المتحدث الرسمي باسم جبهة التحرير الارترية/ المجلس الثوري: اختيار المناضل/ ولديسوس عمار لموقع الرئاسة خلفاً لفقيدنا الراحل/ سيوم كان اختياراً صادف أهله
19-Mar-2006
عدوليس
الحوار مع تسفاي ولدميكئيل ( دقيقة ) له طعم ورائحة خاصة تحيلك مباشرة الى مرحلة هامة من مراحل جبهة التحرير الارترية ، وهي مرحلة من أخصب مراحل تطور العمل التحرري الارتري ، وبالرغم من كل محاولات الكنس والازالة التي مورست من اكثر من جهة الا ان تلك المرحلة ستظل تحفر بعيدا في وجدان الارتريين جميعا ، التقينا بالسيد تسفاي عقب وصوله للخرطوم ورغم ان الرجل كان في مرحلة ترتيب اوضاعه تمهيد لمباشرة مهامه نزل عند رغبتنا لاجراء هذا الحوار .
حاوره في الخرطوم : جمال همد تصوير : حسين صالح
هل تستطيع القول: أن تنظيم جبهة التحرير الارترية/ المجلس الثوري قد تجاوز فجيعة رحيل المناضل/ سيوم عقباميكائيل؟ ج/ إن فجيعة استشهاد المناضل الشهيد/ سيوم عقباميكائيل لم تكن بالأمر السهل التجاوز على عموم معسكر المعارضة ناهيك عن مستوى تنظيمنا، إن غياب الشهيد/ سيوم عن مسرح الأحداث في وقتٍ كان نضالنا في أمس الحاجة اليه، لا شك قد خلق فجوةً واجبة السد، من جانبي أستطيع القول: إن المجلس الثوري اتخذ خطواتٍ أساسية لسد هذه الثغرة، فبمجرد حدوث الوفاة كان لا بد أن تثار ضرورة ملء الفراغ الرئاسي الذي تركه الرحيل المفاجئ للشهيد، الي جانب البحث الجاد عن كيفية تجاوز الصدمة والانتقال الي الوضع الطبيعي، لذلك وبعد ساعاتٍ قلائل ملأ المناضل/ تخلي ملكين نائب الرئيس ومسئول العلاقات الخارجية منصب الرئيس بالإنابة مؤقتاً تفادياً لحدوث فراغ إداري يخلُّ بسير عمل التنظيم، ثم وخلال أيام أنجز المجلس الثوري المهمتين معاً، مهمة وداع رئيسه الشهيد/ سيوم الي مثواه الأخير وانتخاب رئيس جديد خلفاً له، وبذلك اكد المجلس الثوري على إمكانية تحديه لكل المحن التي واجهته فأنجز المهمة الانتقالية بطريقة سلمية وغير مربكة وبمؤسسية عالية. ثم إن اختيار المناضل/ ولديسوس عمار لموقع الرئاسة خلفاً لفقيدنا الراحل/ سيوم كان اختياراً صادف أهله، ذلك أن الرئيس الجديد الي جانب سجله التاريخي العامر وكونه رفيق درب الشهيد/ سيوم النضالي فهو يتمتع بالتجربة الثرة والمؤهلات الأكاديمية والعلمية، الأمر الذي يجعلنا نؤكد بثقة أننا استطعنا أن نضع مسيرة وتجربة جبهة التحرير الارترية/ المجلس الثوري في يدٍ أمينة. في الكلمة التي بثت عبر إذاعتكم في اوربا حددتم برنامج سياساتكم خلال المرحلة القادمة على صعيد التنظيم والتحالف، أرجو إلقاء الضوء على ذلك ظللنا نؤكد دوماً أن أهدافنا الأساسية تتمثل في إسقاط الدكتاتورية وبناء نظام تعددي يشرك كل فئات المجتمع الارتري، ويستمد شرعية سلطته من الشعب، وكل سياساتنا تعمل على تحقيق هذه الأهداف وفق الأولويات الخاصة بكل مرحلة زمنية، لذلك نعمل وفق الأولويات الآتية: تقوية وتفعيل تنظيمنا والتحالف الديمقراطي الارتري، تقوية وحماية الوحدة الوطنية، العمل على تأكيد شرعية المعارضة الوطنية لدى الدوائر الاقليمية والدولية وحشد الدعم السياسي والمادي والمعنوي لنضالها، والبحث عن أرضية حوار مشترك ودرجة عالية من التنسيق مع جميع القوى والحركات السياسية والمدنية خارج إطار التحالف، خلق علاقة واقعية ودائمة مع الشعوب المجاورة. في تصريحات للأستاذ/ منقستآب اسمروم للمركز الارتري للخدمات الاعلامية عقب وصولكم الخرطوم تحدث فيها عن ضرورة وجود تنظيم أو تنظيمات محورية في التحالف ورأى أن ذلك متوفر في المجلس الثوري، السؤال ما هو مفهومكم للتنظيمات المحورية وما هي الخصائص المتوفرة في تنظيمكم ليكون تنظيماً محورياً في التحالف؟رأي الأخ/ منقستآب حول ضرورة انبثاق تنظيم من بين التنظيمات ذات الأدوار والقدرات الأساسية يقوم بقيادة تحالف المعارضة رأي موضوعي وسديد، فالمعارضة الارترية الآن تعكس حالة من التمزق دون أن نجد بينها خلافات جوهرية تدفعها الي هذا التمزق المريع، وإذا ألقينا نظرة على برامجها السياسية نجد معظمها متشابهاً الي حدِّ التطابق، الأمر الذي يفترض معه أن نجد أصحاب تلك البرامج يعملون سويةً أو متقاربين فيما بينهم أكثر من الآخرين، نحن في جبهة التحرير الارترية/ المجلس الثوري سوف نبذل قصارى جهدنا لتحقيق هذا التقارب، وبإمكاننا أن نلعب دوراً إيجابياً في جمع تلك التنظيمات على مائدة الحوار والعمل على توحيدها.على أنه يجب أن يكون واضحاً أننا بهذا لا نعني أن تنعزل التنظيمات المتباعدة البرامج والأفكار عن بقية قوى المعارضة، إنما المقصود هو تحديد نقاط ومراكز الخلاف بوضوح تام ثم البحث عن طرق للتنسيق بين كل الأطراف مع احترام كل الآراء لبعضها البعض وقيام العلاقات بينها على أسس ديمقراطية. أما عن توفر معايير التنظيم المحوري في تنظيمنا فقد أكدنا أنها الإقرار بوحدة ارتريا أرضاً وشعباً، والنضال من أجل الديمقراطية وسيادة حكم القانون، ليس ذلك عبر برنامجنا السياسي فحسب، بل رسخنا هذه المفاهيم ونشرناها وسط الشعب، هذا فضلاً عن وضوح رؤيتنا حول كل القضايا الأساسية، لذلك نجد تلك المعايير منطبقةً عليه بكل المعايير والمقاييس، أما معايير التنظيمات المحورية وإن كان من الصعب تحديد معايير بعينها في ظل الوضع الراهن للمعارضة ككل وعلى مستوى كل تنظيم على حدة، ففي رأينا تستند تلك المعايير الي قوة تأثير البرامج السياسية وسط جماهير الشعب والأسس التي تنطلق منها مواقف تلك التنظيمات حول مختلف القضايا. الي أين تسير الأوضاع داخل ارتريا؟ وما هي سيناريوهات التغيير برأيكم؟ لقد مضت علينا أعوام طويلة ونحن نردِّد ونحذِّر أن أوضاع ارتريا في ظل هذا النظام تتجه نحو الانهيار الشامل، والشعب الارتري في هذا العهد الدكتاتوري غير السعيد لم يفقد كامل حقوقه وحرياته فحسب، بل نتيجة لما تعرض له من إفقار أصبح يعاني من المجاعات والأمراض الفتاكة فضلاً عن العزلة الاجتماعية والاقتصادية التي فرضت عليه لتعزله عن التفاعل والتبادل الإيجابي مع الشعوب المجاورة، لذلك شعبنا هو الآخر يعيش اليوم على حافة القبر فرادى وجماعات، أما صبر شعبنا على هذا النظام فليس ناتجاً عن حسن ظنٍّ بخدمة النظام لمصالحه الوطنية، إنما يحكم ذلك الصبر قوة التهديد والبطش والرعب المسلط عليه من النظام صباح مساء، ولكن من المؤكد أن يأس الشعب وقنوطه من أي تحوُّل إيجابي في طبيعة النظام لابد أن تعقبه حالة من التمرُّد الشعبي العام الصامت الذي لا يلبث أن يتفجر قوياً عنيفاً، وبإمكاننا الآن أن نؤكد أن ارتريا اليوم على مشارف هبة شعبية قوية معارضة للنظام، أو على الأقل تستشرف تغييراً إيجابياً كبيراً، لذلك يجب أن تمهد القوى المعارضة للتغييرات القادمة بتنظيم نفسها وتعبئة وتأطير إمكانات شعبها المادية والبشرية وتضاعف من تأثيرها في الداخل حتى تصبح قوةً بارزة يحسب حسابها، كما يجب أن ترعى بيقظة واهتمام حركة الشعب التي تزداد قوةً يوماً إثر آخر والتي سوف تتحول الي إعصار شعبي كاسح يقتلع النظام من جذوره، على المعارضة أن تحفظ حركة الشعب من ألا تتعرض لسرقة ثمارها واستخدامها في غير أهدافها كما حدث من قبل، على المعارضة أن تثبت منذ الآن قدرتها على قيادة الانتقال السلمي والهادئ نحو إرساء نظام ديمقراطي. الموقف الامريكي والاوربي يثير الكثير من الشك والريبة بصمته تجاه الأوضاع في ارتريا، مع أن الكثير من المنظمات الحقوقية التي تتخذ من اوربا والولايات المتحدة مقراً لها قد أصدرت تقارير تشير الي سوء الملف الارتري تجاه حقوق الانسان، إضافةً الي تقارير وزارة الخارجية الامريكية بشأن وضع الأديان في ارتريا، بم تفسرون ذلك؟العالم الآن أصبح على علمٍ تام بانتهاكات حقوق الانسان في ارتريا، كذلك بات واضحاً أن ارتريا اليوم تعدُّ واحدةً من أكثر الدول قساوةً على مواطنيها، امريكا وأوربا أيضاً كثيراً ما تثيران الأوضاع السيئة في ارتريا حتى في المكاتبات الرسمية أو على مستوى الهيئات التشريعية، لذلك لا نستطيع التعميم في اتهامهما بتجاهلنا، ولكن كثيراً ما يواجهنا الامريكان والاوربيون في الكثير من لقاءاتنا بهم بالسؤال عن: وأين دوركم أنتم أصحاب القضية؟! لذلك فالتغيير هنا أو هناك يجب أن يأتي على أيدينا، علينا أن نصبح أقوياء، علينا أن نقوِّيَ ونفعِّـــل من أساليبنا وأدواتنا العملية والنظرية، إننا نؤمن بأن أصدقاءنا وداعمينا سوف يزدادون كماً ونوعاً عندما يلاحظون تقدمنا ونمونا السياسي والمؤسسي. التحالف الديمقراطي الارتري لم يرتق حتى الآن الي طموح وآمال الجماهير الارترية، ما هي الأسباب برأيكم؟إن التحالف الديمقراطي الارتري وإن كان خطوةً الي الأمام في مسيرة نضال المعارضة الارترية، بيد أنه لم يرتق حتى الآن الي طموح وآمال الجماهير الارترية كما تفضلتم بذكره، وهذا يعود الي أن التحالف لم ينجح في كسب قبول وتعاطف كامل الشعب، وعلى العكس من ذلك نجحت الآلة الدعائية الضخمة للنظام الدكتاتوري في خلق البلبلة والقلق لدى الشعب من كل ما يتعلق بالتحالف، هذا فضلاً عن عوامل القصور الذاتي للتحالف، فمثلاً خلقت النقاط المتعلقة بالدين والقوميات في ميثاق التحالف قلقاً من أن لا تشجع تلك النقاط الميول والنعرات الطائفية والعنصرية لدى الشعب الارتري. إبان زيارتكم الأخيرة لاديس ابابا تحدثتم مع رئيس الوزراء الاثيوبي حول ضرورة حل موضوع الحدود العالق بين ارتريا واثيوبيا، نرجو إيضاح رؤيتكم تجاه الحل؟<نعم تحدثنا في ذلك مع سعادة رئيس الوزراء الاثيوبي، ومن جانبنا أوضحنا أن عدم إنفاذ الحكم الملزم والنهائي الصادر عن مفوضية الحدود الدولية أصبح يمثل معيناً طيباً لتقوية وإطالة عمر النظام الدكتاتوري في ارتريا، كما شدّدنا على أن الحل لابد أن يكون سلمياً وقانونياً، وأن الحل عن طريق الحرب والعنف فضلاً عن عدم جدواه لن يصبَّ في مصلحة الشعبين، من جانب آخر نرى أن لا فائدة من رفض الوساطات الدولية والاقليمية وعلى رأسها وساطة الأمم المتحدة والولايات المتحدة باعتبارهما من أهم شهود وضامني اتفاقية الجزائر السلمية، بيد أننا نعلم أن نظام إسياس الغريب والعجيب لم ولن يفارق طباعه وخصائصه الغريبة والمفارِقة بدورها لكل الطرق والأساليب المنطقية في كلِّ شأنٍ من الشؤون، ولكن للأسف شعبنا هو الذي يدفع على الدوام الفاتورة الباهظة لرعونة إسياس ونظامه.تشهد ساحة المعارضة الارترية حراكاً نحو لملمة وتوحيد التنظيمات ذات البرامج المتشابهة، وأمامنا تجربة جبهة الانقاذ الوطني الارتري، وكذلك توحيد عدة تنظيمات تحت مسمى حزب المؤتمر، كيف تقيــِّـــمون ذلك وهل هناك مسعى للقاءات مع تنظيمات قريبة من برنامجكم وتوجهاتكم؟نرى ضرورة أن تتقارب التنظيمات المتشابهة البرامج وتصل الي وحدة اندماجية بينها، ففي العالم اليوم الكثير من التنظيمات السياسية والمدنية التي تتوحد رغم نسبة خلاف بينها تبلغ أكثر من ثلاثين أو أربعين بالمائة، أما نحن الارتريين فلا نستطيع العمل سوياً ما لم نتفق بنسبة مائة بالمائة، لذلك نرى أن نتخلى ونتحرر من هذا التقليد المتخلف، جبهة التحرير الارترية/ المجلس الثوري من جانبها طرحت منذ وقتٍ مبكر مسألة الاندماج بين التنظيمات المتقاربة فكرياً وعملت وما تزال تعمل كل ما في وسعها لتحقيق هذا الهدف، وأملنا كبير في أن تتكلل مساعينا بالنجاح. منذ الثمانينيات والعلاقة بين السودان وفصائل الثورة الارترية سابقاً والآن المعارضة تنحصر مع الجهة الحاكمة فقط، بينما هي بعيدة عن، أو قل غير ملموسة على مستوى الأحزاب والتنظيمات المدنية والنقابات، والآن الأحزاب الجنوبية وفي المقدمة منها الحركة الشعبية لتحرير السودان؟ اذا كان الأمر هكذا ما هي برامجكم كتنظيم وكتحالف لتصحيح ذلك؟بالتأكيد كان ذلك النوع من العلاقة مع السودان شمالاً أو جنوباً قد شهد غياباً تاماً، وأحد أسباب ذلك يرجع الي ضرورة الحذر السياسي، ولكن في رأينا يجب ألا تستمر هذه الحالة على ما كانت عليه، بل إن الأجواء السياسية الحالية في السودان تسمح بمثل هذا التحرك والانفتاح الإيجابي نحو كل القوى السياسية والمدنية في السودان. ألتصق لقب دقيقة بشخصكم كيف جاء هذا اللقب وماذا تقول سيرتكم الذاتية ؟
الاسم: تسفاي ولدِ ميكائيل
اللقب: تسفاي دقيقة.
تاريخ ومكان الميلاد: اسمرا في نوفمبر 1952 مراحل التعليم: الابتدائي بالمدرسة الايطالية، الاعدادي والثانوي بمدرسة (( إتيقا منن )) التحق بكلية (( سانت فاميليا )) الجامعية إلا أنه قاطع دراسته الجامعية في فبراير 1973 ليلتحق بالميدان وهو في العشرين من عمره.كنت أحد أبرز ستة طلاب ناشطين سياسياً في تلك الكلية، وكنا زملاء دراسة في ذلك الوقت ونضاله فيما بعد،و كان أبرزهم كلٌّ من: قرماي قبر سلاسي (( قرماي قشي )) وتسفا ماريام ولد ماريام وطهايي كبروم.عملت لفترة كادراً في اتحاد العمال الارتري تحت إمرة أحد مسئولي الاتحاد الذي هو المناضل/ محمد شيخ فكي اسماعيل، ونسبةً لحاجته لي للترجمة بينه وبين العمال الزراعيين كان يضطر الي استدعائي بين الفينة والأخرى منادياً (( يا تسفاي دقيقة )) أي لحظة من فضلك، ومنذ ذلك الحين التصق بي لقب ( دقيقة ) فأصبحت أعرف بتسفاي دقيقة أكثر من اسمي الحقيقي. في المؤتمر الوطني الثاني الذي عقد في 1975م بالأراضي المحررة انتخبت عضواً بالمجلس الثوري لجبهة التحرير الارترية ومنه انتخبت عضواً باللجنة التنفيذية لأصبح أصغر أعضائها التسع، و تنقلت في المناصب القيادية لجبهة التحرير الارترية/ المجلس الثوري بعد ذلك حيث كنت مسئولاً عن أعمال مكتب الشؤون السياسية والتنظيمية باوربا من 1991 – 1994م و بعد ذلك مندوباً للتنظيم في الولايات المتحدة الامريكية.بعد وفاة المناضل الشهيد/ سيوم عقباميكائيل قررت التفرغ تفرغاً كاملاً لعمل التنظيم ضمن من تفرغوا لملء الفراغ الذي خلفه غياب الرئيس الراحل، حيث تم تعييني في منصبي مدير مكتب الرئيس والمتحدث الرسمي باسم جبهة التحرير الارترية/ المجلس الثوري.