حوارات

أبوالحارث : المخرج في المؤتمر الجامع ومايقال عن الحركة محض إشاعات

21-Jul-2014

عدوليس ـ ملبورن ـ ( خاص)

نفى الأمين العام الجديد لحركة الإصلاح الإسلامي الإريتري ما تردد مؤخرا من ان حركته تمر بمتاعب وإشكالات وقال انها محض إشاعات ،معللا السرية التي عقد بها الإجتماع نتيجة المداهمات والإعتقالات في أوساط الحركة في إشارة لعلاقة الحركة بالحكومة السوداني .وقد طرح آدم إسماعيل ـ أبو الحارث ـ رأي الحركة في الخروج من الأزمة التي تعاني منها المعارضة التي فشلت في تقديم الحلول للشعب الإريتري .آدم إسماعيل الذي يوصف بإنه الرجل القوى داخل الحركة تسلم الأمانة العامة من سلفه محمد أحمد صالح ـ أبو سهيل ـ ( يشغل الآن موقع رئيس مجلس الشورى ـ جهاز تشريعي ـ ) في المؤتمر الأخير للحركة والذي عقد في الفترة من 26-30 مايو الماضي ، في منطقة لم تعلن عنها الحركة .في هذا الحوار الذي يعتبر الأول مع الرجل بعد توليه دفة القيادة في الحركة أجاب على أسئلة ( عدوليس ) دون ضيق وتردد ، وقد وجه الرجل في نهاية الحوار عدد من الرسائل خص بواحدة منها (عدوليس ) .ادار الحوار جمال همد

/ كان لافتا التحضير الدقيق والسرية التامة لاعداد المؤتمر وأثناء الانعقاد ، هل أنعكس ذلك على شكل الاعداد ونتائج المؤتمر ؟.
ج 1 : التحضير الدقيق كان نابعا من الرؤية التي انطلقت منها اللجنة التحضيرية في خطة التحضير للمؤتمر العام الخامس للحركة ، حيث رفعت شعار : نحو اصلاح شامل من خلال التحضير المؤسس الفاعل . والذي اقتضى توسيع المشاركة عبر السمنارات والاستبيانات والورش المتخصصة التي أقيمت خلال عامي التحضير والخلوص إلى توصيات وقاعدة بيانات تأسس عليها التحضير الدقيق .
أما السرية التامة فهذا ما اقتضته الظروف المحيطة والتي صاحبت الحركة فترة التحضير والانعقاد ، من ملاحقات ومداهمات واعتقالات وترصد . لكن بفضل الله ثم الدقة والسرية لم يؤثر على شكل الاعداد ونتائج المؤتمر إلا بشكل إيجابي تمثل في التقييم الدقيق والتخطيط السليم بما يحقق معالجة المشكلات وتجاوز العوائق والتحديات ، وتطوير الأداء الداخلي والتعاطي الخارجي للحركة مع الواقع المحيط والمستقبل المنظور بإذن الله تعالى .
2/ كأمين عام أتى في مرحلة دقيقة ومؤتمر أشبه بالاستثنائي ماهي برامجك على المستويين الحركي أي داخل التنظيم وفي أوساط المعارضة ؟ .
ج 2: أولا المؤتمر لم يكن شبه استثنائي بل كان دستوريا بكامل أركانه رغم التحديات كما بينا سابقا ، ولا شك أن التكليف جاء في مرحلة دقيقة تكتنفها الكثير من التعقيدات والتحديات على الصعيدين الداخلي والخارجي ، إلا أن ما خرج به المؤتمر من موجهات ومقررات سيكون دافعا لنا بعد الله في تجاوز الأزمات والتحديات والانطلاق بالمسيرة المباركة إلى مبتغاها . فعلى الصعيد الداخلي يتم ترتيب الأولويات بما يتناسب مع المرحلة ، وفي مقدمتها التفعيل والاصلاح الداخلي ، والانتقال من دائرة النظر إلى دائرة الفعل ، ومن دائرة الركود والانتظار إلى دائرة المبادرة والانطلاق سياسيا وعسكريا .
أما على صعيد المعارضة فقد قررنا في المؤتمر- بعد تقييم الأداء السابق – أن تلعب الحركة دورا يتناسب وحجمها السياسي والإسهام في تقويم الأداء وترقيته ، والتعاطي الإيجابي والفاعل مع الفرقاء من أجل توحيد الجهود وتقريب المسافات والارتقاء بالعمل المشترك سياسيا وعسكريا ،وسنتقدم برؤية من خلال مبادرة لتوحيد الجهود ، وترتيب الأولويات ، والخروج من دوامة الركود واللافاعلية التي تعيشها المعارضة بكل مظلاتها .3/ ليس سرا ظهور بعض الاشكالات داخل الجهاز العسكري للحركة .. تجميد قيادات وعدم حضور أخرى للمؤتمر .. إنكشاف السلاح واللغط الذي دار ويدور حول ذلك .. الخ كيف الوضع الآن ؟.
جـ3 :ليس كل ما دار من لغط حول مشكلات الحركة صحيحا ولا يخلو من لغة التضخيم والمبالغة في الغالب ، وإن أي عمل بحجم حركة الاصلاح لا يخلو من مشكلات وأخطاء ، لأنه من يعمل يخطئ ، وهذا ليس عيبا ولكن العيب أن نتمادى في الخطأ وأن نفقد إرادة اصلاح الأخطاء ومواجهة المشكلات ، وما حدث في الأمانة العسكرية لا يخرج عن كونه خلاف بين بعض قيادات العمل العسكري نتيجة الاختلاف في الاجتهادات أدى إلى ثغرات استغلت لاستهداف الحركة من خارجها ، وقد اضطلعت قيادة الحركة بدورها بكل جدية ومسئولية لمواجهة تلك المشكلات سواء كان في بعدها الداخلي أو بعدها الخارجي وتم حسمها بفضل الله مع العمل على معالجة الآثار وتلافيها ، وبذلك نؤكد بأن الحركة قد تجاوزت بفضل الله أزماتها باقتدار .
4/ المعارضة الإريترية ليست بخير هذا مفروغ منه بإتفاقها هي نفسها السؤال لماذا الإصرار على إستمرار الحالة أو غياب خطوات جدية في سبيل تجاوز ذلك ؟.
ج4 : لا شك في أن المعارضة الإرترية لم تحقق نجاحا يلبي طموحات وآمال الشعب الإرتري الذي ظل ينتظر منها الانقاذ ، وذلك لعدم فعالية آلياتها ومظلاتها الجامعة ‘ وقصور أدائها السياسي والدبلوماسي والعسكري . ونحن عندما نتحدث عن المعارضة لا نستثني أنفسنا لأننا جزء منها وشركاء في إخفاقاتها ، وانتقادنا لها ليس من قبيل جلد الذات بقدر ما هو نقد للذات من أجل تشخيص الأخطاء والاعتراف بها ومن ثم التقويم والاصلاح وتصحيح المسار .
نحن نعتقد بأن عقد مؤتمر موسع (للمجلس الوطني الارتري ) هو المحطة المناسبة للاصلاح والتطوير ، مؤتمر يستوعب كافة القوى الوطنية الفاعلة في مظلة واحدة ، ومن خلال تحضير دقيق يمكن معالجة كل الثغرات ومواطن الإخفاق وإعادة هيكلته بما يتناسب وحجم المسئولية التاريخية التي يجب أن يضطلع بها ، ونحن لدينا رؤية متكاملة يمكن أن نسهم بها مع بقية القوى الوطنية الحادبة للخروج من هذه الحالة .
5/ اشتهرت المعارضة الإريترية بإضاعة الفرص وعدم إلتقاط الحالات السياسية المواتية والتي تنتظرها ما تفسيركم لذلك في حالة الإتفاق مع هذا التوصيف ؟ .
جـ 5: ربما لا أختلف معك كثيرا في هذا التوصيف ، فعلى الصعيد الإقليمي ودول المحيط لم تستغل حالات التوتر في العلاقات بين النظام ودول الجوار بصورة مثلي وعلى الصعيد الداخلى لم تستغل ظاهرة الصراعات التي تعرض إليها النظام في أجهزته الأمنية والعسكرية والحزبية وخاصة حركة 21 يناير التي قام بها الجيش والحراك الشبابي الذي تفاعل معها من الخارج، كما أن الإدانات المتواترة للنظام من الهيئات الدولية والمنظمات الحقوقية تعد من الفرص والعوامل المساعدة لمحاصرة النظام دوليا … ولذلك أتفق معك على أن المعارضة لم تكن قادرة على استغلال الفرص المواتية كما ينبغي وتفسيري لذلك هو عدم جاهزية المعارضة وإفتقادها للفاعلية التي أشرنا إليها سابقا ، ففاقد الشئ لا يعطيه ، والفرص لا تنتظر ولا تتكرر ، ولا يغتنمها إلا من كان في استعداد وجاهزية تامة ، فالحل أخي الكريم هو كما أشرنا : الوقوف مع الذات ونقدها وتصحيح المسار وتفعيل العمل المشترك تحت مظلة واحدة والخروج من ثقافة ( أنا وبس ) إلى ثقافة ( نحن معا ) .
6/ أعلنتم مبادرة لتوحيد التنظيمات السياسية الإرترية ما هو تصوركم للمبادرة ، وهل تتوقعون نجاح هذه المبادرة ؟
جـ 6 : بالرغم من الجهود التي بذلت في السنوات الماضية لتوحيد المعارضة إلا أنها لم تكلل بالنجاح لتعدد مظلاتها ، حيث كانت تجربة التحالف الديمقراطي كمظلة جامعة لكنها لم تستوعب الجميع ، ثم جاءت تجربة المجلس الوطني الارتري كأكبر مظلة جامعة للتنظيمات السياسية الارترية ومنظمات المجتمع المدني إلا أنها لم يحالفها النجاح لوجود ثغرات في تكوينها الهيكلي من ناحية وعدم إعطائها الأولوية من قبل التنظيمات المكونة لها بالاضافة لتشتت الجهود بينها وبين التحالف الديمقراطي من ناحية أخرى ، وقبل شهر واحد عقدت عدد من الجلسات في اديس ابابا لتكوين مظلة ثالثة جامعة لكل التنظيمات الارترية المعارضة ، ولكنها انفضت دون الوصول إلى رؤية مشتركة ، أضف إلى ذلك السمنارات والورش التي عقدت في أثيوبيا باسم الشباب والطلاب تارة وباسم المثقفين تارة أخرى … هذه المبادرات والحراك السياسي غير المرشد أدي إلى تشتيت الجهود بدلا من توحيدها كما أدت إلى إضعاف دور المعارضة بدلا من تفعيلها لذا نتقدم بمادرة توحيد جهود المعارضة انطلاقا من مقررات مؤتمرنا العام الخامس ، وملخص رؤيتنا لذلك هو : إنعقاد مؤتمر موسع باسم (المجلس الوطني الإرتري ) يضم كافة التنظيمات الارترية المعارضة ومنظمات المجتمع المدني ، ضمن معايير محددة ونظم ضابطة للكيانات الجادة ، ومن خلال تحضير دقيق يتلافى ثغرات وسلبيات التجربة السابقة ، والخروج بمظلة جامعة وإلغاء ما دونها من مظلات مماثلة ، والانطلاق بها ضمن رؤية وأهداف واضحة ومحددة . ولدينا تصور تفصيلي يمكن أن نسهم به مع غيرنا من الحادبين ، ونعتقد أن فرص النجاح لتلك المبادرة متوفرة ، منها القناعة المشتركة لدى التنظيمات الارترية بأن المظلات القائمة غير فاعلة ، والارادة المشتركة لدى معظم الحادبين بضرورة الاصلاح والتقويم ، بالاضافة للضغط الجماهيري والرأي العام الارتري في المهجر المطالب بذلك .
س 7: وماذا بشأن المبادرة لتوحيد التنظيمات الاسلامية ؟ وما هو شكل الوحدة المطروحة ؟ وما هي فرص النجاح لذلك؟
أطلقت تلك المبادرة انطلاقا من مقررات مؤتمرنا الخامس ولأنها من أهدافنا الاستراتيجية المعلنة ، وكما أن وحدة المسلمين مطلب شرعي وضرورة واقعية ، وهي في نفس الوقت لا تتعارض مع المشروع الوطني الذي يتطلب تقريب المسافات بتوحيد المتماثلات ، والصورة التي نطرحها لوحدة المسلمين في هذه المرحلة هي (إعلان تحالف اسلامي ) تنضوي تحته كل التنظيمات الاسلامية وكل المنظمات والكيانات ذات المرجعية الاسلامية ، من أجل تنسيق الجهود وتوحيد المواقف والتعاون لتحقيق الأهداف المشتركة ، والعمل المنسق ضمن المظلة الجامعة للمعارضة الارترية . ويمكن أن تتطور فيما بعد إلى الوحدة الاندماجية الشاملة . وأما عن فرص النجاح متوفرة بإذن الله إذا ما توفرت الارادة الصادقة ، ومن عوامل نجاحها أن نسبة القواسم المشتركة بين تلك التنظيمات تفوق 95% ، كما أن ضرورة الوحدة أصبحت قناعة مشركة بين قيادات تلك التنظيمات ، وأصبحت وحدة المسلمين مطلب جماهيري وضرورة تفرضها تحديات المرحلة . وأنا متفائل جدا ، لو بدأ الحوار سيذيب الكثير من كتل الثلوج الوهمية .
8/تقييمكم للوضع داخل البلاد وتصوراتكم لمآلات النظام ؟ .
ج 8 : الوضع في الداخل يدمي القلب وحالته يرثى لها ، اقتصاديا مصنف في زيل قائمة افقر الدول التي تحت خط الفقر ‘ وفي اضطهاد الأديان وانتهاك الحريات يتصدر اعلى هرم الدول في العالم ، الشعب الإرتري نصفه تحت الإقامة الجبرية والخدمة الإلزامية والسخرة القسرية ، ونصفه الآخر في حالة شتات ، منهم اللاجئ الذي يعيش في العراء من غير مأوى ولا غذاء ولا دواء ، ومنهم من تلتهمهم حيتان البحار وهو يبحث عن الحياة ، وآخرون تتلقفهم عصابات الإجرام ويكونوا عرضة للتعذيب وانتهاك الاعراض والابتزاز والارتهان أو القتل وبيع الأعضاء كطع غيار لعصابات الاتجار ، كل ذلك وهو يهرب من جحيم النظام .
إرتريا وطن تحكمه عصابات مافيا بالحديد والنار أهلكت الحرث والنسل ، والآن عندما لم تجد ما تحرقه بدأت تلتهم نفسها وتأكل أبنائها ، وهي الآن في حالة لا تحسد عليها من المكايدات البينية والصراعات الداخلية ، واعتقد أن مآل نظام افورقي على حافة الانهيار وفي حكم الزوال بحسابات الواقع ، ومحكوم عليه دوليا وأمميا بأنه في قمة هرم الحكومات الفاشلة ، ولكن أين الخلل ؟ الخلل في المعارضة التي أصبحت جزء من المشكلة بدلا من أن تكون حلا للمشكلة ، ولذلك ندعو إلى اصلاح المعارضة وتفعيلها حتى يشتد ساعدها وتسقط العصا التي يتكئ عليها نظام العصابة المنهار ، ولأن ينهار النظام على أيدينا خير من أن ينهار بنفسه ، حتى لا تصاب إرتريا بمتلازمة الصوملة .
9/ تنحصر علاقات المعارضة فقط داخل أسوار العاصمة الإثيوبية السؤال هل تفتقرون لوسائل وآليات الحركة في دول المحيط أم ان المعارضة الإريترية غير مرحب بها إقليميا ودوليا ؟
جـ9 : انحصار علاقات المعارضة يعود لاسباب داخلية وأخرى خارجية ، فالأسباب الداخلية تتمثل فيما اشرنا إليه سابقا من عدم الفاعلية وعدم القدرة على اغتنام الفرص ، مما جعلها تتعامل مع العمل الدبلوماسي بسياسة (رزق اليوم باليوم) ، بالإضافة إلى أن المعارضة تعيش خارج بلادها مما يقلل من أثرها ويضعف من امتلاك قرارها .
أما الأسباب الخارجية فتتلخص في أن منطقة الشرق الاوسط تشهد أحداث ساخنة ودامية وشاغلة ، وما يحدث اليوم في سوريا والعراق وفلسطين واليمن وليبيا ومصر، كلها أحداث ساخنة شغلت الراي العام عن غيرها من القضايا ومنها قضية إرتريا ، والنظام الارتري غير مرحب به دوليا واقليميا ، مما كان يقتضي أن تكون المعارضة مرحب بها دوليا واقليميا لو كانت ذات تاثير ، أي أن البيئة الخارجية مواتية للمعارضة أكثر من النظام ، ولكن الفرصة لا يغتنمها إلا من كان في جاهزية تامة كما أسلفنا ،(وإذا عرف السبب بطل العجب ) .
س 10: هل من كلمة أخيرة تقولها في ختام هذا اللقاء ؟
جـ 10 : لدي ثلاثة كلمات مختصرات :
الكلمة الأولى / إلى المعارضة الإرترية :
نحن جزء أصيل من المعارضة ، و لنا نصيب في كل ما قلته فيها ، وأقول : البدار البدار ، والتغيير والانتقال من حالة اللافاعلية التي نعيشها قبل فوات الأوان ، فإنه (من لا يغير يغير) ، وتغيير الواقع يسبقه تغيير الذات ، (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) .
الكلمة الثانية / إلى المثقف الإرتري :
أما آن للمثقف الإرتري أن ينتقل من دائرة التباكي وجلد الذات وانتقاد الآخر ، إلى دائرة الأمل والعمل والتفاعل الإيجابي مع المعارضة ؟ ليسأل كل منا نفسه قبل أن ينبري لنقد الآخر .. ما هو دوري أنا تجاه القضية ؟ وماذا قدمت لها ؟
الكلمة الثالثة / إلى موقع عدوليس والقائمين عليه :
هنيئا لكم بهذا الأداء الإعلامي المتميز ، الذي اتسم بالمهنية والموضوعية والحيادية ، وإتاحة الفرص للرأي والرأي الآخر ،والسبق الاعلامي في كثير من قضايا الوطن والمواطن … وأشكركم على إتاحة هذه الفرصة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى