقوبات أممي بالرقم (1907)؟؟.من الذي ينتهك حدود دول الجوار ويهرّب السلع والمؤن عبر شبكات تهريب منظمة، تعمل بامتياز على تخريب اقتصادياتها ؟؟.إن من يرسي علاقات إستراتيجية مع عدوّة الأمة إسرائيل، وينعت العلاقة معها بالمفيدة!. لمن سواه؟. لا أدري؟ ويحاول تبرئة ساحتها من الاتهام بأن لها أطماع في البحر الأحمر والمنطقة ككل، ويشدّ إليها الرحال طلبا للشفاء ، ويأتمنها على حياته، ويثق فيها ما لا يثق في أي أحد سواها.. فهل مثل هذا يؤمن جانبه؟؟.سيدي الوالي ندرك ونثمّن حرص السودان ورغبته الطيبة بطيبة أهله في الاحتفاظ بعلاقة جيدة ومستقرة مع ارتريا، ولكن نقولها صادقين أن نظام أسياس ليس هو الشريك المناسب لتوثيق تلك العلاقة واستدامتها..حاكم بهذه المواصفات المريعة، والتاريخ المرعب المزدحم بالانتهاكات والتعديات والتهديد للأمن والسلم الإقليميين .. فهل تنتظر منه حفظ العهود والمواثيق، والوفاء للعلاقات الثنائية ؟؟!.سيدي الوالي لا تخشى على علاقتكم مع نظام اسياس إلا من اسياس نفسه!!..والمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين !.والله من وراء القصد، وهو يهدي إلى الصواب،،،،،علي عبد العليم:alialawe2000@hotmail.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى