أمين العلاقات الخارجية بالحزب الإسلامي للعدالة والتنمية في حواره مع المركز : إرتريا لم تعش ظرفاً كهذا ابداً ، ومستقبل إرتريا يتوقف على زوال هذا النظام وإقامة بديل ديمقراطي . . أجرى الحوار جمال همد
20-Jun-2005
المركز
عقد الحزب الإسلامي الإرتري للعدالة والتنمية مؤتمره لرابع في اغسطس من العام الماضي ، وقد دفع المؤتمر قيادات جديدة وشابة الى ساحة العمل السياسي الإرتري ، وكانت لنا في المركز هذه الوقفة مع واحد من تلك القيادات الذي يتبوأ موقعاً مهماً في الحزب الإسلامي الا وهوالسيد محمد أحمد إبراهيم أمين أمانة العلاقات الخارجية للحزب بكل مايمثله هذا الموقع من اهمية ، إذا هذه سياحة في أفكار الرجل ومواقف الحزب .
في البدء أشكركم على إتاحتكم لنا هذه الفرصة ونبارك الجهود التي تبذلونها من أجل إرساء دعائم السلام والاستقرار في ربوع ارتريا.أرجو أن تضعنا في صورة مايجري في إرتريا ، وكيف ترون مستقبل البلاد ، وماهو توصيفكم للنظام القائم ؟ * أما مايجرى في ارتريا جد خطير ومهدد للإنسان والأرض معا ، حيث لم تعش ارتريا ظرفا كهذا أبدا إلا في ظل نظام الجبهة الشعبية الذي أذاق الشعب الويلات تلو الويلات خلال سنوات حكمه العجاف ، لذلك الوضع قاتم جدا حيث هناك:-تنتهك حقوق الإنسان بشكل واسع وفظيع وفى جميع المجالات، ولا تزال الاعتقالات التعسفية مستمرة خاصة في جنح الليل، ومنذ الاستقلال الآلاف من ذوى الرأي والفكر يقبعون في السجون لايعرف لهم مصير بل لاتوجد لهم إحصائيات وسجلات عند النظام حتىلايدان ولا يطالب بتطبيق المعايير الدولية في حقهم، وسجن ( أبو غريب) أرحم بكثير من سجون الجبهة الشعبية، مما أدى في النهاية إلى انعدام الأمن والطمأنينة في نفوس الشعب لأن النظام تحول إلى نظام بوليسي قمعي لايحترم أي قانون أوعرف.-وهناك: أيضا تدهور الأوضاع الاقتصادية إلى حد انعدام السلع الضرورية وحرمان كثير من المناطق من الخدمات الأساسية مثل الماء والكهرباء. ومن المتوقع أيضا تفاقما لحالة الغذائية خلال عام2005م لأن ثلثي سكان ارتريا(حسب تقديرات الأمم المتحدة) بحاجة إلى مساعدة غذائية طوال العام الحالي ، يضاف إلى هذا سوء التغذية لدى الأمهات والرضع، مما يفسر بسوء السياسة الاقتصادية التي اتخذها النظام مع رداءة الأداء.-ولا ننسى أيضا أن معدل انتشار فيروس نقص المناعة البشرية وصل إلى 2.4% وآخذ في الازدياد في جميع البلد وينتشر بصورة أكبر في مؤسسات النظام خاصة الجيش ومعسكرات ساوا الشهير باغتصاب الفتيات اللاتي يلحقن بالتدريب قهرا.- الاستمرار في سياسة تمييز طائفة على طائفة وثقافة على ثقافة وتحويل الإمكانات كلها إلى تجرن المجتمع في الوقت الذي يعيش فيه الشعب على الجباية والإغاثة.-تزايد الاستعدادات العسكرية ودق طبول الحرب وإطلاق التصريحات العدائية والتجنيد الاجبارى للجنسين، هذا كله أمر يبعث على القلق الشديد لشعبنا في الداخل والخارج لذلك نجد الهروب الكبير واللجوء مرة أخرى إلى الدول المجاورة ولاسيما إلى إثيوبيا والسودان وحسب المصادر المطلعة فان ماوصل إلى السودان وحده يزيد على (5000) لاجئا. هذا باختصار بعض مايجرى في داخل ارتريا، وانماهو غيض من فيض وماخفى أعظم، لذلك نطالب المجتمع الدولي بتحمل مسئولياته تجاه مايجرى في ارتريا ونطالب كذلك الدول والمؤسسات المالية التي مازالت تقدم له المعونات على أساس دعم البنية التحتية أن تكف عن ذلك لأنه أصبح كله يحول إلى حسابات أسياس وزبانيته ولا يستفيد منه الشعب الارتري في شيء. أما مستقبل ارتريا فنرى في زوال هذا النظام الجائر وإحلال محله نظام ديمقراطي يقر بالتعددية السياسية والحزبية والتداول السلمي للسلطة. والمعارضة الآن في انتظار الوثبة الكبرى، خاصة بعد تكوينها للتحالف الديمقراطي(تحدى) وتوافقها على برنامج مرحلتي إسقاط النظام والمرحلة الانتقالية.وتوصيفنا للنظام: حقيقة ليس له لون ولاطعم ولا رائحة حتى يوصف ،ولو بحثنا له في الأنظمة القمعية أيضا لن نجدله وصف دقيق لأنه غير مسبوق في تاريخ الاستبداد والديكتاتورية ولكن نقول من باب التقريب أنه نظام ديكتاتوري يتسم بالانفعال والضبابية في التعامل في كثير من القضايا في داخل وخارج ارتريا لأنه يحمل هوية شوفينية ضيقة.ماهو أفق العمل الإسلامي في إرتريا ؟ •أفق العمل الاسلامى في ارتريا كبير وواسع تسنده شعبية عريضة تملأ أفق ارتريا وله تاريخ مشرف وواقع ملموس ومشاهد كالشمس في ربيعة النهار. يستمد ذلك كله من سماحة الإسلام وعدالته( لااكراه في الدين…).قبل فترة تحدث الحزب الإسلامي وحركة الإصلاح عن بداية مرحلة جديدة في العلاقة بينهما ، الى اين وصلت هذه العلاقة وهل هنالك إمكانية في المنظور القريب لوحدة العمل الإسلامي ؟ •أولا نحن راضون بما تحقق في هذا الإطار حتى الآن، وثانيا لنا رغبة وعزيمة أكيدة في المضي بها إلى الغاية المنشودة بإذن الله ، وهى الآن وصلت إلى مرحلة التحالف الاسلامى التي تسبق المرحلة الأخيرة من عملية الوحدة لذلك لانستبعد ولا نستغرب.دخلت قوى جديدة في معسكر المعارضة ( الحزب الديمقراطي ، الحركة الشعبية وغيرهما كيف ترون إنعكاس ذلك على مجمل حركة المعارضة وفعاليتها ؟ • أحب أن أوكد في البداية على أن الانقسام الرأسي والافقى الذي حدث في داخل (الجبهة الشعبية) يعد مؤشرا أوليا في نجاح المعارضة في اختراقها لنظام الجبهة الشعبية، وخروج تنظيمات من جلبابها يعنى نجاحا آخر للمعارضة وللعملية الديمقراطية وانحيازا للوطن والشعب، فعليه نأمل أن ينعكس هذا بشكل ايجابي على عمل المعارضة ويزيد من فعاليتها ونشاطها وتساهم هي بدورها في تخفيف المعاناة التي يعيشها شعبنا في مناطق اللجوء والتشرد.إنحصرت علاقة المعارضة الإرترية في دول حلف صنعاء ولم تتجاوزها حتى الآن .. ويعتقد البعض إنها تكرس نفس الأساليب القديمة في إستطاب الدعم السياسي والمادي بماذا تعلق ؟ • لاأتفق معك في كلمة انحصرت ولكن نقول انطلقت من دول حلف صنعاء وهذا هو الطبيعي بمعنى أن تنطلق من دول إقليمك إلى ماهو أوسع وأرحب، وحاصل هذا فعليا وواضح أيضا من خلال الأنشطة المختلفة للمعارضة في أمريكا وأوربا والشرق الأوسط عموما، وصحيح أن الدعم ليس كما ينبغي ولكن هذا لايعود إلى المعارضة بقدر مايعود إلى طبيعة الوضع الدولي الذي نعيشه ، ونأمل أن يحصل فيه انفراجا في القريب المنظور إنشاء الله.